|
أنقرة أقرت السلطات التركية ولأول مرة بالخطر الحيوي الذي تشكله عناصر تلك المجموعات المتطرفة على أمن تركيا. وفي هذا الصدد اعترف الرئيس التركي عبد الله غول بان العناصر التي دخلت في السابق من تركيا إلى سورية بدأت تعود إلى تركيا وقال لا نتمكن من منع ما سماه تسلل ارهابيين رغم كل احتياطاتنا ونشر مدافع ودبابات معربا عن قلقه من تقدم مجموعات جهادية إلى مناطق قريبة من الحدود التركية السورية وخاصة ان ارهابيين بدؤوا يتسللون إلى الاراضي التركية بحسب ما نقلت عنه الصحافة التركية أمس. وتأتي اعترافات غول المتأخرة لتؤكد ما حذرت منه سورية منذ اكثر من عامين من ان الارهاب سينقلب على داعميه والتجارب التاريخية وخاصة في افغانستان حاضرة في الذاكرة ولا يمكن نكرانها. وقال غول للصحفيين في نيويورك حيث يحضر اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ان المجموعات المتطرفة تشكل مصدر قلق كبير لامننا مشيرا إلى انه حذر كل السلطات المختصة في تركيا حيال مسالة الامن الحيوي. وكانت سورية خاطبت مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة عدة مرات في رسائل محددة تحذر فيها من أن استمرار حكومة حزب العدالة والتنمية بدعم التنظيمات الارهابية وفتح حدودها امام الارهابيين لدخول سورية يهدد امن المنطقة وقد يصل تهديده في المستقبل إلى مناطق بعيدة من العالم وربما تكون اوروبا على قائمة التهديدات الارهابية عند عودة الارهابيين وهو ما يحدث اليوم بالفعل واعترافات غول أمس دليل على ذلك. ولم تقف اعترافات غول عند القول ان الخطر الارهابي بات يطول تركيا ولكنه اعترف من جانب اخر ان بلاده تفقد السيطرة ولا تستطيع ضبط الظاهرة بالقول ان مهمة تركيا صعبة جدا بسبب طول الحدود مع سورية. ورفضت تركيا في السابق الاعتراف بان من تدعمهم في سورية ليسوا الا ارهابيين مرتزقة سينقلبون يوما على داعميهم وخاصة عندما يفشلون في الوصول إلى اهدافهم في سورية وكانت حكومة اردوغان تفتح الحدود وتسهل تسلل الارهابيين إلى سورية كما انها فتحت اراضيها ومشافيها ومعسكرات التدريب لديها لاستقبالهم ووفرت المناخ لوصول امدادات السلاح اليهم دون ان تسمع لصوت العقل الذي حذرها اكثر من مرة من خطر هذه السياسة. وانتقدت شرائح واسعة من الشعب التركي والمعارضة التركية سياسة اردوغان وحذرت من انها تشكل خطرا على امن تركيا وتفتح المجال امام القاعدة وفروعها للتمدد في المنطقة برعاية رسمية من حكومات بينها حكومة حزب العدالة والتنمية. وفي هذا السياق اظهر استطلاع للرأي أعده مركز اكصوي لبحوث الرأي العام لحساب مجموعة تضامن الاقتصاديين في 81 محافظة بمشاركة 67 الف مواطن تركي ان 7 بالمئة فقط من الشعب التركي يدعمون سياسة اردوغان فيما يخص الشأن السوري وان 64 بالمئة من الاتراك يؤكدون على ضرورة حل الازمة في سورية بالطرق الدبلوماسية دون اللجوء للخيار العسكري. وذكرت صحيفة سوزجو اليسارية التركية أمس أن أغلبية المشاركين في الاستطلاع عبروا عن رفضهم تورط تركيا في أي تدخل عسكري ضد سورية لان ذلك سيفاقم المشكلة. استطلاع: 7% فقط من الأتراك يدعمون سياسة أردوغان إزاء سورية في غضون ذلك أظهر استطلاع للرأي بتركيا أن نسبة 7% من الشعب التركي يدعمون السياسة الخارجية لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ازاء سورية، فيما أكدت نسبة 64% على ضرورة حل الأزمة في سورية بالطرق الدبلوماسية دون اللجوء للخيار العسكري. وذكرت صحيفة (سوزجو) اليسارية التركية امس أن أغلبية المشاركين في استطلاع الرأي، الذي أعده مركز (آكصوي) لبحوث الرأي العام لحساب مجموعة (تضامن الاقتصاديين) في 81 محافظة بمشاركة 67 ألف مواطن، أكدوا على ضرورة عدم تورط تركيا في أي تدخل عسكري ضد سورية وإلا فستتفاقم المشكلة. |
|