تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مركز القياس والتقويم في باكورة ندواته...مساعي وتجارب ومقترحات للارتقاء بالأسئلة الامتحانية

جامعات
الثلاثاء 24-9-2013
م. الجردي

تأسس المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي كأساس لتقييم أداء الطلاب وسبر معارفهم ومهارتهم قبل الدخول في سوق العمل وذلك لتقييم أداء البرامج والمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة.

انطلاقاً من هذه القاعدة وبهدف تحفيز وتقوية مقدرات الكادر التدريسي على صياغة الأسئلة الامتحانية والارتقاء بالتعليم الجامعي وجودة أداء الكوادر التدريسية أقام المركز ورشة عمله الأولى حول قواعد صياغة وبناء الأسئلة متعددة الخيارات وذلك بمشاركة خمسين أستاذاً جامعياً من مختلف الجامعات السورية الطبية والعلمية لمناقشة قياس كفاءة الخريجين في ضوء المعايير المرجعية الأكاديمية الوطنية وفي ضوء التعليم المرتكز على المخرجات، ومناقشة المعايير الذهبية لجودة الامتحانات المؤتمتة والتحقق من صدقية وموثوقية تقويم المهارات غير المعرفية والتوجهات الحديثة في طرائق تقويم المهارات غير المعرفية وسبر المعرفة والمهارات والمواقف في الامتحانات الطبية الموحدة‏

الدكتورة ميسون دشاش مدير عام مركز القياس والتقويم أكدت على ضرورة معرفة مكامن الضعف والقوة في عمليتي التعلم وتناول أهم القواعد والمعايير لكتابة الأسئلة متعددة الاختيار في الامتحانات الوطنية والحدّ من الانتقادات والعيوب التي عادةً ما تشتمل عليها الأسئلة المكتوبة بشكل رديء، مشيرة إلى أن فكرة هذا النوع من الأسئلة تقوم على أساس قياس مقدرة الطالب على اختيار الإجابة الصحيحة لسؤال أو مشكلة من بين مجموعة من الإجابات التي تعرض عليه وأنه من الضروري أن تكون هذه الأسئلة مصممة لقياس المهارات المعرفية وغير المعرفية وأن تكون قادرة على سبر مخرجات التعلم المطلوبة في الحياة العملية بحيث تتنوع فقرات الاختبار لتقيس كل مستويات وقدرات التفكير من تذكر وفهم وتفسير وتصنيف واستدلال ومقارنة وتحليل وتطبيق.‏

وحول موضوع الأسئلة المؤتمتة والتي هي أحد ركائز هذه الاختبارات أشار الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى إلى إيجابية الامتحانات متعددة الاختيار لكونها توجه الطالب نحو التركيز في الدراسة وتبعده عن الدراسة الإجمالية وتمكنه من التركيز على أهمية المصطلحات العلمية الأجنبية وإيرادها في هذا النمط من الأسئلة الامتحانية مؤكداً أن الامتحانات المؤتمتة مفيدة بالنسبة للكليات التي أعداد طلابها كبير مثل كلية الآداب والحقوق وأنها عادلة بالإضافة إلى إمكانية إصدار النتائج بسرعة مع إمكانية سبر الطالب في كل المناهج بدون استثناء واختباره في مجالات من الصعب تحقيقها في الاختبارات التقليدية. لكنه بالوقت نفسه أشار إلى أن هذه الاختبارات لا يمكن أن تقيس مقدرة الطالب على الكتابة مثل كتابة موضوع إنشائي أو تحليلي وأنه يصعب تطبيقها في بعض الكليات، كالهندسة المعمارية أو الفنون الجميلة، إضافة إلى سهولة الغش في حال الاكتفاء بنموذج واحد من القاعة الامتحانية.‏

الدكتور عادل نوفل تحديث حول سبر المهارات والمواقف في امتحانات الصيدلة الموحدة قائلاً: حتى تكون عملية التقويم واضحة يجب أن يكون التقويم تكويني بحيث يتمّ رصد عملية تعليم الطالب بشكل مستمر لتزويده بمعلومات ارتجاعية وأن يكون التقويم جمعي وضمن معايير معينة مثل العدالة والاحتواء على (حلول وقيم) واستخدام المعيار الذهبي لقياس مصداقية التقييم بحيث يجد الطالب في كل سؤال محاضرة جديدة.‏

ومن خلال المعلومات الإحصائية التي قدمها حول مزاولة مهنة الصيدلة في سورية اقترح الدكتور نوفل العديد من النقاط التي تجعل تقييم طلاب الصيدلة حقيقي وعالي المستوى وأهمها تشكيل لجان لوضع الأسئلة، وأن تكون هذه الأسئلة باللغة العربية البسيطة، أن تكون قصيرة وواضحة، وألا يتجاوز عددها في الامتحان الواحد عن 100 سؤال وأن تقسم إلى ثلاثة مستويات علمية مشيراً إلى بعض الأخطاء التي ترد بطرح الأسئلة مثل مشكلات تتعلق بالمصطلحات التي قد تكون غير واضحة وغير مفهومة، ووجود أسئلة متوّهة للطالب ومعقدة جداً. كما أن هناك أسئلة كثيرة ترد في الامتحانات الوطنية وهي خارج إطار المعلومات المشتركة ، وهناك مشكلة في كيفية صياغة الأسئلة. مؤكداً على ضرورة الوصول إلى المعيار الذهبي في طرح السؤال الذي يقيس المعلومة مباشرة وخصوصاً أن الفحص الموحد هو لممارسة المهنة.؟‏

الدكتور محمد عاطف درويش تحدث عن المواقف في امتحانات طب الأسنان الموحدة مشيراً إلى ثلاث نقاط وهي اللغة التي يقدم بها السؤال وعقلية العمل الجماعي التي مازالت حتى الآن غير متبلورة لدى واضعي الأسئلة وأيضاً عدم تطبيق التعاميم والقرارات التي تصدر، إذ دائما يكون هناك خلل بالتطبيق، وموضحاً أن وجود الأسئلة متعددة الخيارات هي مهرب من الواسطة في الامتحانات وحل لمشكلة الأعداد الكبيرة للطلاب ولكن من أهم مساوئها أنها تعتمد على التذكير ولا تقبل الابتكار ويكون فيها الغش شائعاً وتحتاج إلى الوقت من أجل إعدادها، إضافة إلى الأخطاء الشائعة في مثل هذه الامتحانات مثل إهمال مسودات الأسئلة دون إتلافها، وقلة عدد الأسئلة مما يؤدي إلى رفع الدرجات. وعليه من أجل تطوير هذا النوع من الأسئلة اقترح الدكتور درويش أن تنسجم أساليب وضع الأسئلة مع الهرم المعرفي الاهتمام بالمهارات السريرية عند الطالب، اعتماد النسب المئوية لكل نوع من أنواع الأسئلة في كل مادة وتشكيل لجان عمل لتطوير آلية وضع الأسئلة وإنشاء بنك أسئلة.‏

أما المقترحات التي خلص إليها المشاركون في هذه الورشة التي استمرت على مدار يومين فهي: تنظيم دورات تدريبية بشكل دائم للكادر التدريسي في الجامعات السورية حول طرائق التقويم الحديثة وخاصة الامتحانات المؤتمتة. وإجراء دورات للكادر التدريسي في الكليات الطبية حول تصميم الأسئلة المخصصة لسبر المهارات غير المعرفية، نشر وتعميم دلائل إرشادية حول صياغة الأسئلة الامتحانية وخاصة الامتحانات متعددة الخيارات، مع تصميم معايير لصياغة الأسئلة متعددة الخيارات، تشكيل لجان مركزية في كل كلية لدراسة التحليل الإحصائي لكل مقرر وتقديم ارتجاع موضوعي موثق للأستاذ، وأيضاً تشكيل لجان امتحانية ثابتة لمتابعة وضع الأسئلة الامتحانية بشكل صحيح ومراجعتها وصولاً إلى بنك أسئلة وطني، وأخيراً توعية الطلاب الجدد حول الاختبارات متعددة الخيارات قبل الامتحان لتلافي الكثير من الأخطاء التي قد يقع بها الطلاب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية