تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غش وتدليس!!

أروقة محلية
الثلاثاء 26-6 -2018
عادل عبد الله

بالرغم من الرقابة المستمرة وتنظيم الضبوط والإغلاقات، لا تزال المخالفات تعم كافة أشكال وأنواع السلع الغذائية الاستهلاكية، وخاصة أن الكثير من أصحاب المحال والتجار يستمرون

في ممارساتهم المخالفة للقوانين والأنظمة المتعلقة بصلاحية السلع ومواصفاتها من خلال قيامهم بأعمال الغش في المواد الغذائية وغير الغذائية وتزوير فترة الصلاحية للمنتجات أو تقليدها بالغش بفن وإتقان.‏

انتشرت في الفترة الأخيرة اللحوم الفاسدة، حيث باتت الأسواق تحوي نوعيات غير جيدة منها، ومجهولة المصدر، وأصبحت خطراً على متناوليها، كما برزت ظاهرة نقل اللحوم بشكل عشوائي عبر شاحنات وآليات مكشوفة وغير مبردة ما يجعلها عرضة للتلوث.‏

كثيراً ما تقوم بعض المحال بتحضير اللحوم بأنواعها الحمراء والبيضاء مسبقاً بقصد الغش والتدليس في المادة، وهذا مخالف للصحة العامة وتعليمات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حيث يتم التحضير من خلال إضافة التوابل والمنكهات المختلفة لكي تطغى على رائحة تلك اللحوم الفاسدة، كما يتم خلط أنواع منها أو خلط النوع القديم بالجديد دون أي مساءلة أو رادع ضمير.‏

ليست المسألة فيما تسجله وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك يومياً من حالات ضبط لشحنات سلع فاسدة ومخالفات شتى في الأسواق، والتي يتم بيعها على البسطات المكشوفة، وكذلك كشف حالات الغش في اللحوم والفروج بكميات كبيرة في العديد من المحال والمستودعات وضبط أطنان منها غير الصالحة للاستهلاك البشري، وليس آخرها ما تمت مصادرته من الكميات الكبيرة من لحوم الفروج الفاسدة في منطقة قدسيا والتي كانت معدة للبيع خلال عيد الفطر.‏

المسألة فيما نحتاجه على أرض الواقع من إجراءات قانونية وعقوبات رادعة بحق المخالفين، وليس تسطير الضبوط والعقوبات التي قد لا تكون رادعاً للمخالفين الذين امتهنوا الغش والتدليس، ووضع قائمة سوداء للمحال والمطاعم ومنافذ البيع المختلفة التي تبيع وتروج السلع الفاسدة، ومنع تهريب اللحوم من البلدان المجاورة ووصولها إلى المستهلك، والحاجة لعناصر كافية من مراقبي التموين لكشف التجاوزات والخلل دون أي انتقائية في المحال والأسواق، لكشف حالات الغش والتبليغ عنها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية