تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية .. الرقم الصعب رغم كل الإرهاب ووسائل العدوان

متابعات سياسية
الاثنين 17-11-2014
 دينا الحمد

منذ قيام الحركة التصحيحية المجيدة وحتى يومنا الراهن حققت سورية تحولات ونجاحات كبيرة على مختلف الأصعدة فبنت جيشاً قوياً وأسست بنية تحتية متينة

وعززت دور المقاومة التي كانت عاملا مهماً في تحرير الأرض ودعمت المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة ضد الاحتلال الصهيوني لاستعادة الأرضي المحتلة واعتبرت القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى للأمة ثم جاءت حرب تشرين التحريرية التي أعادت للجندي العربي ثقته بنفسه وحررت إرادته وأسست لمرحلة جديدة من الانتصارات على الكيان الصهيوني .‏

واليوم تمر سورية بمرحلة حساسة ودقيقة من تاريخها بسبب العدوان الذي تتعرض له بيد الإرهاب لكنها استطاعت أن تعبر كل الظروف القاسية على مدى أربع سنوات بفضل أسباب وعوامل عديدة أدت لهذا الانتصار، أولها صمود الجيش العربي السوري الجيش الوطني العقائدي المؤمن بقضايا أمته العربية، والمستعد للتضحية في سبيل الدفاع عن أرضه واستقلال وطنه وحماية شعبه، فقد أثبت هذا الجيش البطل في محطات كثيرة ومنعطفات مصيرية هامة ومن ضمنها الأزمة الراهنة أنه رهان سورية الرابح والمنتصر دائما مهما اشتدت الضغوط وكثرت المؤامرات، لأنه يعكس في الحقيقة إرادة ومصالح وصلابة شعب لا ينكسر ولا يهزم.‏

وفوق هذا وذاك تم تشييد دولة مؤسسات في سورية على أسس صحيحة وسليمة، حيث تم تأسيس مجلس الشعب والجبهة الوطنية التقدمية، ومجالس الإدارة المحلية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية، وبذلك تم حشد كل طاقات الجماهير في عملية البناء، لتغدو سورية ورشة عمل على كل المستويات وفي كل الميادين ما انعكس إيجابا على الاقتصاد السوري الذي وقف قوياً في وجه الأزمة وظل قوياً رغم كل العواصف التي حاولت ضربه .‏

كما أن صمود هذا الشعب الأبي جعل من سورية الرقم الصعب كما كانت على الدوام وجعلها أكثر تصميماً وأشد تمسكاً بالثوابت ومصالح الشعب والأمة وجعلها أعمق التزاماً وأوضح رؤية وتتابع مسيرتها وهي مؤمنة بقضيتها وعدالة مواقفها .‏

وإذا كانت المؤامرة الكونية قد استخدمت لتحقيق أهدافها في إسقاط الدولة كل أشكال الإرهاب والتدمير فإن سورية استطاعت أن تكون أكثر قدرة وصلابة على المواجهة بفضل عزيمة شعبها وإرادة جيشها الباسل وتمكنت من مواجهة أكبر تحدّ في تاريخها الحديث وهاهي تخطو اليوم خطوات جادة لرسم ملامح مستقبلها ومستقبل أمتها وإعادة كل الحقوق المغتصبة وتحرير الأراضي العربية المحتلة .‏

لقد عملت سورية منذ فجر التصحيح على تحليل الواقع العربي وعملت على حشد طاقاتها وطاقات الدول العربية لتحرير الأراضي العربية المغتصبة والدفاع عن كرامة الأمة والخلاص من آثار هزيمة الخامس من حزيران وكان عنوان المرحلة هو التضامن العربي كحل أولي وصولاً إلى الوحدة الكاملة التي تقف اليوم كل العراقيل بوجهها وفي مقدمتها الكيان الصهيوني العنصري الذي وجد كالسرطان في جسد الأمة ومنع نهوضها ووحدتها وتقدمها .‏

وارتباطاً بهذه القواعد استطاعت سورية الجديدة التأسيس لمستقبل آمن عبر تنظيم جيشها الوطني العقائدي وبناء اقتصادها القوي القائم على الاكتفاء الذاتي زراعياً وصناعياً واستطاعت خلال العقدين الأولين من عمر الصحيح بناء قوة كبيرة أصبحت شوكة في وجه المشروع الاستعماري الغربي في المنطقة وأداته الكيان الإسرائيلي .‏

إن التصحيح شكل ميلاداً جديداً للفكر الاستراتيجي ونقطة التحول نحو الطموح والتطور الفكري والتنظيمي لكل ما يلامس قضايا الشعب والأمة فحقق الأمن المطلوب والاستقرار المنشود في سورية لتتمكن من القيام بدورها الوطني والقومي وحضورها المميز على الساحتين الإقليمية والدولية وكانت سورية طيلة العقود الماضية وبحكمة قيادتها ورؤيتها الصائبة ومواقفها الصلبة ومعايشتها الأحداث التي عصفت بالمنطقة قد حققت كل تلك الانتصارات والإنجازات .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية