تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أميركا تدرب الإرهابيين في 19 موقعاً وتمدهم بالسلاح والذخيرة.. الجعفري: السوريون لن يتوانوا عن دحر الإرهاب والاحتلال عن كل شبر من أراضيهم

نيويورك
سانا
صفحة أولى
الثلاثاء 26-6-2018
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن بعض الدول تمارس العدوان العسكري المباشر وتحتل أراضي الغير بالقوة وتصف العدوان والاحتلال بالحرب على الإرهاب

لافتا إلى أن سورية ستحرر كل شبر من أراضيها المحتلة.‏

وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الامن الدولي أمس: هناك أزمات تجتاح عالمنا منذ عقود بفعل سياسات حكومات بعض الدول ممن تملك القوة العسكرية والاقتصادية بأنها تملك القدرة على توظيف عمل المنظمة الدولية خدمة لمصالحها وتقرير مصائر شعوب العالم واحتكار وسرقة ثرواتها حتى وصل الامر بها إلى تبني سياسة اصطناع الازمات والحروب وإدارتها بما يخدم تنفيذ أطماع وأجندات تشكل التهديد الرئيسي للسلم والامن الدوليين.‏

وبين الجعفري أن هذه القوى تتحدى اليوم الارادة الجماعية للمجتمع الدولي وتشوه ميثاق الامم المتحدة وتتلاعب بأحكام القانون الدولي لتبرير سياساتها تلك فتمارس العدوان العسكري المباشر وتحتل أراضي الغير بالقوة ثم تصف كلاً من العدوان والاحتلال بالحرب على الإرهاب، وتدعم استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية ثم تصفه بالحق التاريخي حتى لو كان تزويرا للتاريخ، وتدعم الإرهاب ثم تصفه بالثورة الدموية المعتدلة والربيع الملون، لكنها في الوقت نفسه تقمع حق الشعوب في مقاومة الاحتلال والعدوان وتصف هذا الحق بالإرهاب وتتحالف مع أعتى الديكتاتوريات الوهابية المصدر الرئيسي للإرهاب في العالم.‏

وأكد الجعفري أن سورية تؤمن بأن سبب النزاعات في الشرق الاوسط كان ولا يزال الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية بما فيها الجولان السوري المحتل وليس نتيجة ما يحاول البعض الترويج له، مشيرا إلى ان أي محاولات لاصطناع أزمات جديدة لإنقاذ اسرائيل عبر تصفية الحقوق الفلسطينية والعربية من خلال طرح صفقات استلابية لصوصية تخالف قرارات الشرعية الدولية فانها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الازمات واستمرار النزاعات وتصاعد التهديدات للسلم والامن الاقليميين والدوليين.‏

وأوضح الجعفري أن سورية عانت خلال السنوات الثماني الماضية من حرب إرهابية عاتية تورطت في دعمها وتمويلها وتأجيجها حكومات دول بعينها وسخرت لها مليارات الدولارات وأنشأت ومولت مجموعات إرهابية تبنت شعارات متطرفة غريبة عن المجتمع السوري، ثم عملت هذه الحكومات على اجتذاب الشباب من أنحاء العالم بعد أن تلاعبت بعقولهم وجندتهم مقاتلين إرهابيين أجانب وأرسلتهم إلى سورية والعراق، وتورطت في هذه العملية حكومات وأجهزة استخبارات في دول عربية واقليمية وغربية سهلت سفر الآلاف من هؤلاء المتطرفين عبر أراضيها إلى دول الجوار وتحديدا عبر تركيا.‏

ولفت الجعفري إلى أن حكومات بعض الدول غضت الطرف عن توجه هؤلاء الإرهابيين الاجانب إلى سورية حتى أصبح الآلاف منهم يشكلون اليوم أزمة عالمية تهدد الجميع دون استثناء وباتت تعرف بظاهرة المقاتلين الإرهابيين الاجانب وخطر عودتهم من البلاد التي أتوا منها، مبينا أنه رغم كل ذلك فإن الولايات المتحدة لا تزال حتى يومنا هذا تدرب الإرهابيين في 19 موقعا تحتلها داخل سورية بما في ذلك منطقة التنف ومخيم الركبان الواقعان على المثلث الحدودي السوري الاردني العراقي وتمدهم بالسلاح والذخيرة والوقود والمواد الغذائية وغيرها من الامدادات اللازمة من 22 قاعدة عسكرية أمريكية خارج سورية، وتقدم التسهيلات اللازمة لتنظيم داعش الإرهابي لمواصلة شن هجماته ضد قوات الجيش العربي السوري.‏

وشدد الجعفري على أن هذه الحكومات تستمر في تسييس ملف المساعدات الانسانية في سورية وفي سعيها للهيمنة على آليات العمل الاممي وفي تسخير هذه الآليات من أجل تزوير المعلومات وفبركة الادلة والتلاعب بالتقارير حول حوادث استخدام الاسلحة الكيميائية في سورية موضحا ان هذه التقارير استندت بشكل وحيد إلى معلومات كاذبة مقدمة مما يعرف بمنظمة (الخوذ البيضاء) الذراع التضليلي لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي وكل ذلك بقصد تشويه موقف الحكومة السورية وابتزازها وحلفائها في حربهم التي يخوضونها على الإرهاب نيابة عن العالم بأسره.‏

وجدد الجعفري التأكيد على أن الحكومة السورية لم ولن تستخدم أي مواد كيميائية سامة لا تمتلكها أصلا بعد أن تم تدميرها على متن سفن أمريكية في البحر المتوسط وذلك بعلم مجلس الامن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأن المجموعات الإرهابية المسلحة هي من تستخدم هذه المواد بعد أن تنتجها بمعدات متطورة مصدرها بعض الدول الغربية، مبينا أنه سيتم في القريب العاجل تقديم الادلة الكاملة حول مصدر هذه المعدات إلى الاجهزة الاممية المختصة اضافة إلى 147 رسالة أخرى تم توزيعها على أعضاء مجلس الامن وهي كلها ذات صلة باستخدام الإرهابيين في سورية للاسلحة الكيميائية.‏

وأوضح الجعفري ان بيانات وفود الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مجلس الامن تهدف للتعمية على جرائم سياسات حكومات هذه الدول العدوانية والاحتلالية فهذه الدول نفسها هي السبب الرئيسي لمشكلات المنطقة سواء من خلال محاولتها تبني سياساتها الاستعمارية القديمة ودعمها لسياسات اسرائيل المتطرفة العدوانية أو من خلال محاولاتها المستمرة للتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أو من خلال دعمها للجماعات الإرهابية المسلحة وفي رفض ادراج هذه الجماعات على قوائم مجلس الامن للكيانات الإرهابية.‏

وأكد الجعفري ان السوريين الذين آمنوا بوطنهم وباستقلال قرارهم وقاوموا الإرهاب وشروره ودحروه عن أجزاء كبيرة من وطنهم لن يتوانوا في مسعاهم لتحقيق هذا الهدف حتى يدحروا الإرهاب والاحتلال عن كل شبر من سورية.‏

وفي رده على كلمة مندوب النظام التركي قال الجعفري: مندوب تركيا يقول: ان بلاده حاربت الإرهاب في شمال سورية وحررت نحو اربعة آلاف كيلومتر مربع وأذكره هنا بأن أبسط قواعد القانون الدولي تحتم على حكومته أن تنسق وتتعاون في حال كانت نواياها سليمة مع الحكومة السورية لمكافحة الإرهاب ولا يجوز من ناحية القانون الدولي أن تقوم دولة بالتوغل داخل أراضي دولة أخرى دون طلب من حكومة هذه الدولة، والقوات العسكرية التركية دخلت إلى سورية من دون موافقة او طلب من الحكومة السورية.‏

وأكد الجعفري ان الحكومة التركية هي السبب الرئيسي للإرهاب الذي انتشر في سورية وخاصة في المنطقة الشمالية من خلال تسهيل دخول وعبور وتمويل وتدريب الإرهابيين الذين تم استقدامهم من مختلف الدول بعلم الحكومة التركية والاستخبارات التركية، ما يثبت ان تركيا هي جزء من الازمة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة كلها شأنها في ذلك شأن إسرائيل، مشددا على أن سورية ستحارب الإرهاب وداعميه فوق أي بقعة من أراضيها وستحرر كل أراضيها المحتلة سواء من قبل اسرائيل أو من قبل تركيا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية