|
ما بين السطور وعلى المستوى النظري بدا منتخبنا مقنعاً إلى حد كبير لجهة وجود لاعبين متميزين، وهذا الأمر يعكس حقيقة ثراء كرتنا بالعنصر البشري، وغناها بالخامات الواعدة والمواهب الصاعدة، وأن مشكلتها لم تكن يوماً في نوعية اللاعبين ولا في عددهم، وإنما في المرحلة التي تعقب الاكتشاف ثم الاختيار فالتجريب، وأخيراً استثمار المردود. فطالما كانت منتخباتنا العمرية، ناشئون وشباب وأولمبي بيضة القبان لكرتنا، ورهانها الرابح، وبسمتها في المحافل الإقليمية والقارية والعالمية، وعندما تتحول إلى المنتخب الأول، تبدأ الإشكاليات بالظهور والتفاقم لتنتهي بالانتكاسات! وبالعودة إلى الأولمبي المعول عليه استعادة الهيبة التي خسرتها كرتنا في بطولة كأس آسيا التي أقيمت في الإمارات، فإن متسعاً من الوقت أمامه لمواصلة البناء والتحضير والاستعداد، وتلافي السلبيات التي ظهرت، وسد الثغرات التي عابت الأداء، بغية البروز في النهائيات منافساً على المقدمة ومرشحاً للعب دور الحصان الأسود، وهذا لن يكون بالمستطاع إن بقيت وتيرة العمل الفني على حالها، مع الشح في المباريات الاحتكاكية. مقارعة كبار آسيا لها متطلبات كثيرة واحتياجات عديدة، قد تشبه الإمكانات المحشودة في الشكل فقط، بينما في المضمون فثمة بون شاسع يفصل المتوفر عن المأمول، والآمال والطموحات تسمو على المتاح ولا تعترف بالواقع. |
|