تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بوش .. الأكثر سوءاً

حدث وتعليق
الاحد 7/1/2007
علي نصر الله

من يقرأ ويستمع الى الاعضاء البارزين في مجموعة المحافظين الجدد الذين كانوا بالامس القريب من اشد المتحمسين

لفكرة الحروب وفتح ساحات جديدة لها في العالم, ربما يدرك اي عناد واي مكابرة هي تلك التي يمارسها الرئيس الاميركي جورج بوش , واي منطق يائس واي نهج متغطرس ذلك الذي ينتهجه بوش خلافا لكل منطق ونهج انتهجه الرؤساء الاميركيون, مع ملاحظة السيئ والاسوأ, غير ان بوش يصر على ان يكون الاكثر سوءا.‏

امير الظلام (ريتشارد بيرل) يقول: لوكنت متشككا في نتائج الحرب على العراق او كنت ارى مانحن عليه اليوم وسئلت ان كان ينبغي علينا اجتياح العراق , لكان جوابي الرفض ولدعوت للبحث عن استراتيجيا اخرى لمقاربة هواجسنا.‏

بيرل هذا يعتبر ان حجم المفاجأة في العراق كان مرعبا, وان الهزيمة النهائية والانسحاب هي نتيجة يصعب تجاوزها ويقول انها الاكثر احتمالا .. ومع ذلك فان بوش مازال يعاند ويتحدث عن رباطة الجأش والثبات في الميدان وتعزيز القوات بأربعين ألف جندي في العراق !!‏

كينيث أدلمان وديفيد فروم كاتب خطابات بوش يريان انه لامناص من الهزيمة , وان الفريق الذي كان يعتقد انه الاكثر كفاءة منذ عهد الرئيس ترومان غدا الفريق والمجموعة الاكثر فشلا.. ورغم ذلك يصر بوش على مقاومة محاولات تطهير واشنطن من المحافظين الجدد و لوبي المصالح الاسرائيلية.‏

ادلمان وفروم وغيرهما من كبار المحافظين الجدد يعتقدون ان ادارة بوش مقبلة على مروحة من البدائل السيئة, ويؤكدون ان الخيارات التي كانت قائمة وممكنة قبل سنتين اصبحت مستحيلة اليوم .. لكن بوش يغوص في حالة انكار غريبة متجاهلا تقرير بيكر هاملتون ومتناسيا ان هزيمة حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس اتت بسبب سياسته وكنتيجة لاداء ادارته السيئ واداء المجموعة الاكثر فشلا التي مكنها من البيت الابيض والكبيتول والبنتاغون.‏

على الرئيس بوش الذي يعكف على وضع استراتيجية جديدة في العراق ويحذر الديمقراطيين من ان اداء حزبيا داخل الكونغرس لن يوصلهم الا الى طريق مسدود ان يدرك ان استراتيجيته في فرض الهيمنة على العالم اصبحت من الماضي الذي ينبغي نسيانه, وآن له ان يكف عن الغلواء والعجرفة في التعامل مع الدول ذات السيادة , وان يدرك بان مفهوم القطب الواحد المسيطر اصبح بلا معنى بل انه مجرد وهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية