تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل الشحوم سيئة فعلاً ?!

عن لوموند
كل جديد
الأحد 24/8/2008
ترجمة : سراب الأسمر

تعتبر الشحوم مسؤولة عن مشكلاتنا الصحية كما أنها تشوه المظهر . من الصحيح أن زيادة الوزن والسمنة أصبحا الهم الأكبر على الصحة العامة في العديد من الدول.

لكن إن كانت الشحوم تشكل مشكلة ,إلا أن لها جوانب إيجابية كبرى .لأنها تشكل مع البروتينات والسكاكر المكون الثالث الضروري واللازم للمادة الحية .فلا حياة دون شحوم .بالنسبة للعديد من أنواع الحيوانات ,يعتبر تخزين الشحوم لديها ضرورة حيوية لتتمكن من العيش في البرد أو للتتمكن من‏

العيش فترات طويلة دون طعام .الإنسان أيضا بحث طويلا عن أطعمة تحوي على أكبر قدر من الحريرات والأكثر قابلية لتخزين الطاقة لكن أسلافنا - ماقبل التاريخ ما كانوا يستطيعون الاستغناء وسطيا عن 25% من الشحوم في شحنتهم الحرارية اليومية . تشكل الشحوم لدى البالغ وسطيا نسبة 15%- 20 %من وزنه .‏

أول فائدة للشحوم هو القدرة على تشكيل فقاعات في المحاليل المائية ,وبفضل هذه الخاصية توجد الخلايا ,التي ما هي إلا نوعا من فقاعات الكوليسترول .الغشاء البلاسمي الذي يفصل داخل الخلية عن خارجها هو عبارة عن طبقة شحمية ,هذه الطبقة لينة ,كتيمة وطيعة تستقبل داخلها الكثير من البروتينات التي يمكن أن تشكل أقنية تتيح دخول وخروج مختلف اشكال الجزيئات والبروتينات وتتيح للخلية التعريف عن هويتها. الفائدة الأخرى للشحوم هي أنها مستودع للطاقة . فللشحوم فائدة حرارية فائقة ,وهي قادرة على تخزين ذاتها في البدن دون حدود تقريبا .‏

الشحوم الغذائية الاكثر شيوعا هي الشحوم الثلاثية حيث تشكل نسبتها 59% وهي مكونة من ثلاثة أنواع من الحموض الدسمة ,البعض منها تعتبر أساسية لأن الجسد لا يستطيع صناعتها أشهر هذه الشحوم هي الكوليسترول التي طالما اتهمت -جزئيا خطأ -أنها تسبب الامراض القلبية العرقية .حيث يتركب ثلاثة ارباع الكوليسترول في الكبد وربعه سببه الطعام . نخاع العجل وصفار البيض غنية بالكوليسترول بينما لحم الدجاج والبقر والسمك تحمل القليل منه وهو هام لوجود فيتامين د3وغيرها وكذلك لأغشية الخلايا .‏

نحن نعلم اليوم أن جرعة سيئة كبيرة أو صغيرة -من الكوليسترول قد تكون ذات نتائج خطرة .كما نعلم بوجود ما يسمى -خلافا للأصول - الكوليسترول »الجيد والسيىء « .في كلا الحالتين الكوليسترول هو الأمر المتغير هو وسيلة الانتقال التي تساعده على تغيير مكانه ,لأنه غير قابل للذوبان في المحلول المائي إذ يحتاج إلى وسيلة نقل متلائمة يطلق عليها ليبوبروتين (بروتين شحمي ) ,الذي يوجد بأربعة أشكال ,نميزهم من أوزانهم فهناك الليبوبروتين الكثيف‏

HDL ويشكل شاحنات القمامة مهمته جمع الكوليسترول غير المفيد ونقله لإتلافه في الكبد, ,هذا ما يطلق عليه الكوليسترول الجيد . من المهم وجود نسبة جيدة من ال HDL في الدم لأن ذلك يقلل من العصاد (وهو الترسب الدهني وتكاثر خلايا النسيج الليفي في الجدران الداخلية للشرايين ).‏

الناقل الثاني للكوليسترول هو الليبوبروتين ذو الكثافة المنخفضة LDL وهو بمثابة مكتب نقل للتسليم ,مهمته نقل الكوليسترول المصنع في الكبد إلى جميع أنحاء الجسم ,غالبا يقوم بتفويت حمولته في الشرايين مما يؤدي إلى تشكيل صفائح مما يعيق حركة الدورة الدموية .إذا كان هذا النوع من الكوليسترول السيىء نسبته قليلة فلا بأس .‏

أما الناقلين الأخيرين للكولوليسترول فهما يسترجعا الشحوم القادمة من الغذاء في الأمعاء ليحملاه إلى أعضاء أخرى ويطلق على هذه ليبورتين ذو الكثافة المنخفضة جدا VLDL‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية