|
شؤون ثقا فية تناقضات تجمع بين جسدي (جوزيف نادج) و (دومينيك ميرسيه) ,وكأنما كنا في خيمياء خاصة للجسد في عرض (نشيد الصباح الصغير) الذي عرض ضمن فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008م بدار الأسد وبدعم من المركز الثقافي الفرنسي. جسدان يرويان لنا حكاية ,هي حكايتهما , محاولاً كل منهما اكتشاف الآخر وكأنما يكتشف نفسه أو ليمعن النظر بحاله, يعيدان التأمل بتكاوينهما , أعضائهما , أجزائهما , وعناصرهما , لخلق لحظة تواصل , ليست لحظة تواصل وتماس خارجي بمقدار ماهي لحظة تواصل داخلي , بين روحين يحلق بهما جسدان.... ومع هذا , هناك نوع من التكاملية في هذا اللقاء,في تواصل الجسدين ....أحدهما قوي متماسك , والآخر كأنما بدا أكثر رهافة ونعومة في الحركات ....معظم الحركات كانت كما لو أنها تستقصي الآخر عبر التجاذب وسيل الحركات السريعة والمتسارعة وكأنها خدع بصرية .... أجساد وأعضاء تطول أو تقصر , تتكور لتعود فتنبسط , تنفرج وتفرج عن نفسها وعما يدور في داخلها ويعتمل .... هل بحثت تلك العناصر الجسدية عن تحالف من نوع خاص ....? وهل أرادت الإتيان بوظيفة جديدة لها , غير ما هو معتاد ومألوف بالنسبة لها??.... فبعض حركات البداية بدت وكأنها نوع من التأمل الخاص في الحركات الاعتيادية التي ألفتها الأعضاء التي تقوم بها , يمكن إدراك ذلك من خلال لحظة السكون التي تلي كل حركة أو حتى لفتة / التفاتة من أصغر عنصر جسدي. مع ملاحظة طابع يوحي بأن رسم ا لحركات جاء وكأنه مخرج من أدوات جسد هندسية - إن صح القول - تنطبع به المشاهد الراقصة ,وحتى عندما تكون متسارعة , فهناك استقامات , وزوايا مرسومة بأعضاء الجسدين.... لم يمنع هذا من إظهار بعض من حركات الخفة الدقيقة وبالآن نفسه هي سريعة الإيقاع. رقص معاصر على إيقاع الطبلة: من أجمل لوحات العرض كانت اللوحتين اللتين اعتمدتا خلفية موسيقية شرقية, الجاذب الأول يكمن في توظيف إيقاع شرقي خدمة لرقص من النوع المعاصر, وهكذا لن نجد جسدين يهتزان ويتمايلان , كما هو الحال في الرقص الشرقي , الذي يعتمد إيقاع (الطبلة) . (الطبلة) هنا ستضبط إيقاع حركات رقص معاصرة, ومفاجأة العرض هي خلق ( نادج) لهذا التوليف المتقن والمضبوط بعناية مابين أكثر الآلات الموسيقية المطبوعة بطابعها الشرقي , وأكثر الفنون التي تعرف بطابعها الغربي. هذه المزاوجة بين الشرق والغرب تم إغناؤها عبر استخدام موسيقا جمعت بين العديد من ثقافات الأمم فهي من( كمبوديا , مقدونيا , رومانيا , مصر, هنغاريا). نشيد صغير للصباح.... أنشده نادج مع شريكه ميرسيه بطريقة تعيد تشكيل الأشياء بابتكار ممتع ....هناك شرق وغرب ....جسد وخلفه روح ....التصاق وتنافر , أداء مرتخ وآخر مشدود .... ضديات أو تناقضات , ليست هي كذلك كما هو الأمر في الظاهر المكشوف , بل هو تعبير وأسلوب متبع للإيماء بأن هذه هي الحياة , أقله كما يراها نادج.... |
|