|
مجتمع .وكمئات السوريين حمل معه أثمن شيء لديه وهي مهنته التي أتقن صنعها واثبت مهارته فيها وهي مهنة (الحلاونجي) أو صانع حلويات إلى جانب مهنته الأصلية وهو عامل كهرباء ...ولا اعرف مدى التقارب بين هاتين المهنتين ولكن يبدو إن البراعة والمهارة هو ما يجمع بينهما ...سرعان ما عمل في محل كان قد استأجره وسرعان ما ألف الجيران ...هو من المئات بل الآلاف من السوريين الذين ذاقوا لوعة الإرهاب وتركوا حياتهم .... وهجروا إلى مناطق أخرى أكثر أمنا وسلاما ...و معهم لقمة عيشهم ومقدار ما يؤمن لهم الحياة الكريمة مع عائلاتهم ...
تحويل القبح الى جمال وحياة إنهم السوريون إذا ما أتى الدهر عليهم فهم يزدادون قوة وشموخا لان السوري محب للحياة ويعشقها ...فمنذ بداية الأزمة بفترة استطاع العشرات من السوريين الذين فقدوا أماكن عملهم في (حوش بلاس) المجمع الصناعي للسيارات وكل ما يتعلق فيها من بيع وشراء وصيانة ..وتحولت سياراتهم إلى عناوين عمل متنقلة.. نحتوا في الصخر وحولوا البشاعة إلى جمال وإبداع .. فالجدران الصامتة لمدارس دمشق تحولت إلى لوحات تنبض بالحياة والألوان..وتحولت بأيدي فنانيها الخلاقين المواد التالفة إلى حكايات مدهشة ستبقى إلى الأبد شاهدة على إبداعهم ... وزخارف ملونة رائعة... تحمل بصمات هذا الشعب الطيب الذي أبى أن يستسلم لجهل وظلام الإرهابيين... واستمروا معيلين لأسرهم رغم كل الصعوبات التي تحيط بالبلد ..يشقون طريقهم في الحياة متسلحين بالإيمان والإرادة ..وبوصلتهم الوحيدة التي لا يحيدون عنها هو حبهم لبلدهم سورية وتمسكهم بوطنهم رافضين السفر ومغادرة البلد التي فيها لقمتهم وخبزهم وماؤهم ...وغيرهم الكثير من أصحاب المهن والحرف ... مياه النهر لا تكرر نفسها.... هم يعلمون جيدا إن الزمن لن يتوقف ....وهو كالنهر الجاري لا يقف عند حد وان المياه لا تكرر نفسها...وهم مصممون على المضي في ركاب الحياة مهما كثرت المستحيلات التي يحاول الإرهاب وضعها في وجه السوريين لقتل روح الأمل لديهم ولكن هيهات ....فالسوريون يملكون حب الحياة التي تجعلهم صامدين رغم مرور سنوات الأزمة الأربع المثقلة بالمآسي والهموم ..والأحزان ...والتي رافقت كل سوري ....وأيضا في كل نهاية عام كان يأمل السوريون أن يأتي العام الذي يليه بأفضل من سابقه على الأقل بالتخفيف من الصعوبات الحياتية التي يواجهونها ...يرحل عام وراء آخر وتزداد مسالك العيش ودروبها وعورة وصعوبة ...وبقي السوري صابرا ...صامد ا... يتحدى كل شيء بروح ملؤها الأمل والتفاؤل بغد مشرق أفضل ...وهذا العام كما أخوته ... يتكرر ذات السؤال ماذا يتمنى السوريون من العام الجديد...؟ .....هذا السؤال الروتيني كانت له دائما إجابات مختلفة حسب كل شخص بعضهم يتمنى تحقيق أمنيات خاصة وبعضهم عامة هذا كان قبل الأزمة ....أما الآن ومنذ أربع سنوات خلت من عمر الأزمة والى وقتنا الحالي كانت .. الإجابة واحدة محددة وواضحة ..لا يختلف عليها سوريان .... وهي عودة الأمان والأمن لسورية الحبيبة ...والتي بوادرها باتت تلوح بالا فق ...بفضل جيشنا البطل الذي يخوض معاركه البطولية على كامل المساحة الجغرافية السورية ...والعام الجديد هو عام انتصار...و جيشه الباسل هو من سيكتب نهاية الإرهاب ....إلى غير رجعة .... إن شاء الله ....وكل عام وسورية بألف خير ... ت: سامر سقور |
|