|
إسطنبول ولان حبل الكذب قصير والأفعال تكذب الأقوال فقد انكشفت ممارسات نظام اردوغان القمعية لاسيما حيال المؤسسات الإعلامية التي عملت على فضح فساد نظامه فقد شنت شرطة اردوغان أواخر الشهر الماضي حملات اعتقال ومداهمات هستيرية طالت صحفيين معروفين ومقرات صحفية وكذلك أدباء وشخصيات اجتماعية تركية في محاولة لكم أفواه الصحفيين ووسائل الإعلام التي كشفت قضايا الفساد والرشاوى التي تورط بها اردوغان ووزراء في حكومته ومقربون منه بينهم نجله بلال وقمع معارضي حكومة حزب العدالة والتنمية. فقد انتقد وزير الخارجية الهولندي بارت كوانديس حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنها نظام رجب طيب اردوغان ضد الصحفيين ووسائل الإعلام معربا عن قلقه إزاء عمليات الاعتقال ومداهمة المؤسسات الصحفية التي شهدتها تركيا مؤخرا. ونقلت صحيفة تودايز زمان التركية عن كوانديس قوله أمام البرلمان الهولندي إن ما تشهده تركيا من عمليات اعتقال صحفيين ومداهمات لمقرات وسائل الإعلام مخالف بصورة صارخة لمعايير وقيم الاتحاد الأوروبي وحرية الصحافة. وأضاف كواديس أن هولندا كانت تتوقع أن تتبع تركيا معايير وقيم الاتحاد الأوروبي بصفتها مرشحة للانضمام للاتحاد لكن ما شاهدناه خلال الأيام الأخيرة مخالف تماما للقيم والمعايير المتفق عليها بين الجانبين ما أثار حفيظة الاتحاد الأوروبي وشجب حملة نظام اردوغان على وسائل الإعلام والصحافة في كانون الأول الماضي. كما توالت ردود الفعل الأوروبية من مسؤولين بالاتحاد الأوروبي تنديدا بحملات نظام اردوغان ضد الصحافة ووسائل الإعلام. وكان وزراء التكتل الأوروبي اتفقوا الشهر الماضي على تبني موقف أكثر تشددا حيال مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد واعتبروا أن المداهمات التي شنتها الشرطة التركية ضد الصحفيين لا تنسجم مع قيم الاتحاد الديمقراطية. وقد شنت شرطة اردوغان حملة اعتقالات استهدفت وسائل الإعلام المعارضة لحكومة حزب العدالة والتنمية وشملت حملة المداهمات التوقيفات بشكل أساسي صحيفة زمان وتلفزيون سمانيولوتي في وقناة تركيا واحدة وذلك بعد أن أسهمت مع وسائل إعلامية أخرى في الكشف عن فضيحة الفساد التي طالت اردوغان ومقربين منه وأطاحت بالعديد من وزرائه ونواب حزبه. من جهة ثانية طالب النائبان الهولنديان بيتر أومتزيجت ومارك فارر هانيجين بقطع الدعم المالي الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لتركيا بسبب الحملة الأخيرة التي استهدفت حرية الصحافة والإعلام مشيرين إلى ان تركيا بدأت تسلك طريقا خطأ في الآونة الأخيرة في إشارة إلى الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد من عمليات اعتقال وقمع للمحتجين. وقال أومتزيجت إن تركيا تبعد نفسها بنفسها عن الاتحاد الأوروبي فهي تضرب بوعودها واتفاقياتها الدولية عرض الحائط. وفي إطار قمعها للاحتجاجات المناهضة للحكومة التركية أوقفت شرطة اردوغان أمس 20 شخصاً نظموا مظاهرة احتجاجية للتنديد بزيارة رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية أحمد داود اوغلو إلى محافظة مرسين للمشاركة في مؤتمر فرع الحزب في المحافظة. وفي السياق ذاته قال موقع «اولوصال» التركي ان شرطة اردوغان أوقفت 6 أعضاء في اتحاد الشباب التركي نددوا بزيارة داود اوغلو إلى محافظة مرسين. من جهة ثانية تعرض أعضاء من حزب الشعوب الديمقراطي الذين كانوا يوزعون المناشير للدعوة إلى مؤتمر الفرع في اسطنبول الذي سيعقد اليوم إلى الاعتداء من قبل مجموعة من الاشخاص مجهولي الهوية. من جهة أخرى كشف موقع «اورتا سايفا» التركي ان نتائج استطلاع رأي أجري بتعليمات من رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان في إطار الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها العام الجاري أثارت غضب اردوغان. واكد الموقع ان نتائج استطلاع الرأي أظهرت انخفاض نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إلى 37 بالمئة وارتفاع نسبة أصوات حزب الشعب الجمهوري المعارض إلى 29 بالمئة بينما حصل حزب الحركة القومية المعارض على 13 بالمئة. |
|