|
شؤون سياسية لقد شملت جولة لافروف سورية واسرائيل ومناطق الحكم الذاتي الفلسطيني. وفي جميع هذه المحطات يشعر المرء المتابع بأن لافروف كان بحق راعيا للسلام العادل والشامل الذي تفتقده هذه المنطقة الأكثر توترا وأقل أمنا من أي مكان آخر في العالم. لقد كانت دمشق أول محطات وزير الدبلوماسية الروسية وفيها وجدكما أي زائر أجنبي يريد الخير والسلام لشعوب هذه المنطقة, الحضن الدافئ والصادق واليد الممدودة للسلام والصداقة ولمس هذه المشاعر خلال لقاءاته مع المسؤولين السوريين وخاصة لقاءه ومباحثاته مع السيد الرئيس بشار الأسد الذي أكد على عمق أواصر الصداقة بين البلدين والشعبين الروسي والسوري وتقدير سورية العالي للجهود الروسية المبذولة لاستئناف عملية السلام وحرصها على العلاقات الثنائية ذات الطبيعة التاريخية المميزة, فالعلاقات بين سورية وروسيا - كما قال لافروف- تتطور بدينامية جيدة وتتوافر لها امكانات إضافية لتنميتها. وذكر لافروف بزيارتي السيد الرئيس بشار الأسد إلى موسكو عامي 2005-2006 اللتين وقع خلالهما الجانبان السوري والروسي على البيان المشترك الذي شكل أرضية متينة لمواصلة تعميق الصداقة والتعاون بين البلدين الصديقين. مضيفا تأكيده على أهمية القضايا المطروحة في المنطقة خصوصا ما يتعلق منها بالعراق ولبنان والأراضي الفلسطينية التي كان هناك اتفاق حولها, انعكست في نتائج الزيارتين التي أكدت مجددا العلاقة الجيدة والمتطورة والتنسيق المستمر والناجح بين البلدين وانعكست أيضا في ارتفاع جحم التعاون الاقتصادي والتجاري من نصف مليار دولار إلى مليار دولار حاليا. وفي توسيع مجالات بناء المنشآت الانتاجية حيث تقوم بعض الشركات الروسية اليوم بالتخطيط لانجاز أعمال بناء ثاني مصنع لتكرير الغاز في سورية بحلول عام 2010 وستبلغ طاقة المصنع الانتاجية السنوية لتكرير خام الغاز 1.3 مليار متر مكعب في السنة. وتقوم الشركات الروسية الآن ببناء مصنع آخر لتكرير الغاز, ومن المتوقع بدء تشغيله في كانون الثاني عام 2009 وستبلغ الطاقة الانتاجية للمصنع 2.5 مليار متر مكعب من الغاز. لقد عبر لافروف عن ارتياحه الكبير لنتائج المباحثات التي أجراها مع السيد الرئيس بشار الأسد, وقال : ان سورية شريكنا التقليدي ونحن مرتاحون للغاية بأن كل ما تم الاتفاق عليه يتم تنفيذه بشكل مطرد وكامل. وما أضفى اهمية خاصةلزيارة لافروف, انها جاءت عشية انعقاد القمة العربية في دمشق, التي عبر ضيف سورية عن أمله بأن تتخذ قرارات من أجل استعادة التضامن العربي ومن أجل حل جميع المشكلات العالقة في المنطقة. مؤكدا بأن أنسب طريق لحل المشكلات في المنطقة هو العمل العربي المشترك متمنيا أن تعمل القمة العربية في هذا الاتجاه وأبدى لافروف دعم بلاده للجهود التي تبذلها سورية حاليا على هذا الصعيد وتمنى على العرب جميعا المشاركة في هذه القمة, إن حرص روسيا على نجاح القمة وتأييدها لقضايا العرب العادلة والسلام العادل يثبت مرة أخرى بأن روسيا ورثت عن الاتحاد السوفييتي الذي كان الصديق لجميع الشعوب المكافحة من أجل حريتها واستقلالها وكرامتها روحية مضمون الوقوف الى جانب الحقوق العادلة للشعوب المناضلة لكي يعم السلام ليس فقط في الشرق الأوسط بل وفي العالم أجمع وسورية العربية التي كانت دائما حريصة على علاقات الصداقة والأخوة مع الشعب الروسي تدرك بأن لروسيا مواقفها المؤيدة والداعمة لحقوقنا المشروعة ودورا مفصليا في نقل المنطقة من مناخ الحروب والقتل إلى السلام الشامل الذي تحتاجه شعوب المنطقة وشعوب العالم دون استثناء ولهذا فقد أبدت سورية ترحيبها وتأييدها لدعوة روسيا لعقد مؤتمر موسكو الخاص بالشرق الأوسط على خلاف حكام اسرائيل الذين رفضوا عقدمثل هذا المؤتمر تحت ذريعة انه ليس له معنى في المرحلة الراهنة- كما قال ايهود اولمرت لافروف أثناء اللقاء معه. لقد كان لافروف واضحا في تحديده لعوامل إعاقة سير العملية السلمية فانتقد بشده الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية ودعا اسرائيل إلى وقفه فوراً وكذلك طالب اسرائيل برفع الحصار الجائر وغير المقبول الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة وفي نفس الوقت جدد لافروف سعي بلاده الدائم للتوصل إلى تسوية شاملة وعلى جميع المسارات بما فيها المسار السوري استنادا الى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ومؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية وأبد وزير الخارجية الروسي ضرورة إعادة الوحدة الفلسطينية وايجاد حل للقضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة, معتبرا استعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين وفق قرارات الشرعية الدولية شرطا رئيسيا لانجاح مساعي السلام في الشرق الاوسط ولهذا فان روسيا ستبقى داعما دائما للقضايا العربية وبالتحديد قضية فلسطين. لاشك ان زيارة لافروف للمنطقة ولقاءاته فيها مع الأطراف المعنية بعملية السلام ستبقى نقطة مضيئة في عالم تعمل واشنطن وحليفها الاسرائيلي فيه كل ما من شأنه ان يبقى مظلما ملطخا بدماء الأبرياء من شعوبنا التواقة للسلام والحرية. |
|