|
بيئة
وهل هناك خطة خاصة بالمرأة لتفعيل دورها البيئي لكونها أكثر شرائح المجتمع قدرة على قلب المعادلة لمصلحة التوازن بين الإنسان والطبيعة. هذا ما تجيبنا عليه د.كوكب الداية مديرة مكتب الصحة والبيئة والسكان في الاتحاد العام النسائي حيث تقول:ينطلق الاتحاد العام النسائي في نظرته إلى البيئة من خلال مشاركة المرأة في مناحي الحياة مشاركة فعلية, فهي تشكل حلقة مهمة في المجتمع وتشارك في جميع مجالات التنمية وبالنسبة لموضوع البيئة بالذات فهو يرتبط بشكل أساسي بالمرأة لأكثر من سبب, فهي تربي الأجيال وتساهم في التنمية, وفي الحفاظ على بيئة سليمة نظيفة خالية من الملوثات. وقد أصدر المكتب سلسلة تدريبية تعليمية أطلق عليها اسم (سلسلة التربية الصحية البيئية) وهي مؤلفة من أربعة عشر جزءاً تلامس مواضيع مختلفة كما تركز على البيئة والمرأة بشكل خاص. ويتابع الاتحاد تدريب النساء وتأهيلهن للتعامل الصحيح والسليم مع البيئة والمساهمة في حماية التنوع الحيوي وصيانة الموارد الطبيعية من مياه وطاقة وغذاء.. إضافة لتدريبهن في مجال الإرشاد الصحي البيئي لينشرن الوعي البيئي في أسرهن وفي الحي الذي يعشن فيه. وتضيف الداية: يصدر المكتب كتيبات متخصصة حول ترشيد استخدام المياه ودور الأسرة والمجتمع في هذا المجال, ونشرات حول مضار التدخين وتوزع على كافة الوحدات والمعنيين خاصة على الناشئة, وذلك لتوعية المواطنين بمضار التدخين داخل المنزل وأماكن العمل والأخطار الناجمة عن ذلك ومنها أمراض التنفس والسرطان. وإضافة لدور الاتحاد في التعريف بمخاطر الملوثات البيئية التي تزداد نتيجة التطور الصناعي الكبير الذي يشهده العالم ومدى الضرر الذي يمكن أن يلحقه بالصحة العامة والبيئة وأهمها تلوث المياه, الغذاء, والمشكلات الناجمة عن مخلفات المعامل والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية كالزئبق ومركبات الكلور الرباعية. وفي سؤال عن أهمية توعية المرأة الريفية بالشأن البيئي تقول د.الداية: يجب الاهتمام بالمرأة الريفية لدورها المهم الذي تقوم به في المجتمع من خلال توعيتها البيئية لأهمية الأعمال التي تقوم بها وتمارسها كونها تتعامل مع الحيوانات الأليفة بشكل يومي إضافة للحفاظ على مصادر المياه وعدم رمي الأوساخ والقمامة فيها حيث إن 80% من الأمراض في العالم النامي ناتجة عن تلوث المياه والأغذية, كذلك نعمل على لفت الانتباه إلى أهمية الصرف الصحي السليم في القرى والبلدات لعدم تجمع الحشرات, وكذلك تحويل القمامة إلى سماد طبيعي من خلال تخميرها وعدم إلقائها في العراء. وبالنسبة لتعاون الاتحاد مع وزارات أخرى في الشأن البيئي تقول: لا يمكن لأي عمل أن ينجح إلا إذا تضافرت وتعاونت جهات عدة في إنجاحه من خلال مساهمة كل فرد أو كل مؤسسة أو وزارة بالعمل المخصص أو بالقسم المخصص لها, إضافة لإصدار القوانين الرادعة والمتضمنة محاسبة كل من يسيىء للبيئة أو يساهم في تلويث مواردها. وهناك مجموعة توصيات أصدرها الاتحاد منها: 1- تطوير المفاهيم البيئية الحديثة لدى المرأة لا سيما في مجال حماية النظم البيئية ومواردها الطبيعية واستخدامها باستدامة بما يكفل رفاهية الجيل الحالي والأجيال القادمة دون المساس بتوازن الطبيعة. 2- أهمية ووجوب تعليم المرأة وتدريبها في مجالات العلوم والتكنولوجيا ذات العلاقة بالبيئة وذلك لتعزيز مشاركتها في اتخاذ القرار البيئي وتنفيذه بما يكفل رفاهية أسرتها واستدامة التنمية. 3- تطوير المناهج التعليمية ذات العلاقة بالبيئة استناداً إلى المفاهيم البيئية الحديثة وواقع المشكلات البيئية التي تهدد بلدنا والعالم بهدف رفع الوعي البيئي المجتمعي وحث المشاركة في العمل التطوعي بما يكفل مواطنة بيئية فعالة. 4- استقلال وسائل الإعلام في وقف تدهور مواردنا وتلوثها وأخذ الحيطة مما قد يجانبها في المستقبل لأن الحفاظ على البيئة والحد من التلوث لم يعد ترفاً أو رفاهية بل غدا مطلباً لحماية الصحة وزيادة الاستفادة من الموارد المتاحة واستدامة التنمية التي تستند إلى دعائم المجتمع والاقتصاد والبيئة حفاظاً على حق الأجيال القادمة في بيئة صحية وموارد كافية في الحياة الكريمة. |
|