|
ثقافة و فقدت حيرتها من كل ما يجري!! فقد اعتادت الحياة في المأساة، و غاب تساؤلها: أين كان يختبئ ذلك كله! واعتدنا التنقل و العمل بالحدود الممكنة رغم المخاطر التي تتخفى ولا تختفي. خلف حواجز الجيش المنتشرة في كل مكان....و رغم احساس بالأمان ينتاب العابرين لها دون ريب، ثمة هواجس أخرى و حواجز أخرى تسن فيها السواطير. معلولا... ؟! نده في وجهي بائع الصحف الذي أتفقده كلما جئت دمشق، وبيننا حديث وشبه اتفاق سياسي، أن تسلم سورية أولاً.... ومن ثم نحدد نحن مع من ؟! قلت: ولماذا توجعك معلولا أكثر من غيرها ؟ قال: لا.. لا تأخذها من زاوية أنا لا أعنيها.. أنت تعرفني أنا سوري قومي.. وسورية كلها معلولا.. سورية حبة العقد وعنوان حياتنا ونضالنا وما نبتغيه. لكن.. معلولا بلدة صغيرة.. لا عسكر ولا سلاح ولا مظاهرات...!... بلدة تستظل بالصخور و التاريخ... مرصودة للحب و السياحة و الراحة... لو كانت عند غيرنا لسمعت بها الدنيا كهدف للزيارة و ربما الحج. قلت: حسن... ها هم أبطال الذبح و الارهاب أطبقوا باسمها على العالم و أراحونا من تعب الدعاية والإعلان! كل المحطات والوكالات و الفضائيات تتحدث اليوم عن معلولا.. حتى أنهم في الغرب تعلموا حرف العين لكثرة ما نطقوا اسمها... فماذا تريد أيضاً ؟ قال: أريدها كما كانت دائماً موقعاً للحب وليس للحرب! يا رجل أنا أبكي على ما جرى.. لا أتوقف عن الاتصال بكل من أعرفهم من معلولا.. وشاركت في تشييع ثلاثة شهداء...و أسأل دائماً لماذا معلولا؟ • ألم تقل أن معلولا هي سورية ؟ فلماذا سورية ؟! × سورية لها حسابات سياسية و استراتيجية أما معلولا فلا تقدم و لا تؤخر في الحرب الدائرة ؟! • أنت مخطئ...فقد استطاعت معلولا أن ترسل رسالة و توضح كثيراً مما سبق من رسائل. × كل شيء كان واضحاً، لكن العيون لا تريد أن ترى ؟! • هم مشغولون بالكيماوي.. ألا ترى ذلك ؟ × بل مشغولون بالعدوان.. أعطيناهم الكيماوي... و يصرون على العدوان... إنهم بلا أخلاق...يرفضون كل شيء لصالح العدوان على هذا البلد.... وعلى غيره....أميركا عممت سياسة غير جديدة لحل المشاكل دائماً بالسلاح و العدوان.... هل عدت لتستقر بدمشق.. أم تجد الحياة في القرية أفضل؟ • في القرية وجدت القرية... أما هنا فأنا لا أجد دمشق... وأفكر أن أبحث عنها هناك... رغم التشويش الدائم! القرية أيضاً لم تعد القرية... نحن دمشق فإن نجت نجونا و إن هلكت هلكنا.... |
|