تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سفير المملكة المغربية في دمشق ل (الثورة): قمة دمشق.. قمة الآمال والطموحات

شؤون سياسية
الثلاثاء 25/3/2008
ناديا دمياطي -عائدة عم علي

تكتسب القمة العربية الدورية التي ستعقد في دمشق في 29/30 آذار الجاري أهمية بالغة ومتميزة وسط مخاطر تهدد الأمة العربية كلها.

وتطمح الشعوب العربية من قمة دمشق أن تفعل التضامن العربي والعمل المشترك لدرء مخاطر وصلت إلى تنفيذ المحارق بالشعب العربي الفلسطيني المقاوم‏

وإلى تهديدات مستمرة للمقاومة اللبنانية ولكل من يحمي هذه المقاومة ويقف في صف الحق العربي المشروع في استرجاع الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل في عدوان عام .1967‏

الثورة تتابع لقاءاتها مع السفراء العرب في دمشق للحديث عن هذه القمة العربية المفصلية حيث التقت سعادة سفير المملكة المغربية بدمشق السيد عبد الوهاب بلوقي.‏

نتمسك بالسلام العادل كخيار استراتيجي‏

* العلاقات المغربية -السورية لطالما كانت أخوية وتاريخية ومتجددة لكونها الجسر الذي يربط الشرق العربي بمغربه, ما آفاق هذه العلاقات وخاصة الاقتصادية?‏

** الحمد لله العلاقات المغربية السورية ممتازة وعميقة وراسخة في التاريخ, لكن فيما يخص الجانب الاقتصادي والتجاري, يجب تعزيزها أكثر, وسوف تجتمع اللجنة التجارية المغربية السورية قريباً للارتقاء بالتعاون في هذا المجال واستكشاف ميادين أخرى لتفعيل التعاون فيها.‏

الإطار القانوني الذي ينظم العلاقات الثنائية متوافر, لكن تفعيله لا يرقى لمستوى طموحات الطرفين, يجب العمل أكثر في هذا الخصوص وتكثيف تبادل زيارات رجال وسيدات الأعمال الفاعلين الاقتصاديين لكلا البلدين.‏

* قمة دمشق ستكون قمة للقضية الفلسطينية عن جدارة, كيف يمكن للعمل العربي المشترك والتضامن صيانة القضية المصيرية للأمة العربية?‏

** بالفعل من أهم المواضيع التي ستناقشها القمة هي القضية الفلسطينية, التي تجتاز ظروفاً عصيبة جداً, لكن رغم الاعتداءات الإسرائيلية والتحديات الجسام التي تواجهها هذه القضية المصيرية يجب أن نبقى متمسكين بالسلام العادل كخيار استراتيجي, يتم تحقيقه عبر مفاوضات بناءة وجادة وبنية سليمة.‏

بعد التنديد والشجب والاستنكار لما يتعرض له الشعب الفلسطيني الصامد, يجب العمل على ضرورة معالجة الوضع الفلسطيني في اتجاه وحدة الشعب الفلسطيني والأراضي الفلسطينية.‏

إن المصالحة الوطنية الفلسطينية هي الشرط الأساسي لإنجاح الجهود العربية في معالجة القضية الفلسطينية.‏

كما يجب الاستمرار في التشاور مع القوى الفاعلة في العالم حول سبل تنفيذ مبادرة السلام العربية البناءة كأساس معقول للتفاوض والبحث عن حل متوازن وعادل للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف, عبر مفاوضات سلام بناءة تمهد السبيل لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, في أقرب الآجال.‏

إن عملية السلام يجب أن تكون مبنية على مرتكزات ثابتة وخاضعة لجدول زمني محدد لبحث القضايات الجوهرية المدرجة في مرحلة الحل النهائي وفي صميمها قضية القدس الشريف.‏

ويجب أيضاً على عملية السلام أن تنطلق على جميع المسارات بهدف تحقيق سلام شامل وعادل ودائم, عبر مفاوضات جادة من أجل بناء نظام إقليمي ينعم بالاستقرار والأمن والسلام.‏

* تضامناً مع غزة و استنكاراً للمجازر الصهيونية والشارع العربي يطالب قادته بالتحرك لمساعدة الشعب الفلسطيني, ما أدوات هذه المساعدة في القمة العربية القادمة?‏

** أظن, كما قلت, إن المساعدة يجب أن تركز أولاً على رص الصفوف الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية, والحفاظ على استمراريتها بضمانات عربية.‏

ونظراً لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار جائر وأعمال فظيعة من طرف قوات الاحتلال الإسرائىلي التي تستهدف المدنيين الأبرياء وخاصة النساء والأطفال وكذا البنية التحتية والثروات والاقتصاد, يجب وضع برنامج استعجالي للمساعدة الإنسانية يستجيب للحاجيات الملحة وانتظارات الفلسطينيين الاشقاء وكذا برنامج عام لإعادة الإعمار مرفق بإجراءات اقتصادية واجتماعية قوية.‏

لكن كلنا نعلم أن تحقيق التسوية السياسية للقضية الفلسطينية في إطار احترام ثوابتنا والشرعية الدولية هي أكبر مساعدة نقدمها للفلسطينيين الأشقاء وللعرب جميعاً والمنطقة.‏

* هل ستتمكن قمة دمشق من رأب الصدع في الصف العربي?‏

** نأمل بأن تتمكن قمة دمشق من رأب الصدع في الصف العربي وأن تفتح آمالاً لعمل عربي مشترك مبني على آمال الأمة العربية وتطلعاتها المشروعة.‏

إن القمة تنعقد في ظروف إقليمية ودولية جد دقيقة والأمة العربية تواجه تحديات جساماً ومخاطر تهدد استقرارها وتطورها وأمنها.‏

جميع الدول العربية مستهدفة, ويجب إذاً اتخاذ مواقف مشتركة وشجاعة لحماية حقوقنا المشروعة وكذا لمعالجة المعضلات الحقيقية للشعوب العربية المتمثلة في الديمقراطية والتنمية والكرامة وترسيخ المواطنة الكاملة والأمن الجماعي والاندماج الاقتصادي والحفاظ على الهوية العربية المنفتحة على الثقافات والحضارات الأخرى.‏

ولمواجهة التحديات الكبرى, ينبغي مواصلة التشاور والالتزام بالحوار البناء وإرادة التوافق الإيجابي وتحكيم النظرة الواقعية والمستقبلية وتسوية المشكلات المفتعلة التي تعوق العمل العربي المشترك.‏

وأود أن أشيد بالجهود الحثيثة التي تبذلها الجمهورية العربية السورية الشقيقة, قيادة وحكومة ووزارة الخارجية وكل السلطات المختصة, لتوفير الظروف الملائمة لإنجاح هذه القمة وجعلها قمة تآخ ووئام وتضامن وسلام.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية