|
صفحة أخيرة وفي المرأة بعضا من الذكورة حسب تعريف الناقدة جوليا كريستيفيا, ورغم يقيني أن هذه المقولات صارت بحاجة لإعادة صياغة وترتيب لكني أرى أن ماتفعله النساء في سورية هو أمر يستحق الاحترام والاعجاب أيضاً وكانت المفاجأة بالنسية لي وأنا أتابع الدراما التلفزيونية (خلف القضبان) التي تتعرض بوضوح لاشكالية وعلاقة المثقف بالسلطة كتبها هاني السعدي واخرجها الليث حجو هذه المفاجأة كانت في خاتمة شخصية امرأة قوادة تقوم بتجارة الجسد من خلال تحويلها الفتيات الفقيرات الى مومسات, ورغم ماقد يتراءى للبعض من نسبية الامور في الحياة واحتمالية كل ماهو قائم, ونفي كل ماهو محتمل, فإن الصورة التي انتهت اليها شخصية القوادة تسيء الى صورة وواقع المرأة السورية وتشوه صورة الحرية وتعمل على تفعيل التعصب والتزمت وترسخ الافكار المظلمة, فأن يعرض المسلسل لنهاية المرأة تلك كواحدة من المدافعات عن حرية المرأة وسيدة ناشطة من ناشطات حقوق وحرية المرأة, هو برأيي امر لا يجب السكوت عنه ولا يجب ان ندعه يمر مرور الكرام, وان يتم بث الافكار المريبة التي تقول بإن كل فتاة طموحة وعاملة ومتحررة ستكون نهايتها سلعة تجارية تباع وتشترى ونهاية الفتاة الخائفة التي تمشي الحيط الحيط, وتقول يالله السترة هي بيت الزوجية, الحلم الامثل للمرأة هو أمر يدخل في باب الاختلاف والحوار وتنوع ضفاف الحياة, وأن يتم عرض هذه الصورة اللاأخلاقية للسيدات اللواتي يعملن بدأب وصبر لتحصيل حقوق انسانية للمرأة ضمن اطار قوانين متخلفة ورجعية خاصة في بلد مثل سورية لم تتم فيه انشاء الجمعيات الاهلية المدنية الا مؤخراً وكانت النساء المدافعات عن حرية وحقوق المرأة يعملن كمجاهدات وسط شروط مجحفة على كافة الاصعدة, أمام العادات والتقاليد, وحتى بين اوساط المثقفين (الغالب منهم) الذين قابلوا اعمال تلك النساء بالسخرية والاستخفاف, ولعل اسماء كثيرة منهم في الحاضر والماضي لاتزال تشهد على تجربتهن حنان نجمة, ليلى الجابري, وكثيرات غيرهن. تلك الصورة المشينة والتي تدخل من باب التشويه والتشهير والظلامية, تتطلب الآن مطالبة اصحاب هذا المسلسل الدرامي بالاعتذار علانية عما قدم في الحلقة الاخيرة من عرض تلك اللقطات الاخيرة لنهاية القوادة, او حتى أن تتحرك الجمعيات النسائية والهيئات المهتمة بشؤون الاسرة والمجتمع للمطالبة بتقديم هذا الاعتذار وذلك ليس من باب التعصب للافكار ولا حتى المس بحرية الرأي الآخر ولكن من باب الشرف والأمانة,واحترام الرأي الآخر والقبول به, وعدم استخدام الاعلام المرئي لبث المسموم والدعوة الى الماضوية والتي نحن الآن واكثر من أي وقت مضى بحاجة لمحاربتها, لأننا لانحتاج الى المزيد من العقول خلف القضبان?! |
|