تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


استهداف الطفولة السورية.. قتل للطموح و المستقبل..

مجتمع
الثلاثاء30-12-2014
لقاء : فردوس دياب

من الحقوق الأساسية للإنسان وقد ميزه الله تعالى بالعقل حقه في التعليم والتعلم، فالتعليم يبدأ منذ الصغر، ويتم زرع بذوره في الأطفال، يكبر معهم شيئاً فشيئاً، وفي عصرنا هذا يتم إلحاق الأطفال بالرياض ليتم تعليمهم العديد من الأشياء، بدايات الأبجديات، بالإضافة إلى السلوكيات والتعامل، ثم يكبر الطفل و يتعلم أشياء أكثر و أكبر مما تعلمها في المرحلة السابقة، إذاً فالتعليم مرحلة تراكمية تعتمد كل مرحلة على سابقتها، لذلك يجب أن يكون أساس التعليم متينا وقوياً، حتى تكون النتائج التعليمية مثمرة إيجابية، لكن السؤال لماذا هذا الاستهداف الممنهج للطفولة السورية ؟ لماذا لا تزال المنظمات الدولية غائبة أو مغيبة في هذا الشأن ؟

استهداف ممنهج ..‏‏

الدكتور يعرب نبهان الأستاذ في كلية التربية بجامعة دمشق، وفي معرض إجابته على سؤالنا الرئيس قال: إن رغم كل هذا الاستهداف الممنهج للطفولة فإن الكثير من المحافل الدولية لا تزال تناقش حق الطفل في التعليم، رغم أنه حق مفروغ منه وبلا شروط، فالأطفال الذين يتركون مدارسهم للعمل من أجل قوت يومهم، هؤلاء من الأجدر بالحكومات ومؤسسات المجتمع المدني أن تؤمن لهم بيئة اقتصادية واجتماعية سليمة تسمح لهم بممارسة حقهم الخالص في التعليم.‏‏

وأضاف نبهان أن حق الطفل في التعليم من الحقوق التي كفلتها الأمم المتحدة كحق من حقوق الإنسان سواء كان طفلاً أم شاباً أم شيخاً، ثم إن ممارسة التعليم ليس فقط لنيل الشهادات، ولا يقتصر تأثيره على الدرجة العلمية التي يصل إليها، إنما تؤثر على شخصيته، فالله تعالى خلقه إنساناً ذا عقل، وإن لم يتعلم فإنه سيشعر بشيء من النقص، لأنه لم يخلق للأكل والشرب فقط كما الحيوانات.‏‏

وبين نبهان أن من حق الطفل أن يحظى ببيئة تربوية راقية، قبل أن تكون بيئة تعليمية راقية، فالتربية الصحيحة مفتاح التعليم القويم، بيئة يتم فيها استخدام أحدث النظريات والوسائل التربوية والتعليمية من أجل النهوض بالأطفال بكل مستوياتهم وطبقاتهم الاجتماعية، فبعض الأطفال يأتي للمدرسة كأنه لم يتلقَ كلمة حسنة في حياته أبدأ، لذلك فهذا الطفل و غيره مسؤولية التعليم و ما قبله مسؤولية التربية.‏‏

وقال نبهان إن الكثير من أطفال سورية قد تعرضوا في ظل الأزمة الراهنة إلى انتهاكات مخزية لم تحدث في التاريخ، فبالإضافة إلى تشريدهم من بيوتهم وأحيانا حرمانهم من الحنان بسبب فقدانهم لأحد من أهليهم، فإنه أيضاً تم حرمانهم من حقهم في الذهاب إلى المدرسة وتلقي العلم، ناهيك عن تعرض عدد كبير من المدارس إلى التدمير الممنهج بقصد تفشي ظاهرة الجهل، وسهولة تجنيدهم ليصبحوا مجرمين في المستقبل، لكن وبالرغم من كل الظروف القاسية فقد قامت الدولة السورية بفتح مدارس متنقلة ودعت الأهالي لإرسال أبنائهم الى المدرسة، وقامت بتهيئة الظروف المناسبة لاستمرار واستكمال العملية التربوية.‏‏

إعلان حقوق الطفل ..‏‏

وعرّف الدكتور يعرب نبهان الطفل أنه الإنسان الذي لم يتجاوز عمره الـ 18 عاماً، حيث تستمر مرحلة الطفولة عند الإنسان من ساعة ولادته وحتّى بلوغه لسن الرشد، ويجب أن يتمّ في هذه المرحلة إعطاء الطفل كامل حقوقه، من حيث حقه في الرضاعة إلى أن ينتهي ويتمّ فطامه بعد ذلك، ثمّ يكون له الحق بعد ذلك في أن يمارس هواياته ويلعب بألعابه، ثمّ بعد ذلك يحق له الذهاب إلى المدرسة كي يتعلم ويدرس ويطور من ذاته ونفسه ونحو ذلك‏‏

وبين نبهان أنه كان قد صدر إعلان عام لحقوق الطفل التي يجب أن يكفلها المجتمع من جهة والعالم من جهة أخرى، للأطفال الصغار وقد كان يتحدث هذا الإعلان بشكل عام عن توفير الحقوق الكاملة للطفل مثل: اللعب، والعيش بحرية، وسلام، وأمان، وأن ينعم في فترة طفولته بحياة تملؤها السعادة، حتّى يستطيع أن يؤسس نفسه في ظروف جيدة، وقد شدّدت هذه الاتفاقية وهذا الإعلان على أنّ جميع الأطفال في العالم لا بدّ من أن يتمّ توفير الحماية لهم، وسبل العيش الكريم من دون تمييز أو تفريق بسبب اللون أو العرق أو الجنس أو الدين .‏‏

وأضاف نبهان أن من بين الأسباب الرئيسية لإصدار هذا الإعلان وهذه الاتفاقية، معاناة جزء كبير من أطفال العالم من الفقر والإهانة، وعدم توفّر سبل العيش الكريم لهم، وقد كان يعود معظم ذلك على الحروب الكثيرة التي تعرّض لها العالم في جميع دوله، ويعود أيضًا إلى أنّ الأطفال هم الأكثر عرضةً للإيذاء في العالم، وذلك بسبب ضعفهم وعدم مقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، وتدبّر أمور حياتهم، فكان الأطفال في جميع أنحاء يعانون الأمرين بسبب تلك الأمور كلها .‏‏

اتفاقية حقوق الطفل ..‏‏

وبين نبهان أن اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل كانت قد أعلنت في العام 1989، وقد ضمت هذه الاتفاقية (54) مادة موزعة على ثلاثة أجزاء. وأشارت المادتان (28) و(29) إلى حق الطفل في التعليم وان يكون هذا التعليم موجهاً لما فيه مصلحته وفائدته، مضيفاً أن الفجوة بين النص والتطبيق تتجلى في أن 69 مليون طفل لا يزالون محرومين من الحق في التعليم الأساسي، ومعظمهم من الفتيات، كما أن الأطفال الذين تمكنوا من الالتحاق بالمدرسة يفتقرون إلى التعليم الجيد في غالب الأحيان ويتركون المدرسة من دون أن يكونوا قد اكتسبوا المهارات الأساسية للقراءة والكتابة .‏‏

ت : س . س‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية