|
مجتمع وعرّجت الباحثة على العلاقة الحميمة بين الطفل ووالديه وتحديداً في السنوات الأولى من عمره، حيث يعتمد الطفل اعتماداً كاملاً على اشباع حاجاته عن طريق أبويه ، الأب والأم ، وأيضاً أكدت أن التربية هي فن إعداد الطفل للحياة ، فن لأنها ممارسة عملية ولكن الفنون جميعاً تقوم على أسس علمية لذلك فإن التربية هي فن وعلم مادام الهدف هو إعداد الطفل للحياة، لذلك يجب على الأبوين أن يعملا على تحقيق استقلال الطفل للحياة، لذلك يجب على الأبوين أن يعملا على تحقيق استقلال الطفل عنهما بالتدريج . بيّنت المحاضرة أن الطفل مزود بمجموعة من الحاجات مثل الحاجة للطعام والدفء والحنان ومن هذه الحاجات حاجتان أساسيتان تبدوان متناقضتين ، ولكنهما تتكاملان وتعملان معاً وهما الحاجة للأمن وفي الوقت ذاته الحاجة إلى المخاطرة لأن الحاجة إليهما ترتبط بالحاجة لإثبات الذات مثال ذلك الطفل في سن الخامسة يحب اللعب مع أقرانه لكنه يحرص دائما على عدم الابتعاد عن المنزل، هنا تعمل الحاجتان معاً وأضافت زهنون أن بعض الآباء والأمهات على وجه الخصوص يجدون لذة غامضة لأن أولادهم يعتمدون عليهما تماماً وهذا الاعتماد الكلي يؤدي إلى العجز والتردد الكثير جداً، وهو من الصفات الشخصية غير السوية لأنهما تعود ا أن يجدا من يفكر ويتخذ القرارات بدلاً منهما بالتالي تحرير الطفل من الاعتماد على الأبوين يكون تدريجياً، لكن يجب عدم التآخر في تعويد الطفل على تناول طعامه بنفسه ،وفي ارتداء ملابسه ، والمحافظة على أدواته ولعبه ومن المهم جداً أن يعرف الأبوان أنه في كل تعامل مع الطفل يتخلص الأباء من انفعالاتهم مثل انفعالات الخوف والغضب بل وحتى انفعالات الفرح الشديد. المحاولة والخطأ وأشارت الباحثة أن هناك من رجال التربية من يدعو إلى ترك الأبناء يتعلمون كل شيء من خلال طريقة التعلم المعروفة باسم المحاولة والخطأ ومعنى هذا يرفع الآباء أيديهم عن الأبناء في سن مناسبة ليمارس الأبناء بأنفسهم كل مايتعلق بحياتهم سواء كانت شخصية أو غير ذلك، لكن الاستقلال الذي توفره هذه التربية مبالغ فيه وخطر على حياة الطفل وصحته والأجدر هنا أن نوفق بين ماتدعو إليه التربية الطبيعية وبين الالتزام الذي يتصف به بعض الآباء الذين يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في شؤون أبنائهم ، وأيضاً ، هناك بعض علماء التربية أكدوا أنّ الجزاء بنوعيه الثواب والعقاب يؤدي دوراً هاماً في تربية الطفل والآباء يلجؤون للعقاب أكثر من الثواب مع أن الثواب يعد حافزاً إيجابياً في كثير من المواقف ، بينما العقاب يعد حافزاً سلبياً وفي كل الأحوال يجب أن يتناسب الثواب والعقاب مع الفعل الطيب الذي قام به الطفل أو ماارتكبه من ذنب لذلك عند ايقاع العقوبة يجب أن يتجنب الأبوان الانفعال وفي الوقت نفسه عدم المساس بكرامة الطفل، وبكل مايؤدي إلى إذلاله، كما أنه يجب عدم توبيخ الابن عدة مرات على ذنب ارتكبه لأن الأبوين بهذه الطريقة يجعلان الطفل يعتاد التوبيخ ، والعادة تضعف الوجدان بمعنى أن الطفل سيقل ألمه من التوبيخ باعتياده عليه. وإذا هدد الأب ابنه بعقوبة ما في حال ارتكابه ذنباً ما، وارتكب الطفل الذنب بالفعل يكون الأب قد فقد بعضاً من احترامه وهيبته تجاه الطفل لهذا يجب أن لايلجأ الأب إلى لغة التهديد كي لاتصبح بالنسبة للطفل وهمية، وأحياناً تلجأ الأم إلى تهديد طفلها بالغول أو العفريت أو الحبس في غرفة الفئران مرات ومرات فهذا من الخطأ الكبير لأن الطفل مرة بعد مرة يعرف أنّ أمه تهدده بشيء وهمي وهذا مايشجعه على اختراق هيبتها وتنفيذ مايريده دون خوف أو حساب لأحد. |
|