|
متابعات سياسية « نتحمل أعباء التزامنا في أفغانستان .........نحن لن نذهب بعيداّ» وعد الجنرال جون كامبل قائد القوات الأميركية للمهام القتالية و قوة المساعدة الأمنية الدولية بأنه سيقود بعثة الناتو الجديدة و التي تبدأ من الناحية الفنية في 31 كانون الأول و كان كامبل و مسؤولين غربيين آخرين أكدوا أن الاسم الفعلي للمهام الجديدة هو «الدعم الحازم « و يهدف إلى تقديم المشورة و التدريب و مساعدة قوات الأمن الأفغانية و قالوا : مع ذلك سيكون هناك فرقة منفصلة من القوات الأميركية من خارج الناتو ستشارك في حماية القوات الأميركية و تقديم الدعم اللوجستي و أنشطة مكافحة الإرهاب «أما ردة فعل حركة طالبان على الحدث فجاء عبر بيان مطول صدر عن المتحدث باسم طالبان مؤخراً و أعلنت فيه الحركة عن سعادتها وشماتتها في المغادرة النهائية للقوة العظمى « المتعجرفة « و باعتقادها أنها ربحت الحرب ولن تفكر أبداً بالتخلي عن المعركة ، و جاء في البيان أن « انسحاب الناتو هو دليل على هزيمة القوة العظمى و التي كانت تخطط لتحويل أفغانستان إلى مستعمرة استراتيجية تابعة لها و ها هي دفعت إلى حافة الهاوية «. تجدر الإشارة إلى أن إجمالي عدد القوات الدولية في أفغانستان بلغ ذروته عام 2009 بحوالي 142000 و قد تقلصت تدريجياً إلى حوالي 17000 تحت خطة « الدعم الحازم « و قال مسؤولون بأنه سيبقى ما بين 12500إلى 13500 من قوات الناتو في عام 2015 بما في ذلك الآلاف من القوات الأميركية ، و قال الناتو أنه ستشارك 28 دولة من دول الحلف و 12 دولة شريكة بطرق مختلفة ، و قال مسؤولون أن 5500 من القوات الأميركية ستكون جزءاً من الكتيبة الثانية التي سيكون مقرها العاصمة الأفغانية كابول . و كما جرت عليه العادة كان لا بد للمسؤولين الغربيين من الإشادة بشجاعة قوات الأمن الأفغانية التي قاموا بتدريبها و التي يبلغ عددها 350000 وسط توقعات بمواصلة الأفغانيين شن معركة قوية ضد مسلحي طالبان و القاعدة من تلقاء نفسهم ، الجنرال هانز لوثار دومروز و هو مسؤول بارز في الناتو و مقره بروكسل أعلن أن القوات الأفغانية أظهرت القدرة و الإرادة و الثقة في هزيمة العدو « و كانت استطلاعات الرأي كشفت أن 88 بالمئة من الأفغان يثقون بالجيش الوطني و 72 بالمئة يثقون بالشرطة الوطنية « اليوم يبدأ فصل جديد لمنظمة حلف الناتو كشريك دائم مع الحكومة الأفغانية « قال دومروز . و الجدير بالذكر أن انسحاب الدعم القتالي الدولي يأتي في وقت تشهد فيه أفغانستان أوقاتاً عصيبة مع اختبار طالبان بقوة لإرادة الحكومة الجديدة وسط انسحاب الناتو ، منذ مطلع تشرين الثاني شنت قوات طالبان حملة إرهاب غير مسبوقة لم تشهد لها العاصمة مثيلاً و حققت بعض النقاط في مناطق عديدة و منها هلمند و هي معقل القوات البريطانية ، وبالإضافة إلى ذلك فإن الحصار القاتل في 11 كانون الأول لمدرسة الجيش في شمال غرب باكستان على يد المسلحين و أطلق العنان لموجة من الإجراءات من قبل القوات الأفغانية و الباكستانية و الأجنبية بما في ذلك ضربات الطائرات الأميركية بدون طيار في منطقة الحدود المضطربة حيث ينشط مسلحو طالبان أفغانستان و باكستان . في مطلع هذا الشهر و كردة فعل على هذه المخاوف أعلنت إدارة أوباما أنها ستبقي على ما يزيد عن 1000 جندي إضافي عما كان مخططاً له أصلاً في أفغانستان إلى ما بعد نهاية العام ، أيضاً أجري تغيير على الاتفاقية الأمنية التي طال تأجيلها و التي تم التوقيع عليها من قبل مسؤولين أفغان في أيلول و صدق عليها البرلمان في تشرين الثاني و سمح بموجبها للقوات الأميركية المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب ضد حركة طالبان و غيرهم من المسلحين و هناك مشكلة أخرى تعاني منها أفغانستان هي أنه بعد ثلاثة أشهر على تشكيل حكومة وحدة وطنية تتألف من الرئيس أشرف غاني ومنافسه الانتخابي عبد الله عبد الله عليهم الآن تشكيل حكومة رغم الفراغ القيادي في وزارتي الدفاع و الداخلية و كذلك في الشرطة و جهاز الاستخبارات , على أي حال ، فقد أعرب العديد من مسؤولي الأمن الأفغان عن مخاوف و ذلك بسبب عدم جهوزية القوات البرية الأفغانية و اعتمادها بشكل كبير على الدعم الجوي للقوات الأجنبية و خاصة الغارات الجوية و الخوف من مواجهات صعبة مع المسلحين ، لقد كان هذا العام صعباً بالنسبة للقوات الأفغانية حيث بلغ مجموع الإصابات أكثر من 5000 بين أفراد الجيش و الشرطة و تواصل معدل الخارجين من الجيش و قوات الشرطة بتسجيل معدلات عالية ، رغم ذلك يقول مسؤولون أفغان بأن الحد من الخسائر البشرية سيكون حاسماً للحفاظ على مستويات القوات الحالية . |
|