تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلى النجاح

مجتمع
الثلاثاء 24-9-2013
لينا ديوب

مع بداية العام الدراسي يزداد اهتمام الأهل لدرجة القلق بنجاح أولادهم وتحصيل أفضل الدرجات، ويبدو ذلك الاهتمام طبيعيا

الا أنه يحتاج لعمل يقوم به الأهل ان أرادوا لأبنائهم تحقيق ذلك النجاح، فيكون الابن ذلك الإنسان، الذي يشق دربه في الحياة بكل ثقة وعزم وليس في المدرسة فقط، فيتغلب على الصعاب، ويقهر الظروف، ويتجاوز المشاكل، ويكون شخصية ناجحة في المستقبل. ولا يتحقق ذلك الا اذا تركنا الطفل يعتمد على نفسه، وذلك بجعله يثق بنفسه، وقدراته أوّلاً.. ولا يكون ذلك كما قلنا إلّا بجهد من الأهل بالممارسة والتجربة في مختلف القضايا والمسائل، سواء الصغيرة منها أو الكبيرة.‏

فالطفل الذي يعتاد على ترتيب غرفة نومه مثلاً، والمحافظة على ألعابه وكمبيوتره والذهاب إلى المدرسة لوحده، والاعتماد على نفسه لحل بعض المشاكل، ومواجهة الأمور، وتذليل الصعاب التي تعترضه، هو الذي يستطيع أن يكون قوي الشخصية وناجحاً في الأمور كلها.‏

و لتحقيق ذلك لسنا بحاجة لأن ندخل أطفالنا معاهد خاصة لتقوية الثقة بالنفس والاعتماد عليها، أو كما يقال اليوم اللجوء الى دورات البرمجة العصبية ، فقط تحتاج لوقت وجهد وحزم من الأهل اذ يكفي أن ندع أطفالنا يواجهون الواقع، دون أن يعتمدوا علينا، بالإضافة الى تشجيعهم على المبادرات وتعويدهم على التجريب والمحاولة .‏

إنّ الآباء يجب أن يربوا أبناءهم على قوة الشخصية والإقدام، وأن يتعود أطفالهم على مواجهة المشاكل، ومواجهة التحديات، وأن ينتبه الآباء والأُمّهات إلى هذه الظاهرة لدى أبنائهم، فلا يقبلوا منهم استخدام هذا الأسلوب، بل يشجعون أبناءهم، لتفجير طاقاتهم وصقل شخصياتهم. وبهذا يتحقق لهم النجاح ليس بالمدرسة فقط وانما بالحياة عموما.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية