تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مسلة الفساد توخز جنبات «العدالة والتنمية».. دومانلي للواشنطن بوست: ممارسات الرئيس التركي تهدف إلى تقويض الديمقراطية في بلاده

الثورة - خاص
الصفحة الاولى
الأحد 4-1-2015
هي المسلة التي توخز أردوغان عندما يتحدث أحد في تركيا عن ملفات الفساد والممارسات القمعية والانتهاكات الواضحة لحقوق الانسان والتي شقت كل حجب العلمانية والديمقراطية لتركيا.

حتى في الاحلام لم يعد بمقدور أردوغان الدخول تحت جناح الاتحاد الاوروبي خاصة ان الصحافة الغربية والاميركية والتركية بات صوتها يعلو اكثر وبقعة الضوء باتت تتسع للاشارة عن مصادرة الحريات لتفضح الاساءات والممارسات.‏

أردوغان يظن نفسه «الباب العالي» العثماني ويعتبر كل من يتناول ملفات فساده واستغلاله للسلطة «خائن» أو «إرهابي» أو يكون مصيره الطرد وكأنه وطأ على طرف إزاره المخملي.‏

أكرم دومانلي رئيس تحرير صحيفة زمان التركية الذي اعتقل مؤخراً وأطلق سراحه فيما بعد تحدث الى صحيفة الواشنطن بوست الاميركية عن حادثة اعتقاله ومثوله امام القضاء مشيراً الى أن أردوغان يقود تركيا باتجاه حكم الرحل الواحد والحزب الواحد.‏

دومانلي اعتبر انه هناك نقطتا انعطاف حاسمتين عام 2013 في تركيا وهما تعامل الحكومة القاسي مع محتجي حديقة «غيزي بارك» والعراقلة الممنهجة للقضاء بعد فضيحة الفساد المعروفة.‏

أضاف دومانلي أنه منذ ذلك الحين يصف أردوغان كل المعارضين والمتقدمين بـ«الخونة» الذين يشكلون جزءاً من المؤامرة الدولية للإطاحة به، حتى أنه فقط الأسبوع الماضي تم اعتقال شاب يبلغ من العمر 16 عاماً فقط لأنه أشار إلى الفساد، كما احتجز الثلاثاء الماضي الصحفيين محمد بارانصو وصدف كاباتاش بسبب تغريدات على تويتر تنتقد الحكومة لافتاً إلى أن النظام التركي يعتبر الصحفيين ومخرجي الأفلام وكتّاب السيناريو الذي احتجزوا في 14 كانون الأول أعضاء في «منظمة إرهابية مسلحة» تهدد سيادة الدولة، ولكن لا تبحثوا عن الأسلحة التي تمت مصادرتها أو مخططات الاعتداءات أو الانتحاريين المختبئين في عباءة صحفيين، لأن ذنب هؤلاء الوحيد هو نشرهم أخبار ممارسات الحكومة الرامية إلى تقويض تركيا الديمقراطية،‏

واعتبر دومانلي أن مستوى خضوع وتبعية الصحافة للحكومة في تركيا الآن غير مسبوق، حيث تقع معظم وسائل الإعلام تحت السيطرة المباشرة لمراقبي الحكومة الذين يراقبون كل محتوى الافتتاحيات، ومصير كل من يحاول الخروج عن سيطرتها وإمرتها هو إما الاعتداء عليه أو طرده من عمله. إن الذريعة الوحيدة التي تتبناها الحكومة حتى تعلن أن شخصاً ما «إرهابي» في نظام أردوغان هو أن ينتقد ويكشف عن أعمال الفساد واستغلال السلطات. وبعدها يقوم المسؤولون بهجمات لفظية كما يشن الإعلام الموالي للحكومة حملات تشويه وملاحقات قانونية.‏

وأشار دومانلي إلى أنه منذ فضيحة الفساد، أصبحت حركة «خدمة» هدفاً رئيسياً لهوس أردوغان، علماً أنها حركة اجتماعية مدنية سلمية تركز على التعليمات والديمقراطية والحوار بين الأديان، وهي شبيهة بحركة الحقوق المدنية الأمريكية وأنصارها مواطنون عاديون من القطاعات العامة والخاصة، لكن أردوغان يعتبر وجودهم في الوظائف الحكومية مساوياً لانقلاب قانوني.‏

واعتبر رئيس تحرير صحيفة زمان التركية للصحيفة الأميركية أن تصرفات أردوغان المتهورة لا تضر بإرثه فقط لكنها تضر بتركيا وحلفائها وقد تضررت صورة تركيا كمركز استثماري مستقر كما خلقت سياسة الاستقطاب والاغتيال والقمع توترات اجتماعية خطيرة جداً، ولا يمكن لتركيا التي تعاني من فوضى داخلية أن تكون شريكاً موثوقاً للمجتمع الدولي. إن إجراءات أردوغان الاستبدادية تنقل تركيا بعيداً عن هدفها الذي تمسكت به طويلاً المتمثل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.‏

وختم دومانلي بالقول: على الرغم من كل شيء فإنه لا يمكن فقدان الأمل، وأشد الساعات ظلمة هي تلك التي تسبق الفجر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية