|
ثقافة بل ليكونا فاتحين لفضاءات جديدة وآفاق واسعة وآمال عريضة بغدٍ أفضل من اليوم وصباح تغسل شمسه ماخلفه دخان البارود والعنف اللاإنساني، من دموع تحجرت في المآسي وأوجاع كلمت القلوب، لتعود من ثم سماواتنا عابقة بالطهر والنقاء، وأرضا ملونة بالأخضر السندي،ونفوسنا تفيض محبة وأخوة وتلاقيا..
ويعود إنساننا السوري يفخر، ويفاخر بأنه سليل مبدعي الأبجدية الأولى واللون الأول، وموطن الحضارة الإنسانية الأساس لكل ماأبدعته البشرية من حضارات على امتداد عشرة آلاف عام.. بقلم بروين ابراهيم - أمين عام حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية، حيث أقامت معرضاً للفن التشكيلي تحت شعار «كلنا سورية» نظمه لأول مرة حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية برعاية وزارة الثقافة وبمشاركة فنانين تشكيليين وأساتذة وطلبة كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق.. وتضمن المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام نحو 150 لوحة تشكيلية من القياس الصغير، تنتمي إلى مختلف المدارس الفنية وإلى أجيال عدة، قدم من خلالها الفنانون المشاركون مواضيع تخص البيئة والطبيعة والمرأة والإنسان بشكل عام. علامات فارقة في الحضارات الإنسانية وفي حديثه للثورة، قال الدكتور نضال الصالح معاون وزيرة الثقافة الذي افتتح المعرض..«إن أي فعل ثقافي على اختلاف تجلياته (تشكيلياً، درامياً، أو إبداعياً)، ومن أي قوى سياسية سورية، هو دلالة على أن سورية متجددة دائماً، ولاتعرف العطالة وأنها قادرة أن تنتج فعلاً مواكباً لمجمل التحولات، وفعلاً قادراً على تمثل مختلف التحولات من أجل تطوير المجتمع السوري وإغنائه بمختلف أطيافه، وهذا يثبت أن سورية ولود بالكفاءات الإبداعية، وقادرة على تجاوز مايصطلح عليه خطأ« أزمة» وأن تقدم أنموذجاً باهراً للحضارة الإنسانية عبر تاريخها الطويل، وقادرة أيضاً على الوقوف على قدميها مهما شاء لها أعداؤها..
ويضيف... نحن لا ندخر جهداً في تمتين أواصر العلاقات النبيلة الإنسانية الخلاقة بين مؤسساتنا ومختلف أشكال الإبداع، لأننا ننظر إلى أنفسنا ليس بوصفنا مؤسسة تؤدي واجباً إدارياً. بل مؤسسة فاعلة في الحياة، والتشكيليون السوريون وعبر تاريخ سورية هم علامات فارقة في الحضارات الإنسانية، ولدينا من الأسماء ماتجاوز العربية ووصل إلى العالمية، المعرض هو استكمال للمسيرة الفنية للتشكيل السوري، ما يؤكد أنهم دعامة حقيقية في بناء سورية المتجددة أبداً.. شمعة مضيئة وبينت بروين ابراهيم أمين عام حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية أن هذه الفعالية قام بها الحزب مع كلية الفنون الجميلة، وهي بداية لمبادرات ثقافية أخرى بهدف إعادة سورية إلى ماكانت عليه وألا نستسلم للواقع المؤلم مضيفة أن هناك الكثير من الفعاليات الثقافية المرتقبة كالحفلات الغنائية لأنه بالغناء والفن نستطيع أن نخلق شيئاً جديداً يساهم في إنقاذ الشباب السوري من واقع أليم..
وأنه مهما عملنا فسيبقى هذا الشيء قليلاً بالنسبة لهذه الهجمة الظلامية التي تتعرض لها سورية، لكن وجود شمعة إلى جانب شمعة سنضيء بعضاً من ظلام هذه الهجمة، متمنية على كل الأحزاب الأخرى أن تقوم بمثل هذه المبادرات كالحفلات الغنائية والملتقيات الأدبية، لكي نقدم شيئاً جديداً لسورية الجديدة.. حوار اجتماعي حضاري وكانت مشاركة الدكتور عهد الناصر رجوب، رئيس قسم التصوير الضوئي بأربع لوحات رسمت على أكياس لقنب وبالألوان الزيتية وهي تعبر عن قداسة الإنسان وعشقه وحلمه، ذلك الإنسان الذي يحلم بالأسرة والحياة وعلاقته بالمرأة والقداسة يقول: هذا المعرض يشكل دعماً للحركة التشكيلية في سورية ولاسيما في هذه الفترة التي أقيم فيها المعرض بالمشاركة مع أحزاب جديدة بالبلد، وذلك لدعم الوجود والأداء السياسي والثقافي في سورية.. وبين الدكتور سائد سلوم أستاذ التصوير في كلية الفنون الجميلة أن هذه الحركة الفنية والثقافية ترافق حركة المجتمع وتعبر عن رؤى أخرى لفنان يرى الحياة بشكل إيجابي إضافة الى أفكار أخرى يتوحد بها هؤلاء الفنانون مع شباب تمثلهم أحزاب.. وخصوصاً أن المعرض ضم مدارس متنوعة ومختلفة تعتبر الفن رسالة وموقفاً يجب أن يؤدي إلى حوار اجتماعي وحضاري يساهم في بناء الوطن، أما مشاركته في المعرض فجاءت من خلال مجموعة من اللوحات صور خلالها حالات وجدانية وإنسانية ونفسية للمرأة عبر بورتريهات مقدمة وسط مزيج لوني مدروس بإتقان للمكان المتماهي مع هذه الوجوه التي تشكل العنصر الأساس في اللوحة. موزاييك وطني ويرى الفنان علي السرميني أن المعرض ضم أجيالاً مختلفة، وفي هذا حالة من الموزاييك الوطني يجمع كل شرائح المجتمع وأطيافه، فشكل المعرض بذلك حالة وطنية جميلة، كحديقة غناء فيها كل أنواع الورود.. وهو في حد ذاته رسالة حضارية تشكيلية، ورسالة أخلاقية ووطنية للعالم أجمع، تؤكد أننا شعب وطني واحد، وجميعنا نجتمع تحت خيمة وطنية واحدة، والكل يقول تحيا سورية ويحيا الفن.. وعبرت الفنانة مفيدة ديوب في لوحاتها عن حياة الناس الاجتماعية وتحولاتها ضمن الأزمة وعلاقتهم بالزمان والمكان، بدت في لوحاتها مساحات الأمل بالمستقبل المشرق.. ورأى الدكتور الباحث حسين راغب عضو مجلس الشعب رئيس حزب الإصلاح الوطني، أن هذه التظاهرة تدل على أن الشعب لا يمكن أن يتخلى عن منظومته الأخلاقية وسيبقى مستمراً في حراكه الثقافي بشكل موحد ومن كل الأطياف سواء كان ضمن المعارضة الوطنية الداخلية أو الموالاة، حيث إن ذلك دليل قاطع على مدى الانتماء لحب الوطن ورفض أي تدخل خارجي.. وبين محمد خير النادر عضو مجلس الشعب المستقل أن المعرض هو استمرارية لهذا الألق الاجتماعي الذي كانت سورية تعيشه بمحبة كبيرة واحترام وتقدير وهذا ما اعتدنا عليه وسنحافظ على ذلك مهما كلفنا ذلك.. حضر المعرض عدد من أعضاء مجلس الشعب وأمناء الأحزاب التي ظهرت مؤخراً على الساحة السياسية السورية، حيث أكد الجميع أن الشعب السوري لا يمكنه أن يتخلى عن منظومته الأخلاقية وسيبقى مستمراً في حراكه الثقافي والاجتماعي دائماً.. |
|