|
بريزبن وكان من أولويات القمة التخفيف من المخاطر الاقتصادية وخلق المزيد من فرص العمل وتحسين المستويات المعيشية حيث أكدت دول مجموعة العشرين للاقتصاديات الكبرى في العالم أنها تطمح إلى تحقيق فائض في النمو الاقتصادي بنسبة 1,2 بالمائة لإجمالي الناتج الداخلي بحلول عام 2018 وهو ما يزيد على نسبة اثنين بالمائة التي كانت المجموعة تحدثت عنها من قبل. ونقلت ا ف ب عن البيان الختامي ان الإجراءات التي وعدت بها الدول الكبرى في العالم لتحفيز نشاطاتها الاقتصادية ستزيد على ألفي مليار دولار أميركي ما يسمح بخلق ملايين الوظائف. وأضاف البيان ان هذا الهدف يمكن تحقيقه بفضل إجراءات تشجع على الاستثمار والتجارة والمنافسة كما أن التوصل إلى ذلك يمر عبر وضع أساس لدعم الاستثمارات في البنى التحتية من اجل تشجيع الاشغال الكبرى عن طريق تسهيل العلاقات بين الحكومات والمجموعات الخاصة ومصارف التنمية والمنظمات الدولية. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن "الاضطرابات في العالم ستستمر إلى أمد طويل ما لم تحترم الأطراف الدولية مصالح بعضها البعض". ونقلت روسيا اليوم عن بوتين قوله في مؤتمر صحفي عقده في مدينة بريزبن الاسترالية في ختام أعمال القمة تأكيده "أن الوضع في أوكرانيا يملك فرصا وآفاقا واسعة للتسوية" في سياق متصل أكد الرئيس الروسي أن أسعار النفط الحالية لم تؤثر سلبا على الاقتصاد الروسي مشددا على أن "جميع عوائد الذهب الأسود في هذا العام ستكون مضمونة بغض النظر عن تأرجح سعره"، معبرا عن ثقته بأن العام المقبل سيشهد تصحيحا في أسعار النفط. هذا وتصدرت أزمة أوكرانيا وملف العقوبات الغربية ضد روسيا والأزمة في سورية وملف الحرب على الإرهاب نقاشات قمة العشرين وتضمنت لقاءات للرئيس بوتين مع قادة أوروبيين في مقدمتهم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا. وعلى هامش القمة تمت مناقشة سبل ترميم العلاقات بين روسيا والغرب واتخاذ إجراءات فعالة لحل الأزمة الأوكرانية. كما أعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان الاتحاد الاوروبي لا ينوي فرض عقوبات جديدة بحق روسيا على خلفية الوضع في أوكرانيا. وقال شتاينماير في حديث لصحيفة بيلد نشر أمس انه من غير المنتظر فرض عقوبات جديدة على روسيا. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمحت أمس إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا موضحة ان العقوبات المحتملة ستمس القائمة السوداء فقط للشخصيات الروسية الممنوعة من دخول أوروبا ولن تطول القطاع الاقتصادي. في أثناء ذلك أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ان بلاده ستحافظ على قوة دفع نموها الاقتصادي وستحقق اسهامات أكبر في الاقتصاد العالمي. وأشار الرئيس الصيني إلى ضرورة بذل الجهود لزيادة تمثيل الدول النامية واقتصاديات الأسواق الناشئة ومنحهم صوتا أقوى في الأنظمة الدولية وضمان تحقيق المساواة بين الدول المختلفة في التعاون الاقتصادي العالمي من حيث الحقوق والفرص والقواعد لافتا إلى ان النمو الاقتصادي الصيني يعد محركا أساسيا للنمو الاقتصادي العالمي ومن أكبر المساهمين في استراتيجيات النمو الشاملة بالمجموعة. وفي مقابل ذلك كان لافتا حالة التوتر التي طغت على تعاطي الدول الغربية مع روسيا والصين فيما يخص الأزمة في أوكرانيا والأزمة الناجمة عن الخلاف بين الصين واليابان حول جزر دياويو الصينية الواقعة في بحر الصين حيث استمرت لغة التهويل والتهديد بفرض عقوبات جديدة. بدوره اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تصريحات له ان الأمر الجيد في هذه القمة هو وجود وحدة جيدة بين دول اوروبا والولايات المتحدة بخصوص روسيا. وفيما يخص الصين حذر الرئيس الأميركي أمس في بريزبين من خطر الخلافات حول الأراضي التي تهدد بالتحول إلى مواجهات في اشارة إلى الخلافات بين بكين والعديد من جيرانها في بحر الصين الجنوبي والشرقي محاولاً استغلال القوانين الدولية بحسب مصالح بلاده وضد الدول التي تواجه محاولات هيمنة واشنطن المعهودة. وفي مواجهة ذلك أكدت روسيا والصين مجدداً قدرتهما على لعب دور أساسي على الساحة الدولية سواء بشكل منفرد أم من خلال مجموعة البريكس التي حضرت بقوة خلال قمة العشرين وأصدرت عقب اجتماع لها على هامشها أمس بياناً جددت فيه رفضها للعقوبات الغربية غير الشرعية مؤكدة أنها تمثل خرقاً لميثاق الأمم المتحدة وتعوق تعافي الاقتصاد العالمي. واستطاعت روسيا أن تستخدم أوراق الضغط التي تمتلكها للتأثير على الدول الغربية حيث تسابق العديد من الزعماء الغربيين كالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي وحتى كاميرون لعقد اجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتأكيد على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية وعدم السماح للمشكلات الدولية بالتأثير عليها. |
|