|
ثقافة
عذراً فأنا ـ هذه المرة ـ في حضرة حماة الديار لذلك أكتب بخجل ووجل لأنني أشعر بأن كلماتي مهما بلغت ستكون هزيلة وتنحدر أمام قامات الرجال الحقيقيين كما أنني ألتمس العذر أيضاً من الشاعر خليل مردم بك والأخوين فليفل اللذين نالا وسام الاستحقاق حين لحّنا النشيد العربي السوري “حماة الديار عليكم سلام.. أبت أن تذل النفوس الكرام.. عرين العروبة بيت حرام.. وعرش الشموس حمىً لا يضام..” دمشق حزينة على فقدكم.. فصباحها وليلها وأرضها التي طالما سمعت “خبطة قدمكم عليها هدارة” اليوم أصبحتم أيقونة فنية ووطنية، نحن اليوم لا نودعكم بل نستقبلكم عائدين منتصرين مظفرين من الحرب الكونية على بلادكم لا نودع معكم ماضٍ بل ندخل في تاريخ جديد سجلتموه بدمائكم وأنتم تطهرون أرض سورية الحبيبة من قاذورات الإرهاب وكنتم تعرفون أنكم تمشون في حقول ألغام وأن الفعل المضارع في حياتكم من شأنه في لحظة واحدة في انفجار واحد أن يصبح ماضٍ لكنكم مضيتم في طريق اخترتموه دفاعاً عن الوطن لتبروا بقسمكم وتنفذوا شعاركم (وطن.. شرف.. إخلاص) وها أنتم تخلدون في سجل الأبطال.. الشهداء القادة (داوود راجحة ـ آصف شوكت ـ حسن توركماني) شهداؤنا يا حبة قمح دفنت لتملأ الأرض سنابل، هنيئاً لكم ـ فزتم ورب الكعبة ـ فالصقور لا يهمها أين تموت. ولك يا دمشق نقول لا تحزني فأربعاء البراكين والزلازل لن ينبت إلا ورداً (فقد صارت سنابل القمح في بلادي أعلى وصارت عيناك بيت السنونو.. فكل جرح فيك حديقة ورد وربيع ولؤلؤ مكنون) ولعلي أسمع نزاراً يقول لك: يا دمشق البسي دموعي سواراً وتمني فكل شيء يهون وضعي طرحة العروس لأجلي إن مهر المناضلات ثمين رضي الله والرسول عن الشام فنصر آتٍ وفتح مبين كتب الله أن تكوني دمشقاً بك يبدأ وينتهي التكوين إن أقصى ما يغضب الله فكر دجّنوه وكاتب عنين إن نهر التاريخ ينبع في الشام أيلغي التاريخ طرح هجين؟ كل ليمونة ستنجب طفلاً ومحال أن ينتهي الليمون |
|