تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لك اللـــه ياامـــرأة

معاً على الطريق
الاثنين 17-11-2014
أنيسة عبود

دائماً نحن جاهزون لنطلق النظريات والمقولات التي حفظناها قبل الدخول في التجربة.

أحياناً لانوافق ضمناً على هذه الأحكام... أو هي لاتمسنا شخصياً فلا نعرف كيف ولامتى صيغت..مع ذلك، تعلمنا النفاق والمجاملة والادعاء بأننا نوافق عليها،‏

ومن هذه الأحكام التي نتغنى بها هي أن وضع المرأة السورية وضع ممتاز وهي تحصل على كامل حقوقها وراتبها يساوي راتب زميلها الرجل فهل وضع المرأة في سورية ممتاز؟!‏

وهل هناك امرأة في العالم تعاني ماتعانيه المرأة الآن في هذه الحرب القذرة..؟! نساء سبيات .. صبايا مغتصبات.. أمهات مثكولات.. فتيات يرجمن ويقطعن ! إرباً فمن هي الجمعيات والمنظمات الدولية والعربية والإنسانية التي أضاءت على ذلك؟!.‏

ومن هي الجهة التي قالت سأكشف عن الحقيقة المرة؟‏

لا أحد يجرؤ على الكلام لأن الكلام فيه فضيحة لاأحد يعطيك الحقيقة حتى لوطلبتها .. لأن الاعتراف أيضاً فضيحة..‏

والفضيحة لاتطول لمرأة المعذبة والمنتهكة حقوقها وجسدها بل هي تنال الأب والأسرة الذكورية كلها التي يصيبها الهلع والجنون ولايرف لها جفن فيما يتعلق بالذكر..‏

الذكر يغتصب.. الذكر يزني.. الذكر يقتل .. لامشكلة في ذلك حتى لو سرق الدولة أيضاً، المشكلة كلها تقع على عاتق المرأة السجينة في تقاليد بالية تافهة ظالمة.‏

إن الحديث عن وضع المرأة في سورية حديث طويل وله شجون وتفرعات كثيرة .. قادني تشرين التصحيح تشرين المجيد وما قدمه التصحيح للمرأة السورية على يد الخالد حافظ الأسد، ولكن يبدو أن هذا التصحيح يجب أن يستمر في موضوع المرأة وفي القوانين التي تخضع لها المرأة في سورية .. صحيح هي تعلمت وتوظفت ولكن كل ذلك كان لحساب ولمصلحة الرجل الذي لم يخلع عمامة جده ولا اقتنع بالتحولات الجديدة التي أصابت المجتمع وأصابت الأسرة، فالمرأة الآن تعود من عملها لتقدم جهداً جديداً للأسرة، والسيد الذكر يكون خارج المسألة كما أن راتبها يتحول كله إلى أولادها والسيد الرجل - مامعي مصاري- وكم من أسر سورية تعيش على راتب الزوجة، وعلى جهدها العضلي والسيد الذكر لايقدر أن يتحمل المسؤولية وهو خارج المسألة.‏

هكذا- يدعي المجتمع- أن طبيعة الرجل طبيعة متحركة-- متبدلة، وعلى المرأة مراعاة ذلك ، فهي تقدم الجهد والمال والطاعة والحنان، وهو يأخذ الأسم والكنية ومكاسب القانون ولايخجل حتى إن القانون ذاته لايخجل، لأن التشريعات الذكورية تحميه.. وإلا لماذا تطلق المرأة جزافاً وتعسفا!‏

ولماذا لايطرد المجتمع الرجل الذي يهجر أسرته بحثاً عن الملذات والشهوات ..؟! وكأن الجنة والنار فقط من أجل المرأة والسؤال المهم لماذا لايجبر الزوج على نفقة الأطفال الذين أنجبهم إلى الحياة ..؟!‏

بل يقبل أن يدفع بالأم الى طرق ملتوية لتحافظ على لقمة العيش، إن القانون يظلم المرأة والتشريع لاينصف المرأة، ووضع الأسرة يحتاج الى تصحيح بل نحتاج الى حركة تصحيحية تطول قوانين المرأة والأسرة وكذلك القوانين التي يقوم عليها المجتمع سواء في المؤسسات الخدمية والتعليمية وحتى الإعلامية، لقد تعب الناس الى درجة الاكتئاب فكان لابديل لهذا الخراب ولا أمل في التصحيح نساء يقدمن أكبادهن للوطن.. ورجال يسرقون الوطن وينتهكون كرامة النساء .. أسر تقدم أربعة شهداء ، أربعة شبان وأسر تصبح مالكة لأربعة قصور وسيارات وفيلات أما المسؤولون فإنهم يقولون «يارب نفسي» وكأن البلد ليست بلدهم ، المجتمع ليس مجتمعهم فمن يشعر بآلام الناس إذناً..؟‏

لك الله ياوطني.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية