|
قضايا الثورة وفي تفاصيل الخبر, تضيف الواشنطن بوست, إن مكتب المستشار القانوني للبيت الأبيض هو الذي سيقوم بتنظيم سلسلة المحاضرات المذكورة اعتباراً من الأسبوع المقبل لتدريب موظفي البيت الأبيض على التعامل مع المعلومات السرية بشكل أمين وأخلاقي وابتعادهم عن كل ما يتنافى مع قيم الصدق والأمانة. ترى لماذا وصلت الأمور إلى هذه الدرجة التي يطالب فيها الرئيس شخصياً موظفيه تعلم ألف باء المُثل الأخلاقية لحفظ أسرار الدولة والحفاظ على مصالحها وهيبتها?! أهي فعلاً مجرد ردود فعل على الفضيحة التي هزت أركان البيت الأبيض مؤخراً وتم خلالها توجيه خمس تهم إلى لويس ليبي المساعد السابق لنائب الرئيس ديك تشيني في قضية تسريب معلومات خاصة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية?! أم أن الأمر يتعلق باستفحال ظواهر تسريب المعلومات وعرقلة مجرى التحقيق والعدالة وانتشار داء الكذب وحلف اليمين زوراً, وتضليل القضاء واختلاق التقارير السرية المزيفة لتمرير سياسات واستراتيجيات بعينها?! وهل الموضوع اختصار لموقف المكتب البيضاوي من التحقيقات التي استمرت عامين في قضية تسريب الهوية الحقيقية لفاليري بليم العميلة السرية للسي آي ايه أم هو نتيجة حتمية للخروج عن كل قواعد الأخلاق التي تنظم علاقة الدولة بمواطنيها وبالدول الأخرى?! إن نظرة سريعة وعاجلة في هذا الخبر البسيط تؤكد أن محاضرات الأخلاق التي دعا بوش موظفيه للاستماع إليها ما جاءت لولا تكرار فضائح التجسس التي لا يكاد يجف حبر إحداها حتى تظهر غيرها على الساحة الأميركية. ولم تكن لتأتي لولا تكرار قضية تسريب المعلومات السرية وخصوصاً إلى إسرائيل, ولولا تراكم التقارير الملفقة والمزيفة التي أدت إلى حروب ومآس عديدة في العراق وأفغانستان ثبت فيما بعد زيفها وبطلانها, ولولا التسريبات الكثيرة التي تطالعنا بها الصحافة الأميركية يومياً على مهازل أسلحة الدمار الشامل والكذب المتعمد في قضايا اليورانيوم المستورد من النيجر وغيرها من الملفات الساخنة. بقي أن نقول إن المحاضرات المذكورة ضرورية ولكنها بحاجة إلى بند آخر وهو تعلم هؤلاء الموظفين أبسط قواعد الأخلاق حول حق الشعوب في المقاومة والتفريق بينها وبين ahmadh@ureach.com ">الإرهاب. ahmadh@ureach.com |
|