تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معاناة في كل الاتجاهات.. أزمة النقل في طرطوس إلى أين؟

تحقيقات
الثلاثاء 24-9-2013
غانم محمد

قد لا تقتصر مشكلة النقل على منطقة دون غيرها في محافظة طرطوس بل أن معظم قرى وبلدات ريف المحافظة تعيش المعاناة ذاتها،

وتتدرج هذه المعاناة من أجرة النقل إلى قلة عدد الميكروباصات إلى عدم التزام هذه الميكروباصات بالتسعيرة أو بالخط المحدد لسيرها إلى آخر هذه القائمة من الشكاوى.‏‏

ومع تقاطع هذه المعاناة على كل خطوط النقل في طرطوس إلا أن هناك حالات صارخة يجب التصدّي لها والعمل فوراً على حلّها، وسنكتفي بالإشارة إلى أن المصالح الشخصية قد تلعب دورها عند ترسيم خطوط النقل في المحافظة وإلا ما معنى ردّ مدير النقل في طرطوس حين قال رداً على استفسارات «الثورة» عن آلية حلّ مشاكل خط السير طرطوس - الصفصافة - خط الجديد حيث قال: سنحيل هذا الموضوع إلى الجهات الموجودة على الأرض في الصفصافة مع أن المشكلة مزمنة والحلول التي أوجدتها هذه الجهات لم تزد المشكلة إلا تعقيداً.‏‏

إن كان 90% من معاناة الركاب هي في ارتفاع أجور النقل وعدم تقيّد أصحاب الميكروباصات بالتسعيرة فإنه إضافة لهذا الأمر يعاني ركاب هذا الخط من مشكلة مزدوجة.‏‏

فقد حددت مديرية النقل خط سير هذه الميكروباصات من طرطوس إلى الصفصافة ومن ثم من الصفصافة إلى خط الجديد والذي تتوزع على جوانبه قرى:عين الزبدة، الصبوحية، مفرق ناحوت، كفرفو، وصولاً إلى طريق صافيتا - الدبوسية، ويلزم كل ميكرو باص قادم من طرطوس أن يعرّج على مركز بلدة الصفصافة والذي يبعد عن مدخلها نحو /2/ كم، قبل أن يتابع سيره شرقاً حتى مفرق صافيتا.‏‏

وإن كان سائقو الميكروباصات يتجاهلون هذا الأمر عندما لا يكون بين الركاب أي شخص من بلدة الصفصافة، وفي هذه «التحويلة» القسرية ما يسبب الإزعاج لبقية الركاب فمن يود النزول على بعد نحو ألف متر عند مفرق عين الزبدة مثلاً عليه أن يتحمّل تأخّر ربع ساعة على الأقل زمن دخول وخروج الميكرو من بلدة الصفصافة ومع هذا تبدو معاناة خط العودة هي الأقسى.‏‏

فالسيارة التي تنطلق من مفرق صافيتا شرقاً قد تستوفي ركابها قبل أن تصل إلى بلدة الصفصافة وغالباً ما يحدث هذا الأمر وخاصة في ساعات الذروة صباحاً ومعنى هذا أنه لا مكان لركاب الصفصافة والميكروباصات لا تدخل إلى البلدة لعدم وجود مقاعد شاغرة فيها وإن وجد مقعد أو مقعدان يتدبّر السائق أمره من الذين اضطروا للنزول إلى مفرق بلدة الصفصافة حتى لا يتأخروا على دوامهم، مع الإشارة إلى أنه لا يوجد نقل داخلي في بلدة الصفصافة وأجرة السيارة الخاصة «التاكسي» مئة ليرة سورية من داخل البلدة إلى مفرقها وكل هذا يُضاف إلى معاناة الانتظار الطويل على المفرق..‏‏

من وجهة نظر الأهالي فإن الحل بسيط وسهل وكل ما يحتاجه هو قرار فقط يقضي بتخصيص عدد من الميكروباصات لبلدة الصفصافة وفصلهم عن سيارات خط الجديد واستخدام الكاراج الذي تمّ إنشاؤه بكلفة /22/ مليون ليرة ولم يتمّ استثماره حتى الآن!‏‏

كانت الفكرة وحسب تأكيدات رئيس مجلس بلدة الصفصافة أن يكون هذا الكراج نقطة وصل للقرى التابعة لبلدة الصفصافة بها ومن ثم يكون الانطلاق من هذا الكراج إلى طرطوس وإلى غيرها من المحافظات وقد أجرت بلدة الصفصافة عدة مراسلات مع وزارة النقل بهذا الخصوص وحسب معلوماتنا فإن وزارة النقل ردت هذا الموضوع إلى بلدة الصفصافة لدراسته مع محافظة طرطوس ولكن ما نحن متأكدون منه هو أنه وبعد أكثر من سنتين على جاهزية هذا الكراج من كل النواحي ما زال مغلقاً!‏‏

في شكوى أخرى يعرض أهالي الشيخ بدر معاناتهم اليومية المتمثلة في أزمة النقل حيث لا توجد ميروباصات كافية لتغطية الركاب فيضطرون - حسب الشكوى - إلى توزيع أنفسهم على مجموعات تستأجر كل مجموعة منهم سيارة أجرة بأجر مضاعف ويطالبون بتوفير المزيد من الميروباصات العاملة على هذا الخط.‏‏

ومن المشكلات الأخرى في نقل طرطوس، فإن من يركب في الميكرو لمسافة /5/ كم فقط عليه أن يدفع أجرة كامل الخط، ومن يعرف طرطوس يدرك أنها مجموعة متصلة من القرى المتناثرة في كل الاتجاهات ودون انقطاع، فهل على من يركب ميكرو خط الجديد من طرطوس إلى مفرق يحمور /10/ كم فقط، أن يدفع أجرة كامل الخط /أكثر من 40 ليرة/؟‏‏

في تعليمات مديرية التجارة الداخلية بخصوص الأجرة هو أن من يشغل مقعداً من داخل الكراج يتوجب عليه دفع أجرة الخط كاملة لأنه يكون قد شغل مقعداً، فأين إذا وكيف ينتقل الساكنون في القرى القريبة من طرطوس وخاصة تلك التي لايوجد لها ميكروباصات خاصة؟‏‏

مشكلة النقل والتنقّل تفاقمت مع عدم ترميم الخطوط بميكروباصات جديدة رغم خروج العديد منها من الخدمة لأسباب مختلفة منها تعاقد قسم كبير من الميروباصات مع رياض اطفال أو مع موظفين أو طلاب مدارس، ومنها من تحوّل إلى الطلبات الخاصة ومنها من حوّل خطّه، ومع عدم وجود أي قرار بمنع استيراد هذه الحافلات فإنه لا جديد في هذا الموضوع في السنوات القليلة الماضية إضافة إلى تضاعف عدد القاطنين في محافظة طرطوس.‏‏

أما الشكوى من الأجرة بشكل عام - وهي مرتفعة- فإن هذا الأمر تمّ تحديده بناء على مسافة كامل الخط في كل اتجاه ولسنا ضد أن يأخذ صاحب السيارة ما يستحقه من أجرة وخاصة بعد ارتفاع أسعار المازوت ولكن ضد أن تكون أجرة النقل من طرطوس إلى خط الجديد على سبيل المثال /41/ ليرة فهذا الأمر فيه الكثير من الاستخفاف بالناس، فلماذا لا تكون /40/ أو /45/ ليرة والكل يعلم أن ال41 ستُدفع 45 فلماذا كل هذا الاستخفاف بعقول الناس؟‏‏

تشخيص واقع نقل الركاب في طرطوس يحتاج لمساحة أكبر وخاصة إذا ما أردنا الدخول في تفاصيل كل منطقة وفي تفاصيل النقل الداخلي ضمن مدينة طرطوس ولكن الإشارات القليلة السابقة تكفي لتأكيد وجود معاناة حقيقية على أكثر من اتجاه فهل يتحرك أصحاب الحل؟‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية