|
البقعة الساخنة لم لا وهي التي نشرت الفوضى الخلاقة في طول الشرق الأوسط وعرضه وهي التي جلبت شركات المرتزقة إلى دول هذه المنطقة ومعها شركات القتل الأمنية التي تنطوي تحت جناح (بلاك ووتر) وهي التي قتلت وشردت الملايين في العراق وأفغانستان وأعادتهما عشرات السنين إلى الوراء. ورغم خسارتها الهائلة في هذين البلدين وتكبدها لخسائر تخطت عتبة الثلاثة تريليونات دولار فضلاً عن مقتل الآلاف من جنودها فإن غريزة العدوان لاتزال تحرك اداراتها المتتابعة بحجة وغير حجة ومايحدث اليوم مع سورية شاهد على ذلك. ولكن القفز فوراً إلى العدوان وزمن التحكم بالسياسات الدولية بدأ نجمه بالأفول وعالم القطب الواحد الذي كانت فيه أميركا تعطي لنفسها حق تحديد ماهو صحيح وما هو خطأ قد ولى كما يقول موقع «أوتسيدر ميديا» الالكتروني وليس هذا فحسب، بل ويؤكد الموقع مثلما تؤكد كل مراكز الأبحاث والدراسات في العالم أن ذاك الزمن الذي كانت تعتبر فيه واشنطن هذا الأمر مناسباً أو ديمقراطياً وذاك انساني أو غير انساني انتهى بلا رجعة. إنها القوة العمياء التي ورطت نفسها في مستنقعات عدة ولم تعد تستطيع الخروج من كل واحد إلا بالدخول إلى آخر أخطر منه والغوص عميقاً في تفاصيله المرعبة للشعب الأميركي ولشعوب العالم الأخرى وكأنها تلهث وراء السراب. واستناداً إلى ذلك هاهي أميركا تبتعد عن مركز قيادة العالم وتفسح للقوى الأخرى بأخذ مكانها الطبيعي على المنصة رغم أنها لاتزال تكذب وتضلل وتفبرك وتخترع علها تعود إلى سيرتها الأولى دون جدوى. |
|