تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في مقابلة مع تلفزيون «سي سي تي في» الصيني.. الرئيس الأسد: سورية ليست قلقة من مشروع القرار المقترح في مجلس الأمن بشأن الأسلحة الكيميائية.. لا نواجه مجموعات إرهابيـــة فقط بل دول كبيرة تقف خلفهــا.. الأمم المتحدة وميثاقها الضمانة الحقيقية للسلام في كل العالم

دمشق
سانا - الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 24-9-2013
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية ليست قلقة من مشروع القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في مجلس الأمن بشأن الأسلحة الكيميائية في سورية لأنها تلتزم بشكل كامل بكل الاتفاقيات التي توقعها وبأي شيء تعلن موافقتها عليه

إضافة إلى اطمئنانها من الدور الذي تلعبه الصين وروسيا في المجلس كي لا يتم استخدام أي مبرر من أجل العدوان عليها.‏

وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع التلفزيون الصيني «سي سي تي في» إن ما تقوم به الآن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من خلال هذا القرار المطروح على مجلس الأمن أو الاتفاق الذي يريدون أن يتم الاتفاق عليه بين روسيا وأميركا الهدف منه هو أن يظهروا منتصرين في معاركهم ضد عدو وهمي يفترضون بأنه سورية.‏

وأشار الرئيس الأسد إلى أن أول عامل يؤمن النجاح للمؤتمر الدولي حول سورية في جنيف هو إيقاف الأعمال الإرهابية وإيقاف دخول الإرهابيين من خارج سورية وإيقاف امداد هؤلاء الإرهابيين بالمال والسلاح.‏

الرئيس الاسد وفي رده على سؤال ان كانت سورية قادرة على اكمال الاتفاق الروسي الاميركي بشأن الاسلحة الكيمائية في الوقت المحدد قال :‏

نعم.. بالنسبة للحكومة السورية المطلوب منها شيئان.. الأول هو أن تقدم المعلومات والبيانات الضرورية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحسب الاتفاقية الدولية وهذا تم تنفيذه منذ عدة أيام.. في الأسبوع الماضي لأن المعلومات جاهزة وموثقة، الأمر الآخر هو تأمين وصول المفتشين الذين سيأتون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مواقع إنتاج وتخزين الأسلحة الكيميائية وهذا طبعا أيضا لايوجد فيه مشكلة.. قد يكون هناك عقبة وحيدة وهي عقبة أساسية تتمثل بالوضع الأمني في بعض المناطق الأمر الذي ربما قد لا يسمح أو يضع بعض العقبات في وجه وصول بعض المفتشين.. أنا أقصد المناطق التي يوجد فيها مسلحون.. ربما يريدون عرقلة هذا العمل.. أي منع وصول المفتشين.. ونعرف بأن هؤلاء الإرهابيين يعملون تحت إمرة دول أخرى ربما تدفع الإرهابيين للقيام بأعمال تعيق وصول المفتشين من أجل اتهام الحكومة السورية بأنها تعرقل تنفيذ الاتفاقية.‏

وبشأن تأثير الوضع الميداني على تنفيذ الاتفاقية او تأجيلها قال الرئيس الاسد:‏

مبدئيا المفترض لا.. لا يوجد أي مشكلة.. لكن كما قلت إذا كان هناك توجهات من بعض الدول التي تريد أن تطلب من الإرهابيين القيام بأعمال ضد المفتشين من أجل منعهم بهدف اتهام الحكومة السورية... تعلمين بأن الإرهابيين يستطيعون أن ينتقلوا من مكان إلى آخر.. هم ليسوا موجودين في مناطق محددة.. ولكن يبقى هذا مجرد احتمال. لا نستطيع أن نقدر هذا الشيء إلا عند مجيء المفتشين إلى سورية.‏

وحول اجراءات الحكومة لمنع المعارضة المسلحة من الوصول إلى هذه الأسلحة قبل تدميرها أكد الرئيس الاسد ان الأسلحة الكيميائية دائما تخزن لدى أي دولة ولدى أي جيش في شروط خاصة من أجل منع العبث بها من قبل الإرهابيين أو من قبل أي مجموعات أخرى تخريبية.. قد تكون مجموعات تأتي من دول معادية.. فلا يوجد قلق بالنسبة لهذا الموضوع.. الأسلحة الكيميائية في سورية موجودة في مناطق ومواقع آمنة.. هناك سيطرة كاملة عليها من قبل الجيش العربي السوري.‏

وحول تشكيك البعض بالتزام سورية بتنفيذ الاتفاق واتخاذ اجراءات عقابية في حال عدم الالتزام قال الرئيس الاسد: لا يوجد لدينا قلق من هذا الموضوع لسببين.. السبب الأول أن سورية منذ الاستقلال كانت دائما تلتزم بكل الاتفاقيات التي توقعها.. نحن نلتزم بشكل كامل بأي شيء نعلن أننا نوافق عليه.. فلا يوجد لدينا قلق من هذا الموضوع، الجانب الآخر الذي يجعلنا أيضا مطمئنين هو الدور الذي تلعبه اليوم الصين وروسيا في مجلس الأمن لكي لا يتم استخدام أي مبرر من أجل العدوان على سورية.. ولكن أريد أن أقول إن ما تقوم به الآن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من خلال هذا القرار المطروح على مجلس الأمن.. أو الاتفاق الذي يريدون أن يتم الاتفاق عليه بين روسيا وأميركا.. الهدف منه هو أن يظهروا منتصرين في معاركهم ضد عدو وهمي يفترضون بأنه سورية.. لذلك علينا ألا نهتم كثيرا ولا نقلق من مثل هذه الطروحات أو مثل هذه الاتفاقيات.‏

وحول قلق سورية من أن تقوم الدول الغربية باستغلال هذه الاتفاقية لإيجاد ذريعة أخرى للقيام بتدخل عسكري في سورية في المستقبل قال الرئيس الاسد:إذا أرادت الولايات المتحدة أن تبحث عن مبرر للحرب تستطيع أن تبحث عن مبررات أخرى.. وهي لم تتوقف عن الحرب لأن هناك فقط اتفاقا سوريا روسيا بالنسبة لتسليم الأسلحة الكيميائية.. وإنما لأن هناك رفضا عالميا ورفضا داخل الولايات المتحدة للحرب على سورية.. لأن الأسباب غير مقنعة..‏

وحول تأثير تسليم الأسلحة الكيميائية على الجيش السوري اكد الرئيس الاسد انه لا توجد مشكلة حقيقية.. لأن الجيش السوري بني على أساس الحرب التقليدية.. هذه الترسانة من الأسلحة لن تتأثر بهذا الموضوع. أسلحة الدمار الشامل تستخدم عندما يذهب الوضع باتجاه الأسوأ.. البعض يصفه بحالة الانتحار.. نحن في سورية لا نذهب باتجاه حالة الانتحار. لذلك منذ عشر سنوات طرحنا على مجلس الأمن مقترحا سوريا من أجل إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.. فنحن مقتنعون بهذا الموضوع.. ولو كان يؤثر على قدرات الجيش في سورية لما قمنا بطرح هذه المبادرة منذ عشر سنوات.‏

وعن وجود شيء مقابل تسليم الأسلحة الكيميائية أشار الرئيس الأسد الى انه لا يمكن وصفه .‏

بالمقابل.. ولكن قبل المبادرة الروسية كان هناك عقود من الأسلحة بيننا وبين روسيا.. وكما أعلن الرئيس بوتين وعدد من المسؤولين الروس فهم مستمرون بتسليم هذه الأسلحة بحسب الاتفاقيات الموقعة بيننا وبين روسيا. فإذا تعزيز الترسانة السورية موجود قبل الاتفاقية وسيستمر وهو ليس له علاقة بالموضوع الكيميائي.. وإنما له علاقة بكوننا بلدا تعتدي عليه إسرائيل من وقت لآخر وتحتل أراضيه.. فمن الطبيعي أن نقوي الترسانة التقليدية ونعزز قوة القوات المسلحة لتكون قادرة على الدفاع عن سورية.‏

وحول الادلة عن استخدام المعارضة الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية أكد الرئيس الاسد ان هناك عدة أنواع من الأدلة.. هناك أدلة مادية تشمل مواد كيميائية مختلفة ووسائل لتخزين هذه المواد.. تم إرسال هذه المواد للحكومة الروسية على عدة دفعات.. آخر دفعة كانت منذ أسبوع تقريبا.. بعد أن دخل الجيش إلى مناطق وجود الإرهابيين وحصل على هذه المواد. وهناك أدلة أخرى هي اعترافات الإرهابيين الذين قاموا بنقل بعض هذه المواد من الدول المجاورة وتم عرض هذه الأدلة على التلفزيون السوري.‏

وحول التوقعات لمؤتمر جنيف قال الرئيس الأسد: نحن منذ البداية دعمنا مبادرة جنيف.. والتي ستوضع موضع التطبيق من خلال مؤتمر جنيف. منذ البداية نحن نؤمن بالعمل السياسي عندما يكون هناك مشكلة مهما كان نوعها.. العمل السياسي أساسي في حل المشاكل الكبرى في أي بلد.. فنحن نبني آمالا على مؤتمر جنيف.. ولكن الآمال يجب أن تكون واقعية. مؤتمر جنيف أو أي عمل سياسي لكي ينجح بحاجة للعوامل المختلفة والبيئة التي تؤمن له ظروف النجاح. أول عامل يؤمن النجاح لمؤتمر جنيف هو إيقاف الأعمال الإرهابية.. وإيقاف دخول الإرهابيين من خارج سورية.. وإيقاف إمداد هؤلاء الإرهابيين بالسلاح والمال.. إن لم نقم بذلك فأي عمل سياسي يكون وهميا.. ليس له قيمة حقيقية.. لذلك نحن نعتقد بأن مؤتمر جنيف ضروري ومهم.. ولكن يجب أن يكون أول بند لنجاحه هو وقف الأعمال الإرهابية في سورية.‏

واضاف الرئيس الاسد.. نعتقد اليوم أن الظرف مناسب لعقد مؤتمر جنيف.. كما كنا نعتقد بأنه قبل شهر.. وقبل ستة أشهر.. وقبل عام من الآن أيضا.. كان الوضع مناسبا لعقد مؤتمر جنيف، المشكلة ليست لدى الحكومة السورية وليست لدى روسيا والصين ولا إيران ولا لدى كثير من الدول في العالم التي تدعم اليوم مؤتمر جنيف من أجل الوصول إلى حل في سورية. المشكلة حقيقة هي لدى بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الذين يريدون أن نصل لمؤتمر جنيف وقد تحقق شيء على الأرض من الناحية العسكرية لصالح الإرهابيين، أيضا هناك سبب آخر هو أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من توحيد ما يسمونها المعارضة.. وهي ليست معارضة لأنها لا تنتمي إلى الشعب السوري.. وهي أيضا مفتتة ومتناحرة. هناك دائما صراعات بين أطرافها. وهذه مشكلة أخرى تمنع الأميركيين والغرب معهم من الوصول إلى مؤتمر جنيف.. ولكن نعتقد كما تعتقد روسيا والصين بأن الوقت الآن مناسب للقيام بهذه الخطوة.‏

وحول امكانية اعتبار وقف بعض الدول تمويل وتسليح مسلحي المعارضة شرط الحكومة للمشاركة في مؤتمر جنيف قال الرئيس الاسد: هو ليس شرطا.. ولكن إذا أردنا أن ينجح المؤتمر فلا بد من القيام بهذا الشيء.. بمعنى آخر لو جلسنا الى الطاولة كسوريين واتفقنا على كل شيء واستمر الإرهاب.. ماذا نستفيد... لا يمكن أن نستفيد. لا يمكن أن يكون هناك استفتاء شعبي.. لا يمكن أن يكون هناك انتخابات.. لا يمكن أن يكون هناك أي عمل حقيقي إذا كان الإرهاب يدمر ويقتل في كل مكان من سورية.. فأنا لا أتحدث عن الشرط المسبق.. إذا كان هذا الشيء قبل المؤتمر فهذا شيء جيد.. ولكن أن يستمر الإرهاب بعد المؤتمر فلا قيمة له في هذه الحالة.‏

وشدد الرئيس الاسد على ان الخط الأحمر هو أولا استخدام السلاح ضد المدنيين وضد الدولة والجيش.. ثانيا الدعوة للتدخل الأجنبي بأي شكل من الأشكال.. عدا عن ذلك عندما يجلس السوريون حول الطاولة يمكن أن يطرحوا كل شيء.. الدستور والقوانين وأي شيء آخر.. وعندما نقول الدستور فهو يتضمن موقع الرئاسة وكل شيء آخر.. فنحن نوافق على كل شيء.. أي انه لا يوجد لدينا أي خط أحمر آخر غير السلاح والتدخل الأجنبي.. فإذا أراد السوريون أن يغيروا كل النظام السياسي.. قد يكون رئاسيا وقد يكون برلمانيا أو أي نظام سياسي آخر.. لا يوجد لدينا أي مشكلة.. أنا شخصيا أوافق على أي شيء يوافق عليه الشعب السوري والقوى التي تمثل هذا الشعب.‏

وبخصوص الأطراف التي لا تقبل سورية التفاوض معها أكد الرئيس الأسد..ان سورية لا تقبل بمفاوضة كل من يحمل السلاح.. نحن نتفاوض مع المعارضة.. والمعارضة هي عمل سياسي.. لا يمكن أن تكون المعارضة عملا إرهابيا يقوم بقتل الناس.. لا توجد دولة في العالم تقبل بأن تفاوض الإرهابيين.. فلذلك نحن نفاوض من هؤلاء من يتخلى عن السلاح.. كل من يلقي السلاح نتفاوض معه.. ولا يوجد لدينا أية مشكلة.. من جانب آخر نحن لا نقبل بمفاوضة كل من يقبل بالتدخل الأجنبي.. سواء كان هذا التدخل عسكريا أو كان تدخلا سياسيا.. عدا عن ذلك لا يوجد لدينا أي مشكلة في أن نفاوض أي طرف من الأطراف.‏

وحول ميزان القوى الآن في الميدان قال الرئيس الرئيس الأسد: لا شك بأن أعداد المسلحين الذين يقاتلون في سورية ويقومون بالتخريب كبيرة.. والنسبة الأكبر من هؤلاء تأتي من خارج سورية.. عندما يقضي الجيش على الآلاف من هؤلاء يأتي عوضا عنهم من الخارج آلاف أخرى.. وبالتالي أصبح العدد الذي يأتي من الخارج أكثر بكثير من العدد الموجود داخل سورية.. لكن هذا التوازن ليس مشكلة.. سواء كان الجيش أكثر أو الجيش أقل.. ليست مشكلة.. المشكلة الأساسية أو السؤال الأهم هو ماذا عن الوضع الشعبي.. إذا كان الوضع الشعبي.. أي الشعب في سورية.. المجتمع في سورية.. يدعم الإرهابيين.. فهم أقوى.. وإذا كان المجتمع في سورية يدعم الجيش فالجيش هو الأقوى.. لذلك ردا على سوءالك حول التوازن أنا أقول ان الوضع الآن هو لمصلحة الجيش.. ولذلك كان الجيش يتقدم خلال الأشهر الأخيرة لأن القسم الأكبر من السوريين يدعمه.. خاصة بعد أن عرفت الغالبية من المجتمع السوري بأن ما يحصل هو إرهاب وليس عملية إصلاح.. فوقف الجميع بمختلف تياراتهم السياسية إلى جانب الحكومة والجيش ضد الإرهابيين.. وهذا هو التوازن الذي نعتقد بأنه يأتي في مصلحة القوات المسلحة.‏

وحول امكانية وقف إطلاق النار بين الجانبين قال الرئيس الاسد:‏

لا.. لأن وقف إطلاق النار يكون بين دولتين متحاربتين.. بين جيشين.. ولكن لا يمكن أن يكون هناك وقف إطلاق نار بين دولة وإرهابيين.. الدولة واجبها بحسب الدستور في كل العالم أن تقوم بمكافحة أي إرهاب يواجه المواطنين في المجتمع.. لأنه من البديهي أن تدافع الدولة عن مواطنيها.. فعندما نقوم بوقف إطلاق النار فهذا يعني اعترافا بالإرهابيين.. هذا من جانب.. ومن جانب آخر فهذا يعني بأننا تخلينا عن مهامنا في الدفاع عن شعبنا.. لذلك لا يمكن أن نقبل حتى بمصطلح وقف إطلاق النار بين دولة وإرهابيين.‏

وحول اصرار اميركا على تنحي الرئيس الاسد اجاب سيادته: اولا.. هذا الموضوع هو من اختصاص الشعب السوري فقط.. لا يحق لأي دولة سواء كانت معادية أو صديقة أن تحدد للشعب السوري من يختار. فالرئيس في أي بلد هو اختيار الشعب وليس اختيار أي جهة أخرى.. لذلك نحن لا نقبل هذا الطرح لا من أميركا ولا من قبل أي دولة أخرى.. من يحدد هذا الموضوع هو الانتخابات الرئاسية وصندوق الاقتراع عندما يذهب الشعب ويقول عبر الصندوق أنا أريد هذا الشخص أو لا أريد هذا الشخص.‏

وفي رد على امكانية ترشح سيادته للانتخابات الرئاسية عام 2014قال الرئيس الأسد:‏

هذا يعتمد على رغبة الشعب السوري.. إذا كان الشعب السوري يرغب في أن أترشح فمن البديهي أن أقبل.. عدا عن ذلك سيكون جوابي لا. ولكن الآن يفصلنا عن هذا الموعد نحو تسعة أشهر تقريبا.. وبالتالي فمن المبكر أن نقوم برصد رغبات الشعب السوري الآن.. لا بد أن ننتظر قبل الموعد بشهرين أو ثلاثة أشهر لكي نبدأ برصد رغباته.‏

وحول الحديث بان مستقبل سورية يعتمد على روسيا وأميركاأوضح الرئيس الاسد ان الدول الكبرى بشكل عام وخاصة روسيا وأميركا الآن تؤثر في جميع الدول الأخرى.. سلبا أو إيجابا حسب رغبة كل دولة.. هذا الشيء لا شك فيه.. نحن الآن نعيش في عالم على شكل قرية صغيرة وكلنا نؤثر ببعضنا البعض.. ولكن مهما كانت أهمية هذه الدول ومهما كان تأثيرها فهي لا تحل محل تأثير الشعب السوري.. لا يمكن لأي دولة في العالم أن تحل محل شعب دولة أخرى مهما كانت هذه الدولة صغيرة أو ضعيفة.. لذلك نقول إن من يحدد مستقبل الأمور في سورية هو الشعب السوري أولا.. ولكن هذا لا يمنع من أن موقف دول مثل روسيا يؤثر بالأزمة إيجابيا وموقف دول مثل أميركا ومعها بعض الدول الغربية يؤثر في سورية سلبا بالنسبة للأزمة الحالية.‏

وعن الدور الصيني قال الرئيس الاسد: الصين اليوم هي قوة عظمى وقوة دولية مهمة بكل معاني الكلمة.. سياسيا وعسكريا واقتصاديا.. ولكن بالنسبة لنا في سورية ما يهمنا الآن بالنسبة لموقف الصين هو ما قامت به خلال الأزمة.. فالموقف الصيني وخاصة من خلال التعاون بين الصين وروسيا كان موقفا أساسيا جدا أثر إيجابا على الأزمة السورية.. بمعنى لولا الموقف الصيني المتعاون مع الموقف الروسي لكان الوضع في سورية أسوأ بكثير مما هو عليه الآن وخاصة من خلال دورها في مجلس الأمن.. هذا الدور هو الذي منع عددا من الدول الغربية الكبرى من أن تستخدم مجلس الأمن من أجل القيام بالعدوان على سورية.. لذلك أستطيع أن أقول بأن للصين دورا إيجابيا وكبيرا ومهما بالنسبة لنا في سورية.. وخاصة خلال هذه الأزمة الصعبة.‏

وحول امتلاك القرار النهائي فيما يتعلق بالعمليات العسكرية وسياسة الدولة...‏

اشار الرئيس الاسد الى انه بحسب الدستور هناك صلاحيات واضحة لرئيس الجمهورية.. فهو القائد العام للجيش والقوات المسلحة وبالتالي هو صاحب القرار الأول في تحريك وقيادة القوات المسلحة في سورية. في نفس الوقت لرئيس الجمهورية دور أساسي في السياسة الخارجية فهو أيضا يتحمل المسؤولية الأولى بالنسبة للسياسة الخارجية. وأنا أمارس هذه الصلاحيات بشكل كامل قبل الأزمة وخلالها.‏

ووتوجه الرئيس الاسد بكلمة للدول المشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا:‏

قبل الحرب العالمية الثانية كان هناك منظمة دولية قبل الأمم المتحدة اسمها عصبة الأمم انهارت هذه المنظمة في ذلك الوقت بسبب أن كثيرا من الدول الكبرى لم تلتزم بميثاق تلك المنظمة. ما يحصل الآن في العالم منذ التسعينيات.. منذ عشرين عاما تقريبا.. هو المزيد من التجاوز لميثاق الأمم المتحدة وللقرارات والقوانين الدولية. هذا يعني أن الأمم المتحدة تذهب باتجاه الانهيار كما حصل منذ أكثر من ستة عقود. لذلك أنا أؤكد الآن وخاصة مع عودة الدور الروسي والصيني مع بعضهما لخلق توازن داخل هذه المنظمة.. أشجع كل الدول المعنية على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة.. لأن هذه المنظمة وهذا الميثاق هو الذي يشكل الضمانة الحقيقية للسلام في كل العالم. والعكس صحيح. عندما نتجاوز هذا الميثاق فإن ذلك سيؤدي إلى المزيد من الفوضى والاضطراب والحروب في أي مكان من العالم وخاصة في الشرق الأوسط. هذه الرسالة .. اعتقد الآن.. رسالة أساسية لكل الدول المشاركة وخاصة الدول الكبرى ومنها الصين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية