|
معاً على الطريق سواء بين من سلك منهم طريق الإرهاب باكراً أو من هو مشروع إرهابي كامن بانتظار الفرصة .. وما أكثر وأغبى هؤلاء في الصنف الأخير ! ومع أنك يا سيد لافروف لقمتهم إياها بالملعقة حين زار بعض منهم موسكو أول مرة باعتبارهم ثواراً ويقودون ثورة قبل أكثر من سنتين وقلت لهم حينذاك «إذا كنتم ثورة وثواراً فما حاجتكم إلى الاستعانة بالخارج» , وبمعنى أن ليس ثمة ثورة شعب وثوار في التاريخ الإنساني , ودون أي معونة خارجية , أخفقت في صناعة التغيير بيدها.. إلا أنهم ظلوا عمياناً وذهبوا بعيداً في طمعهم وغبائهم معاً بالرهان على المعونة الخارجية في بلوغ التغيير وفي ظنهم أنهم سيكسبون يوماً شرف المعارضة وامتيازات السلطة معاً ! بعضهم استغرق في العمى والغباء حتى أرنبة أنف الخيانة الوطنية الموثقة الموصوفة في كل دساتير الدول والمجتمعات والأدبيات السياسية , فذهب إلى مزادات المجالس والائتلافات والحكومات .. والشعارات , وغاص عميقاً في تسوّل العون الخارجي واستجدائه .. ولو كان تدميراً أو احتلالاً لسورية , وما رأى نفسه عائداً إلا على ظهر دبابة أميركية أو بعير خليجي مفخخ بالمال وحقد الجاهلية الأسود , ومع أنه أدرك خسارته شرف المعارضة وكل شرف آخر , إلا أنه ظل يراهن على امتيازات السلطة ! وبعضهم الآخر ركب موجة المعارضة باكراً أو متأخراً وبالرهان ذاته , صحيح أنه تعفف خبثاً عن حمل السلاح وارتكابات الإرهاب وتسوّل الخارج .. لكنه صمت عن كل ذلك وأعمى عيونه بيديه عن حمام الدم والدمار الجاري , بل ربما ابتسم هذا البعض في سره , وهذا هو الأرجح .. لرؤية شذاذ آفاق العالم وقتلته ومجرميه يدلفون إلى سورية من كل حدب وصوب .. يستعيرون يده المغلفة بالسولوفان .. هم يرتكبون وهو يرقب الارتكاب كشيطان أعمى .. ثم , وبعدما لاحت الخواتيم ونضجت المواسم وحان القطاف , استبدل هندامه على عجل وجاءنا اليوم بياقة بيضاء وربطة عنق ولسان ثعلب محاضراً في الوطنية ومدارسها ! سيموت كل القتلة والمجرمين الأغراب يوماً .. أو يرحلون , وسيعيد السوريون بناء وطنهم وسقاية الزهور النامية على أضرحة شهدائهم , وسيلتقون حول طاولة أو في مضافة .. لكنهم أبداً لن يغفروا لمن ارتكب أو ابتسم للارتكاب , ولن يتسامحوا مع من كانوا عمياناً بالقوة الفلسفية أو عمياناً بالفعل الفلسفي , وسيستنبتون معارضة من ترابهم وفي تربتهم , وسيحرقون كل عشب طفيلي عند أسوار الحقل ؟ |
|