تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين التفاؤل والتشاؤم..

حدث وتعليق
الأحد 4-1-2015
فؤاد الوادي

في حديث الآمال والطموحات قد يكون الإغراق في التفاؤل أحياناً نوعاً من المخاطرة والمجازفة والتهور، وقد يكون بالمقابل الإفراط في التشاؤم في أحايين أخرى ضرباً من الجنون والحماقة ، والفيصل في هذا وذاك المعطيات والوقائع على الأرض.

ودون الغوص عميقاً في التفاصيل وبحسب التسريبات والمعطيات المتوافرة حتى الآن والتي تتوالد كل لحظة فإن (لقاء موسكو ) المقرر عقده أواخر الشهر الحالي يشكل فرصة جديدة قد تكون الأخيرة لاختبار النوايا من جهة ،ولفضح المزيد من الأدوار والأهداف والغايات لمختلف الأطراف التي لا تزال حتى اللحظة تدعي الخوف والحرص على الشعب السوري من جهة اخرى.‏

و رغم ضبابية المشهد إلى الان إلا أن الأجواء العامة للقاء تنبئ من جهة بجدية الجانب الروسي في تحقيق أشياء ملموسة على الأرض تعيد الأمور إلى مجراها الصحيح وتضع الأزمة على طريق الحل السياسي ،وتؤكد من جهة أخرى جدية وانفتاح الدولة السورية على كل الحلول السياسية التي من شأنها أن تحقن دماء السوريين وتخفف من أوجاعهم وعذاباتهم وتحفظ لهم بنفس الوقت كرامتهم وسيادتهم وثوابتهم الوطنية التي بذلوا لأجلها الغالي والثمين.‏

على الضفة الأخرى للمشهد تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها بدورهم رغم ادراك البعض منهم لأهمية الدور الروسي في هذه المرحلة الحاسمة لإفشال المبادرة الروسية سواء عبر الإيحاء بعدم قدرة الجانب الروسي على اجتراح الحلول وإنهاء الأزمة، أم عبر فرض المزيد من العقوبات على روسيا، أم عبر تحريض أدواتها لرفع سقف المطالب والشروط ووضع العصي في العجلات.‏

بالمحصلة يؤكد (لقاء موسكو) المرتقب ولادة حقيقتين أساسيتين ، الأولى هي صعود الدور الروسي الجديد بأبعاده وأشكاله الجديدة في المنطقة والعالم في ظل ذلك الفشل الصارخ للدور الأميركي بمختلف أشكاله ومستوياته ، وفي ظل ذلك التغير الواضح والنوعي في الموقف الدولي حيال مقاربة الأحداث بشكل أكثر موضوعية، وخاصة بعد أن امتدت ألسنة الإرهاب إلى عمق الدول الغربية ، أما الحقيقة الثانية التي يؤكدها ( اجتماع موسكو) فهي سقوط كل المراهنات والمغامرات والمقامرات التي راهنت على سقوط الدولة السورية، ورضوخ معظم المراهنين إلى المطالب والثوابت والأسس الوطنية السورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية