تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أمنيات وأولويات

شباب
الأحد 4-1-2015
لينا ديوب

لو تساءلنا هل أمنيات شبابنا في الأيام الأخيرة من عامنا هذا وهو العام الرابع في العدوان على بلدنا هو الحصول على وظيفة مناسبة؟ ربما تكون الإجابة لا, فالأولوية لوقف الحرب ووقف الموت وعودة الأمن للبدء بإعادة الاعمار.

وإذا كان عدد غير قليل من الشباب سافر، وعدد غير قليل بين صفوف الجيش، إلا أن هناك عدداً كبيراً يواصل الحياة ويقدم المبادرات ويتابع في دراسته وعمله، يواجه صعوبات الحرب وقساوة ظروفها. لكن حتى لو كانت الأولوية وقف الحرب، لكن الأمنية بالحصول على وظيفة حكومية أو ضمن القطاع الخاص أو أي عمل من الأعمال الحرة كالتجارة والزراعة تبقى قائمة، فبالإضافة إلى أن العمل يساهم في إشباع الحاجات النفسية للإنسان كالحاجة إلى الاحترام والتقدير، والحاجة إلى إثبات الذات، والعمل يقوي كيان الإنسان المعنوي.‏

فإنّ توظيف الشباب يحقق تنشيطاً للاقتصاد، لأن لدى الشباب من القدرات والإمكانات والفاعلية والحماس والطموح والنشاط ما يساهم في تنمية الاقتصاد، وخلق روح جديدة فيه. كما أن توفير فرص وظيفية للشباب يؤدي إلى خلق حالة من الأمن الاجتماعي، وخلق المزيد من الوظائف لجيل الشباب يساهم كذلك في دفع عجلة الحياة الاجتماعية إلى الأمام، إذ إن كلّ فرد من أفراد المجتمع الإنساني عندما يعمل يشعر أنّه عضو فعّال في المجتمع، وأنّه مساهم في التنمية الاجتماعية، وبالتالي يهمه الحفاظ على البيئة الاجتماعية، وعلى الأمن الاجتماعي، باعتباره الضمان للحياة الاجتماعية السعيدة.‏

إنّ توظيف عقول الشباب، واستثمار قدراتهم ومواهبهم، والاهتمام الخاص بالأذكياء والموهوبين، وتشجيع روح الإبداع والابتكار والاختراع والاكتشاف، تبقى من الأمنيات والأولويات في ذات الوقت، مهما كانت الظروف. وهي أيضا من الخطوات الرئيسة نحو إعادة الإعمار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية