|
ترجمة وبناء على رأي عدد كبير من المفكرين والكتاب وذوي الرأي فإن سلوك أميركا أيضا والذي بدأ في العقد الأخير من القرن العشرين بات يندرج تحت حالة من ردة الفعل العنيفة والدراماتيكية. كما نستطيع اعتبار تحركات المحافظين الجدد في منطقة الشرق الأوسط تحركات فاشلة والتي بدأت علائمها بالظهور بعد حادثة 11 أيلول وكانت تلك التحركات تتخذ خطوات وقاية لهم على حد زعمهم. ولكن توجد مسألة دقيقة تأخذ حيزا مهما ألا وهي تزايد قوة ايران والمناورات التي تجريها على أنها دولة قوية على مستوى المنطقة وهي التي شكلت مانعا من زيادة هجمات البيت الأبيض في منطقة الشرق الأوسط. تقول (CIA) في تقرير لها:إن سورية وبمساعدة من كوريا الشمالية هي في صدد تصنيع أسلحة نووية. جاء هذا التقرير بعد قيام الكيان الصهيوني بقصف موقع سوري في أيلول من العام الفائت بحجة أنه محطة نووية.وبناء على هذا التقرير فقد طرحت القضية على جدول أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في الحقيقة نستطيع ان ندرك أن الضغوط التي تشهدها سورية هي جزء من التحركات التي تقوم بها واشنطن وتل ابيب لاسترجاع الإمساك بزمام الأمور في المنطقة. فسورية اليوم تواجه سياسة الضغوط التي يتبعها البيت الأبيض فبحثمسألة السلام مع اسرائيل بعد استعادة مرتفعات الجولان يتطلب من سورية التخلي عن ايران وحزب الله, بالإضافة للتخلي عن المقاومة في وجه الأطماع وزيادة المطالب في تل ابيب وهذا الأمر ينهي إثارة المسألة النووية لدمشق حسب السياسة الأميركية. وكذلك الأمر فقد أدرك السوريون تماما أن التمسك بمحادثات مع ايهود اولمرت والمعروف بالفساد المالي وعلى عتبة أن يصبح عديم الفائدة في موازين القوى الإسرائيلية أمرا غير معقول ولهذا السبب أقدم وزير الدفاع السوري على خطوة لافتة للنظر بسفره الى طهران وتوقيع اتفاقية أمنية معها وبذلك يكون قد أطفأ بماء بارد لهب الفتنة التي تريد اشعالها تل ابيب. في نهاية المطاف نستطيع استخلاص نتيجة أن الخطوات التي قام بها البيت الأبيض على أنها وقاية وحماية له في منطقة الشرق الأوسط د قت ناقوس التغيير وتبديل البيان الرسمي الذي يحكم العلاقات الدولية. اليوم الخطوات التي تقوم بها الولايات المتحدة تحت شعار السلام ليس لها مكان عند الرأي العام وحتى قادة دول العالم أيضا ليس لهم آذان صاغية لمثيري الفتنة في البيت الأبيض. إن الضغوط الأخيرة التي يمارسها البيت الأبيض على دمشق تهدف أيضا لاسقاط محور القوة الإسلامي, ولفصل سورية عن هذا المحور. فالولايات المتحدة الأميركية تسعى يائسة للهروب من مستنقع الشرق الأوسط عساها تنقذ نفسها مما هي فيه ولكن وبدون تردد فإن تخبطها ومحاولتها ستزيدها غرقا في هذا المستنقع. |
|