تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خرائط وعلامات وسياسات!

شؤون سياسية
الأحد 6/6/2008
نواف أبو الهيجاء

دوغلاس فايث الامريكي-الصهيوني جداً..نشر كتاباً تضمن خارطة رؤيته-وهي رؤية المحافظين الجدد بالذات للمنطقة -وحدود(اسرائيل) .

الخارطة أيضاً قسمت العراق إلى ثلاث دويلات.أما اسرائيل -الخارطة- فهي ممتدة إلى كل الاراضي الفلسطينة المحتلة منذ عام 1948 و 1967 إضافة إلى هضبة الجولان.‏‏

فايث هذا عمل في البنتاغون ايام رامسفيلد..وهو يقول انه ليس مجرد (صهيوني عادي) بل هو صهيوني يميني ومتطرف ايضاً.‏‏

مايعنينا هنا ان الرؤية الامريكية-للمحافظين الجدد-لاتتطابط مع الرؤية الخاصة للصهاينة المتجذرين في الكيان الاحتلالي -الاحلالي ,ولكنها تزيد عليها في التمسك بأساطير (مؤسساتية) قام عليها الكيان الصهيوني -كما رأى روجيه غارودي-أو رجا غارودي -المفكر الفرنسي الذي اعتنق الاسلام ودفع الثمن غالياً ,وواضح ان الموقف الامريكي الراهن-إن كان من الاستيطان ام من القدس ام من اي تحرك جدي في المنطقة من اجل سلام عادل وحقيقي وثابت هو السعي الى العرقلة والرفض او المماطلة ليكسب المحتل الوقت وهو في أمس الحاجة اليه لتغيير الواقع الديمغرافي في الارض التي احتلها في عدوان حزيران سنة 1967 أي الجدار العازل,الاستيطان في الضفة عامة وفي القدس خاصة-ومصادرة الاراضي وهدم المنازل وتجريف الاراضي الفلسطينية في الضفة والاراضي المحتلة عام ..1967 مايعني ايضاً ان المراهنة على (دور امريكي) بناء لتحقيق السلام العادل فاشلة اساساً,فثمة في قمة السياسة الامريكية كما في قاعدتها من يزاحم اليهود الصهاينة على مواقفهم الصهيونية العنصرية العدوانية التوسعية.‏‏

الحلم الصهيوني (بدولة اسرائيل من الفرات الى النيل) يجد أنصاراً في أكبر دولة في العالم-يسهمون في اذكاء نار التعصب الصهيوني والعدوانية التي لاتكتفي بما سلبته من حقوق, وانما تنفتح شهيتها على الآخر لابتلاع حقوق اخرى للآخرين- حتى من كان منهم بعيداً جغرافياً عن فلسطين المحتلة .الحلم الذي يصل الى الفرات لايكتفي بالوصول الى العراق فقط بل هو يربط هذا الوصول الى (الفرات) بتقسيم العراق وتمزيقه الى ثلاث نتف-وان كان هناك امكانية ان يتمزق العراق الى اكثر من ثلاث كيانات هزيلة متصارعة فذلك افضل للصهاينة بل ان الذاكرة يجب ان تختزن حقيقة مهمة هي انه في عام 1991 -بعد الحرب على العراق لاخراجه من الكويت هلل بوش الاب في خطابه الموجه الى (اسرائيل) واكد ان ماحدث كان لضمان امن الكيان الاسرائيلي.وجاء المحافظون الجدد الى البيت الابيض-ممثلين بفترتي جورج بوش الابن ليؤكدوا انهم متعطشون لاثبات ولاء مطلق للفكرة الصهيونية التوسعية العدوانية-فلم يكتفوا بترتيب العدوان على العراق بعد حصاره الطويل الممتد من 1990 الى 2003 وانما احتلوه ودمروا الدولة العراقية واشعلوا الفتنة الطائفية في العراق وحاولوا ولايزالون الخلط بين المقاومة المشروعة العراقية للاحتلال وبين الارهاب المدان اساساً-والمشبوه بارتباطاته واهدافه ايضاً.‏‏

ومتابعة سياسات الادارة الامريكية حيال القضية الفلسطينية-خلال السنوات القليلة الماضية -تؤكد ان الادارة الامريكية كانت دائماً الداعم المطلق للسياسات المناقضة على طول الخط لدعوات السلام العادل ولمرجعية الامم المتحدة وحتى لمرجعية مدريد-وهي-اي الادارة الامريكية سعت وبكثير من الجهد والدهاء-الى شق الموقف الفلسطيني وتمزيقه لاضعافه -وهذا ماكان تماماً بتوضيب عجيب للاستجابة الصهيونية ولما يمكن تسميته بالاستجابة ايضاً من لدن قيادات في الوسط الفلسطيني -وتحديداً في رام الله.‏‏

اما الشأن الذي يجب ان نتنبه اليه دائما فهو:محاولة بعضهم ايهامنا ان المحتل يريد فعلاً ان يقدم على الاقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية-دون ان يكون قد أرغم على ذلك إرغاماً, إما بقراءة موضوعية جداً لمستقبل الاحتلال بل والدولة( الاسرائيلية) , وإما بأحداث تقلب الموازيين في المنطقة بأسرها.سوى ذلك تظل الادارة الامريكية-ان كانت جمهورية أم ديمقراطية-ملتزمة تماماً بأمن الكيان الاحتلالي التوسعي والمراوغة لكسب الوقت وإرضاء له وسعياً الى تثبيته واقعاً معترفاً به في الوسطين العربي nawafabuhaija@yahoo.com‏">والاسلامي.‏‏

nawafabuhaija@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية