تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قدسنا..عاصمتنا

معاً على الطريق
الأحد 6/7/2008
ديانا جبور

انطلقت قبل أيام ومن دمشق الحملة الأهلية للقدس عاصمة للثقافة العربية للعام ,2009 وتقوم كما أوضح المؤتمرون والمنظمون على هدف نبيل وفكرة عملية تستعيض عن تعذر الانتقال إلى المدينة المقدسة وهي مستباحة تحت نير الاحتلال للاحتفال بها وفيها, إلى الانتقال إلى العواصم العربية, ليس فقط احتفالا, بها و فيها, بل ونضالاً لمقاومة التهويد وتزوير التاريخ, فيشعر أبناء كل مدينة أنهم معنيون بذاكرة المكان, برائحته, بنكهته, كما بكتبه ووثائقه.

خلال الافتتاح حبس البعض أنفسهم ضمن بوتقة ضيقة لا يمكن أن تستوي مع مدينة كوزموبوليتانية مثل قدس(نا) التي احتضنت أدياناً وانفتحت على ثقافات وجاليات و كان الجميع إلى ما قبل الاحتلال يجدون فيها مستراحهم وحاضنتهم وبدائل عن أوطانهم الأصلية, لكن البعض الآخر(لحسن الحظ) وسع المدى وقارب المرتجى فحرر المشروع من أسر عقيدته إلى رحاب إنسانيته,فلابد للاحتفالية أن تؤكد على كون القدس ليس فقط عاصمة عربية بل وإسلامية تجوب عواصم العالم الإسلامي, طالما أننا نعني بالاحتفال فعل مقاومة وشكل حياة وصرخة احتجاج ونفير إنقاذ.‏‏

هي كذلك عاصمة روحية مسيحية, يشكل مسيحيو المشرق أفضل سدنة ومحامين للدفاع عن تنوعها وتآخي مناخاتها وتسامح سكانها الأصليين المهددين بأيديولوجية عنصرية إقصائية, لهم بل عليهم أن يحملوا صلبانهم ويضعوا العالم أمام مسؤولية إنقاذ مقدسات المدينة.‏‏

للقدس وقع في النفوس حتى لتلك التائهة عن بوصلتها الدينية وشعائرها الطقسية, لكن أصحاب هذه النفوس لن يولونا اهتمامهم إن نحن شتتنا الخطاب في النزاعات السياسية والاختلافات المذهبية..لهؤلاء يجب أن نقدم القدس كواحة للاختلاف دون خلاف واقتتال إن حررناها من ربقة الاستعمار وأغلال الاضطهاد.‏‏

تحد كبير لا يجوز معه التفكير بتسجيل نقاط ضمن الفريق الواحد لأنه فكر أقرب إلى الكفر.‏‏

dianajabbour@yahoo.com‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية