|
أمراض المجتمع السوري الذي يفتك بالخلايا ويدمرها,بل بسبب(النفاق)المرض الأكثر خبثا برأيها وإن كانت تشعر به قبل مرضها إلا أنها عايشته كالسرطان تماما طيلة أربع سنوات هي فترة وجعها. صحيح أن أهلها وقفوا معها خلال مرضها, ولكنها أملت بنوع آخر من الحماية تخيلت يوما أنها ستجدها لدى بعض صديقاتها أو زملاء عملها,ولكنها لم تجد إلا الغدر والسعي لمكانها الذي تحول إلى لعنة,فبسببه كانوا يتمسحون بها سابقا,وبسببه عاشت ألما لا تزال تشعر به حتى الآن بعد شفائها. (الله يسامحهم)رددتها مرارا فرغم علمهم أن عملها هو ما يجعلها مستمرة بالحياة مع ذلك حاولوا إقناعها بالتسريح الصحي,وحتى عندما كان البعض من زملاء عملها يزورونها فليروا إن كانت لا زالت على قيد الحياة,وتقول لي بمرارة لا يمكن أن أصف ألمي لك في تلك اللحظات المريرة,ولكني الآن سعيدة فمرضي كشف لي أولئك الناس. في مقابل هذه الحالات التي عرت لها الناس,وكشفت زيفهم, فإنها عاشت مع بعض طلابها حالة إنسانية عميقة, فكامل إبراهيم أحد طلابها المعاقين عايشها في أشد لحظات يأسها,ولم يتركها تغرق فيه خاصة عندما علم أنها لا تريد إنهاء علاجها الكيميائي فقال لها(حياتك ليست ملكك..هي ملكنا)ويؤكد لي أنه بكلماته تلك صادق تماما فهو يعلم أنها عملت مع المعاقين طيلة عشرين عاما كمتطوعة, بدون أن تسعى لأي مكسب شخصي. ولأن ماري لم تعش الأجواء الصادقة سوى مع المعاقين فهي اختارت تعلم لغة الإشارة للتواصل مع الصم ولغة برايل للتواصل مع المكفوفين,وتقول إنها تراهم فئات بعيدة عن النفاق فهم أساسا لا يحتاجونه ولا يتمكنون من تعلمه. على العكس من ماري فان أبو محمود(عمر السوقي)اعتاد على النفاق ولم يعد يفاجئه, بل إنه يجيد التعامل مع هذه اللعبة التي يعتبرها أنها داهمت حياتنا ولم يعد يوجد مفر منها,ولذلك لم يستغرب وهو تاجر البناء الشهير في منطقة حرستا عندما عاش أزمة اقتصادية منذ عدة سنوات بسبب جمود سوق البناء آنذاك,.. أنه لم يعد أحد يهتم به,وهو الذي كان يفتح له باب السيارة على الأقل خمسة أشخاص,وكان إذا دخل مطعما يتجمع(الجراسين)حوله منتظرين إشارة منه... يقول لي وهو يضحك وغير آبه بما حدث ..أصحابي عمقوا موضوع أزمتي المالية,بل وصدروا شائعات ليبتعد التجار الآخرون عن الثقة بي,ومع ذلك لم اهتم هذه هي الطبيعة البشرية وحالات النفاق نراها أينما ذهبنا وفي كل العصور... ولا يبدو أنه يستغرب أن أصدقاءه المقربين حاولوا تدميره للنهاية,ولم يساعده أحد إلى أن تمكن مؤخرا من إعادة إحياء أعماله التجارية بمبالغ تساوي الملايين. هذه الملايين أعادت الناس إليه,وعادت الحياة لعلاقاته الاجتماعية,إلا أنه لم يعد يتعامل معهم كما في السابق,الحذر يغلف كل شيئ,وليس بامكانه أن يأتمن الناس بعد أن اكتشف زيفهم. هذا الزيف الذي يرى نفسه بعيدا عنه خاصة وانه صريح ولا يوجد لديه ما يخفيه,فهو وإن كان يزور أحيانا الملاهي الليلية فلكي(يشم الهوا)بعد عمله الشاق ومع ذلك لا يرحمونه في بلدته الكل يقولون عنه أنه يسهر ولايذكرون أنه يصوم ويصلي. ويتابع (أبو محمود)أغلبهم يذهبون إلى الملاهي في السر,ولكنهم لا يعلنون سوى أنهم أصحاب دين يصلون في الجوامع ويحضرون دروسا دينية وهم غير صادقين , الأمر كله عبارة عن تزييف يعيشونه ليرضا مجتمعنا المتحفظ بهم. وأبو محمود لا يرى عيبا أنه يساير مجتمعه المتعصب في حرستا وفي نفس الوقت يحاول أن يعيش حياته كما يحلو له,دون أن تحاول أن تشده هذه العادات المتعصبة إلى بوتقتها وتخنقه لأنه يحب الحياة والانفتاح,وطالما انه يعيش دون أن يؤذي أحداً فما المشكلة. ويتفاخر أبو محمود أنه يتقن التعامل مع كل الشرائح من الزبال حتى المحتال والمثقف,كل شخص يتعامل معه بأسلوب مختلف وحتى لو اختلف مع أحدهم فهو لا يظهر له إلا الود. إذا كان أبو محمود بهذا القدر من الدبلوماسية ويتمكن من التعامل مع كافة الناس وهو ما يتطلبه عمله التجاري,فإن نضال ضايع رئيس دائرة الشؤون العامة الحاصل على ثانوية والذي يعمل في مديرية نهر بردى والأعوج منذ أكثر من عشرين عاما,يصر هو الآخر على العلاقات الجيدة مع كل الناس,حتى أنني عندما زرت مديرته كان أول من استقبلني بابتسامة ودودة مرحبة معتقدا أنني موظفة جديدة. يعتبر نضال أن العلاقات التي تربط بين الزملاء في العمل جيدة تتسم بالروح المرحة والأخوية والتسامح,وفي حال حدوث أية مشاحنات لا تؤثر على الحياة الاجتماعية فيما بينهم,وباعتبار أن لهم علاقات مباشرة مع المواطنين فإنهم يهتمون براحته,وبضرورة تسيير معاملاته بالسرعة الممكنة,وفي حال انزعج أي مواطن من أحد الموظفين فان حكمة الإدارة توقف الموظف عند حده فما يهمهم فائدة المواطن وتسيير أموره. ويرى أنه لديهم ميزات هامة مثل كل موظفي الدولة تعطيهم حافزا للعمل..ولديهم مكآفات حسب الأعمال التي يقومون بها!! ومفهومه للإنسان الجيد بأنه ذلك الذي يطيع تعليمات الإدارة وفي حال رأى ثغرات فيها فيمكن أن يناقشهم فيها مع العلم أن رأي الإدارة لا يمكن أن يكون خطأ كليا,بل يمكن أن يوجد رأي أصوب ولأن الإدارة ديمقراطية ومتفهمة فان كل الإشكاليات تحل بساطة!! أحد مديريه الذي لم يقبل ذكر اسمه أكد انه لا يرسله إلى مكان لحل مشكلة لها علاقة بالعمل ?إلا وينجح بحلها حتى تلك المستعصية,ويرجع ذلك بسبب علاقاته الواسعة وأسلوبه الفعال اجتماعيا! المدير الذي يتعامل معه يوميا يرى أنه محنك وذكي ويساير الناس ويحب أن يكون (يبيض وجهه) مع مديريه,ومديره متيقن انه لو أتى مدير غيره فهو سيتعامل معه بنفس الطريقة دون أن تكون له أية خصوصية. - على ما يبدو أن الإنسان يكتشف حاجته للنفاق لدى الدخول في سوق العمل ومع الوقت تقل ممانعته بسبب ضغط الظرف الاقتصادي,وإن كان لديه معاناة نفسية مافي البداية فانه فيما بعد يضبط العامل النفسيلديه, فيصبح مهيأ تماما لأن يتقبل هذا النوع من السلوك بدون مراجعة للذات أو إحساس بالخطأ. وهذا السلوك أساسا ناتج عن أزمة ثقة,لأن أي شيء مضاد لتوجهاتي,أو أي انتقاد فهو انتقاص من قيمة الآخر,ولا يفسر على أنه صراحة بل على أنه حرب وموقف,هذا يدخلنا إلى أزمة الثقة الموجودة بين البشر,وهي نتيجة هذه الكذبة التي تبدأ على استحياء وتنتهي وكأنها يقين وتثبت وكأنها طريقة في التعامل ثم تصبح هي الوجه الواضح لمستوى التعاملات الاجتماعية. إذا كان نضال الضايع منسجما إلى هذه الدرجة مع عمله ومتأقلاماً مع أجوائه الاجتماعية فان موظفين آخرين يعانون الأمرين بسبب حرب المصالح التي يعيشونها تارة وبسبب ما يعايشونه في العمل من تمايزات تحبطهم وتشل قدرتهم على العمل...فها هي جانيت الماهر وهي الموظفة في تربية دمشق ترى انه رغم عملها الجيد والذي يشهد لها الجميع به,إلا أنها غير محظوظة إطلاقا في العمل بسبب صراحتها التي تؤخذ ضدها,وتقول إن أكثر ما يشل قدرتها على العمل هي تلك الحروب النفسية والضغوطات لكي تنتقل وترى أن الذي ينافق هو الذي يرضى عنه مديروه,وتأسف على أنه أصبح أهم شئ في وظائف الدولة هو الولاء والطاعة للمرؤوسين الذين يحاولون جاهدين تحويل موظفيهم إلى أرانب. أما ميادة العتيق وهي الأخرى موظفة في مديرية تربية دمشق فترى أنها لم تأخذ فرصتها المناسبة في العمل لأنها غير قادرة على النفاق,رغم وجود الفرص والشواغر ورغم انه اتبعت دورة في معهد إدارة الأعمال,وترى أن السبب في ذلك يعود إلى ابتعادها عن النفاق الذي عانت منه عندما وقعت في أزمة في عملها فابتعد الجميع عنها وحاولوا الإساءة لها بسبب الغيرة المهنية وحتى لا ترتقي بعملها. وعلى ما يبدو أن طبيعة العمل هي التي تطبع أجواء العمل بطابعها فعندما يكون للعمل معيار محدد يمكن أن يقاس من خلاله سوية العمل ونجاحه,لا يترك مجالا للنفاق والمنافقين ليبرزوا على السطح ولا يترك أي مجال للغوغائية والثرثرة على عكس المهن الأخرى التي لا تمتلك هذا المعيار و يكثر فيها الدخلاء .. حالة من الجدية في العمل عايشتها في مركز الدراسات البيئية وتحديدا لدى مديرة فرع المخابر رونق جبور التي لا حظت أن طبيعة عملها الجدية,وانشغالها الدائم في العمل الجاد مع مجموعتها أبعدت أجواء الثرثرة والنميمة وعدم الإنتاجية التي تعاني منها أغلب مؤسساتنا الحكومية. رونق ترى أن السبب له علاقة بمدى جدية العمل وباعتبار العمل فوق أي اعتبار والتعامل مع العاملين فيه بنزاهة وباعتباره مسؤولية وجدانية وأخلاقية بالدرجة الأولى عندها ستنحسر كل القصص الأخرى التي يضيع العاملون أوقاتهم بها. المهندس الكيميائي أحمد الشيخ يؤكد أن سبب الراحة في العمل جديته وأنه غير قابل لأي خطأ,لأن المخطئ سيتحمل مسؤولية هي ليست مباشرة كوننا نتعامل مع نسب وتحاليل كيميائية,فالمسؤولية لا يعيشها سوى تجاه ضميره. على ما يبدو أن اعتماد عملهم الكيميائي على النسب الدقيقة وطبيعة دراستهم العلمية انعكست على شخصياتهم,لذلك فإننا من أهم ما نحتاج إليه في أجواء عملنا تلك العلمية والإيمان بها وتعميقها في مختلف حياتنا حتى تأخذ الطابع العقلاني بعيدا عن غوغائية العواطف وما يمكنها أن تفعله في حياتنا العملية . إذا كان النفاق الذي لاحظته في بعض مؤسسات الدولة يبدأ كحاجة اقتصادية,ثم إذا كان المحيط من نظام اجتماعي معين يبدو تاليا وكأنه احتياج للتواصل,لأن الصراحة لا تكون ملائمة لهذا الوسط فيضطر المرء للتعامل مع الآخر من منطلق زائف ومن هنا تبدأ الكذبة,وهي كذبة متواطأ عليها يتقبلها الآخر,أكثر مما يتقبل الصراحة والصدق. أحد المديرين وقد رفض إعطاءنا اسمه ولكنه أعطانا رأيه بحالة النفاق التي تمر عليه كل يوم باعتباره مسؤول عن عدد كبير من الناس ولأنه مدير منذ ثلاثين عاما أدرك خلال هذه السنوات الطويلة أنه ربما كل من حوله ينافقون له,ولكنه لا يأخذ بعين الاعتبار,لأن ما يهمه بالدرجة الأولى العمل. ويتساءل من أين يأتي النفاق?من قلة الكفاءة فمن يثق بإمكانياته وقدراته ليس مضطرا للنفاق,إن الموظف ينافق عندما يفكر بمصلحته فقط,وبسبب عدم وجود الثقافة المؤسساتية التي تنشر ثقافة المصلحة العامة. كما يؤكد أنه منبين ستمئة موظف يعملون لديه,لا يمتلك سوى عشرة لديهم الجدية والحرص في العمل دون أن يفكروا بمصالحهم الذاتية. ولا يعتقد أنه بعد كل هذه السنوات الطويلة التي قضاها كمدير انه يمكن أن ينزعج من انفضاض الناس من حوله فيما بعد أن يترك منصبه ..على العكس يقول بأنه سيرتاح لأن علاقاتي الاجتماعية حاليا غير صادقة وقائمة على المصلحة وبالتالي لن أفتقدها. إذا كان المدير الذي رفض إعطاءنا اسمه بانتظار انفضاض الناس من حوله,فإننا ذهبنا إلى محافظة دمشق خلال الأيام الأولى لرحيل المحافظ القديم واستلام الجديد والمفاجئ إن معظم الناس أبدوا حزنا غير مسبوق على المسؤولين عادة وذكروه بالخير ولعل أكثر من قابلتهم حزنا عليه أمين سره مظهر العسلي الذي حاول إخفاء هذا الحزن? ورأى أن أجواء العمل غالبا ما تحكمها المصلحة.توجان الفيصل وهي أيضا موظفة في محافظة ريف دمشق..أكدت لي أن حالة الوفاء بالنسبة لها موجودة بالنسبة لكل المحافظين الذين عاصرتهم طيلة فترة عملها وليس للمحافظ السابق فقط! تركت الموظفين في المحافظة الذين بدوا لي وللحظات أنهم منكوبون برحيل محافظهم القديم ,وصعدت إلى الطابق الأعلى مقر المحافظ الجديد لأنتقل إلى جو مغاير حيث المحافظ الجديد يتلقى التهاني والورود التي احتشدت لمسافة طويلة,هذه الورود التي لابد أن المحافظ القديم وغيره من المسؤولين قد عايشوها لزمن إلى حين اكتشفوا مغزى أن تتهافت الورود بهذه الكثرة,في الوقت الذي لن يراها المسؤول المغادر كما لن يسمع يوما صوتا لمرؤوسيه,!!إنها اللعبة التي بتنا نتقنها بالكثير من الرضا والتصالح مع الذات, لقد انقلبت لتصبح نظام حياة بعد أن كانت قد بدأت كاحتياج اقتصادي هاهي تتحول لتصبح حدثاً طبيعياً وبديهياً تحيط بعلاقتنا إلى الدرجة التي تصل إلى الخداع والزيف الكامل. أخيرا ...نحن الآن في مجتمعنا ربما وفق رؤية البعض قد وصلنا لمستوى النفاق الكامل بدون الإحساس أننا نمارسه بسبب المبررات التي نخترعها,مبررات وإن كانت غير مصرح بها إلا انه دخلت تركيبتنا الاجتماعية الحالية وأصبح لا يتعارض مع الكرامة أو يجرحها,بالعكس ربما لو لم أنافق لاتهمت بأنني ضد مصلحتي,وغير واقعي.لقد ارتبطت حاليا المصلحة الشخصية بمدى القدرة على ممارسة الأمر الذي يجعلنا نعيشه بكثرة وبشكل مبتكر حيث تطورت مستويات. وهنا المشكلة الكبرى في الأمراض الاجتماعية أنها ليست واضحة الملامح والأعراض يمكن التعامل معها بيسر وسهولة وحلها فورا,بل تحتاج إلى تراكمات وإلى تغيرات في التنشئة وفي التركيبة المجتمعية والقيمية. الدكتور بيير شنيارة طبيب أمراض النفس يرى أن للنفاق تأثيره السلبي على نفسية الإنسان خاصة عندما يكون طاغيا على مختلف مفردات حياته ويشكل القيمة الأبرز فانه هنا يتحول ليصبح شخصا تعيسا محبطا إلى حد كبير,وأساسا النفاق يمارس كتعويض نفسي والمشكلة تكمن هنا عندما يشعر المنافق بالذنب ويمكن فيما بعد أن يعيش كآبة شديدة. ولأن للنفاق أسبابه النفسية فهي كما يراها الدكتور عزت السيد أحمد رئيس قسم الفلسفة في جامعة تشرين تتركز أولا:في انعدام الثقة في النفس أو ضعفها الأمر الذي يقود المرء إلى الشعور بالضعف وضرورة القيام بالنفاق إما على انه مجاملة أو على أنه ضرورة اجتماعية قد تكون مصحوبة بنزوع وصولي وعلى الأغلب لا يكون كذلك. ثانيا: السبب الثاني:الشعور بالنقص وهو خطير جدا لأنه يقود المرء إلى استشعار العظمة في الآخرين والإيمان بأن النفاق لهم واجب اجتماعي,ولذلك غالبا ما يكون مصحوبا بمشاعر الرضا والقناعة والقبول. ثالثا:له علاقة بطموح المرء الذي قد يكون اكبر مما لديه من قدرات شخصية الأمر الذي يدفعه إلى محاولة تحقيق مكاسب من خلال تلميع صور قادته ومن هم أكبر منه على أمل أن ينظروا إليه بعين الإحسان ووضعه في مواضع عليا. رابعا:عدم اقتناع المرء بما فيه من وضع وحال ومكانة اجتماعية أو مهنية مع ضحالة أو انعدام امكانات تحسين الوضع في الأفق المرئي للمرء مما يدفعه للوصول إلى ما يعتقد أنه حقه إلى النفاق لمن هم أعلى مرتبة وقيمة وقدرة,ويكون هذا بغض النظر عما إذا كان المرء المنافق يستحق الارتقاء في مكانته هذه أو لا,وبغض النظر عن امتلاكه الكفاءات والامكانات اللازمة. خامسا:الحقد أو الحسد أو الغيرة,هذه الطبائع الثلاثة تؤدي إلى التشدد في عدم النفاق مع من يظنون الضعف فيهم,ولكنهم من أكثر الناس نفاقا أمام كل من يستشعرون القوة والسطوة إما خوفا أو نزوعا تدميريا,إيمانا منهم أن هذا السلوك المنافق سيؤدي إلى العجب بالذات والغرور الذي سيقود بالمحصلة إلى تدمير الذات. سادسا:أن يكون النفاق حالة مرضية,أو عقدة نفسية مثل أي عقدة أخرى لها أسبابها النفسية والاجتماعية والمشكلة هنا أن المنافق يقوم بسلوكه من دون الاعتراف به أو من دون وعيه. أما الأسباب الاجتماعية للنفاق فيراها الدكتور السيد أحمد تتعلق أولا: بالتخلف حيث يكثر النفاق في المجتمعات المتخلفة ويقل في المجتمعات المتطورة. ثانيا:تردي الأحوال الاقتصادية وأخيرا :العقلية الاجتماعية ذاتها التي يمكن أن تكون سببا من أسباب انتشار النفاق فالمجتمعات العاطفية والانفعالية ينتشر فيها النفاق أكثر من المجتمعات العقلانية أو الذرائعية,ولذلك غالبا ما يحدث التباس بين المجاملة والنفاق,حيث إن ما يميز كل منهما عن الآخر هو النية ومبدأ السلوك,فالنفاق يقوم على سوء النية والخبث والمكر. أما الدكتورة هناء برقاوي الأستاذة في علم الاجتماع فإنها ترى أنه مرض خطير يفترض بنا محاولة التخلص منه خاصة في هذا الوقت الذي بات يشكل خطرا كبيرا بسبب انتشاره الواسع وترى أنه يمكن الحد منه بعدة وسائل أولها: إيقاف المنافق عند حده أو كشفه عندما ينافق لا تشجيعه على هذا السلوك,فعندما يرفض المديرون هذا السلوك ولا يعززونه ولا يعطون الشخص الذي يقوم به المكاسب فإنهم يرفضون نفاقه. ثانيا:تربية الأطفال على النقد واحترام الرأي الآخر مهما كان هذا الرأي يمكنه أن يهزم النفاق والمنافقين. ثالثا:العودة إلى القيم الأصيلة التي تربينا عليها والتي نعيش حاليا تخلخلا كبيرا فيها الأمر الذي يعزز مختلف الأمراض الاجتماعية التي تعيق حياتنا وتبعدها عن النقاء. رابعا:تعزيز القيم الإنسانية التي تقول باحترام الشخص لذاته بعيدا عن أية اعتبارات أخرى. |
|