تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أن أكون سورياً الآن

مجتمع
الثلاثاء 24-9-2013
سمر رقية

السوريون أحرار مذ خلق سيدنا أدم وخلق الله أبجدية الحياة .

هكذا كنا وهكذا سنبقى إلى أبد الآبدين لكن ثمة سؤال عنيد يسكن تلافيف أدمغتنا ومحيرنا ويحتاج لجواب واضح وصريح وهو‏

هل السوريون نسوا معنى كلمة وطن ؟ وهل أصيبت ذاكرتهم التاريخية بالعجز والقصور فغابت ثوابت التاريخ والجغرافية , وجابهت المواطن السوري أزمة ثقة بالنفس وبدأ يعاني حالة تغريبية متعمدة يفتقد معها الهوية وإحساسه بالأمن في وقت أصيب فيه العقل العربي بالشلل وأصيبت الأمة العربية ببذور الشقاق والانقسامات ورزئت بظواهر الطائفية والعرقية والدينية وبلغو وجدل عقيم .‏

فإلى أين نحن سائرون وهل يمكن أن تسهم العودة إلى ( السورية ) النقية الأبية الصافية , سورية إبراهيم هنانو سورية سلطان باشا الأطرش سورية الشيخ صالح العلي سورية والقائمة تطول وتطول كثيراً , سورية رغيف الخبز ومحو الأمية ونشر قصور الثقافة في القرى والمدن سورية قانون الإصلاح الزراعي سورية القومية العربية التي يحاول العربان طمس معالمها , هل يمكن أن تسهم في الخروج من المأزق الذي زرعه إخواننا العرب بأيديهم وفي قلوبنا , وأن تسهم بشكل جدي في صنع مستقبل أفضل ؟ .‏

ولكن كيف قد يسأل كل سوري نفسه هذا السؤال ؟ .‏

والجواب يكون بالعودة إلى إرادتنا الوطنية ومن المفروض ألا ننسى أنواع الاستعمار الذي ابتلينا به ولقرون طويلة ومنذ سنين طويلة حررنا إرادة الوطن والمواطن ورمينا خلفنا معرفة حب الاعداء لبلدنا ولمصلحة شعبنا , من خلال سوريتنا سورية الكرامةالتي عجزت كل قوى الشر منذ الأزل أن تذل شعبها , شعبها الأبي الذي استطاع تحرير الإرادة الوطنية منذ أربعينات القرن الماضي وبدأ يصحح المسار الصحيح نحو مستقبل أفضل وهذا ما حدث في السنوات الماضيات واتسعت سورية كثيرا وضمت الوطن العربي وأكثر .‏

وهل نسي السوريون تاريخهم المشرف ليقفزوا على الحاضر ولا يأبهون للمستقبل ؟ ماذا عن متغيرات عصفت بالوطن والأمة والعالم في زمن تمضي شمسه إلى غروب ؟ .‏

وهل ( السورية ) محض حنين جارف إلى ومضة لمعت وانطفأت أم أنها كانت وما زالت شامخة كقاسيونها وساطعة كنور الشمس ؟ .‏

وهل هناك أصدق من سيل المشاعر لبلد هتفنا وضحينا بالغالي والنفيس لأجل كرامته وعزته ؟ .‏

أما آن أن نتلمس نقطة البدء في تجديد المبادئ وصيانة جواهرنا بالعقل والعمل ؟ وهل ثمة فرصة لإنقاذ سورية الشمس من دياجير الظلم والظالمين ؟ .‏

أسئلة كثيرة وهموم فاضت بالقلب وتحديات كالجبال الرواسي , وأعداء من كل صنف ولون وأمم تداعت علينا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها .‏

كل ما تقدم يتلخص في سؤال بريء ومستفز ماذا يعني أن تكون سورياً الآن ؟ وسأترك العيون تقرأ وتتلهف العثور على يقين في زمن الريبة بلا حدود .‏

ومن المؤسف والمؤلم والحارق للنفس والروح ما شهدناه من عقوق بعض أبنائك ( سورية ) وجحودهم ونكرانهم ما أنعمت عليهم طوال عقود من الزمن , ولم يستحوا من وضع يدهم بيد من يتربص الشر والدمار بك سورية فكان ما كان من ويلات القتل والذبح وتقطيع الأوصال وحرق وتدمير كل مابنيناه سوية بعرق العلم والعمل ,كم هو مؤلم اعترافنا بهذه الحقيقة ولكن كيف ننقذ هذه ( السورية ) التي رضعنا حليبها وتفيأنا ظلها ؟ .‏

أما آن للعاق أن يصحو من خمرة الغباء والضغينة ويسأل نفسه إلى أين وصل وماذا فعل وما الذي جناه لأجلك (سورية ) .‏

المطلوب صحوة ضمير جدي بعد أن يقف هذا السوري العاق وبكل جرأة بينه وبين ضميره دون أن يتدخل أحد بينه وبين ضميره وعندها أثق كل الثقة بأنه سيستجيب فقط لما يمليه عليه ضميره السوري , ولن يفرط بذرة تراب واحدة من تربة سورية -والذي يعلم علم اليقين بأنها أغلى من كنوز الأرض -الطاهرة وسيقدم روحه ليحافظ على وحدتها وكرامتها وسيادتها وليذهب كل من يعادي سورية وشعبها إلى قاع الجحيم .‏

عندها فقط ندرك جميعاً معنى أن تكون سورياً الآن سورياً لاغير .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية