تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اللغة الهوية

رؤية
الأحد 24/8/2008
محمد قاسم الخليل

نؤكد في كثير من المناسبات , ولاسيما في الندوات والمؤتمرات المتخصصة أن اللغة العربية الفصحى هي هويتنا وعنوان وجودنا, ويبدو الاهتمام باللغة في الوقت الراهن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى, لأننا نعيش اليوم في عصر تدفق المعلومات ,واللغة هي وعاء المعرفة وحاضنة العلوم والبحوث.

يحدث هذا والجيل عنها يبتعد شيئاً فشيئاً بفعل العولمة والاتجاه نحو تقليد الآخر في لغته وسلوكه.‏

وكانت سورية ولاتزال تسعى للمحافظة على اللغة العربية قولاً وعملاً ودعوة نابعة من الأعماق, لانريد أن ندخل في تفاصيل التراث فهو معروف, ولكن يمكن أن نشير إلى إنشاء مجمع اللغة العربية في بداية القرن العشرين ليكون أول مجمع من نوعه في الأقطار العربية, كما نشير إلى تطبيق التعليم باللغة العربية, وجعل اللغة العربية مادة رئيسية في جميع المراحل التعليمية بما فيها مراحل التعليم الجامعي.‏

وفي إطار الجهود السورية الفعالة في تعزيز دور اللغة العربية على المستوى العربي, تأتي استضافة دمشق لاجتماع خبراء مشروع النهوض باللغة العربية, والتوجه نحو مجتمع المعرفة الذي اعتمدته قمة دمشق.‏

وهو مشروع- كما جاء في الاجتماع- يهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية باعتبارها المعبر عن وجودنا وكياننا ووعاء المعرفة, وسبيلنا إلى التقدم.‏

ونشير بهذه المناسبة إلى جهود سورية في مجال تمكين اللغة العربية بين أبناء الجيل, وإزاحة الغريب من الأقوال والأسماء عن الأماكن في المدن, وقد تكون التجربة السورية خطوة مفيدة إذا رغب الأشقاء العرب في الاستفادة منها.‏

وتبقى لغتنا الفصحى هي الرابطة الوحيدة الآن التي تجمع بين مشرق الوطن العربي ومغربه, بعد أن تقطعت أواصر الوحدة بحدود رسمها الآخرون وعملوا على تكريسها في الماضي والحاضر.‏

ونجد في اجتماع خبراء النهوض بالعربية بارقة أمل جديدة نتمنى لها النجاح.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية