|
أبجد هوز الزوجة ترى أن زوجها يزداد ضعفا وهزالاً, وأن الله الذي خلق الداء قد خلق له الدواء وإنه أي الزوج إذا برك لا سمح الله فلن يجدوا من يدق بابهم بربطة خبز. الزوج يرى أنه ليس له قدرة الحكما وما يتطلبه ذلك من تحاليل وأدوية وسواها, وأنهى الحديث بأن الله وحده الشافي والمعافي وعليه الاتكال, لكن الزوجة حسمت الأمر بأن عليه الذهاب برفقتها إلى الطبيب. بعد أن فحصه الدكتور جيداً واستمع إلى نبضات قلبه وأخذ حرارته وبحلق في لسانه وحلقه وجفنيه وقاس ضغطه, تعلقت عيون الزوج والزوجة بوجه الطبيب كالماثل أمام القاضي وهو يهم بالنطق بالحكم. قال الطبيب: معك ضعف عام, وسأكتب لك بعض الفيتامينات والمقويات صحيح أن ثمنها مرتفع بعض الشيء لكنها ضرورية لك, ويلزمك تناول اللحم الأحمر والفروج والسمك والخضار إضافة إلى اللبن والحليب والبيض والإكثار ما استطعت من الفواكه وإلا فالدواء وحده لا يفيد. نظر الزوج إلى الطبيب وقال بسخرية مريرة: يا حكيم أنا لو كنت بقدر اشتري كل هدول..ما كنت شفتني عندك, ثم غادر وزوجته العيادة. في الطريق لم يفتح أحد فمه بحرف واحد, وحين وصلا إلى البيت وجلس كل في مكانه, قال الزوج بعد صمت طويل: مبسوطة? يعني الخمسميي كانت عايمي على قلبك?, أطرقت الزوجة رأسها فعاد يسألها: ليش ما عم تردي? رفعت الزوجة رأسها وإذ بدمعتين كبيرتين على خديها اقترب الرجل منها وقال بحنان: لا تبكي يا مرا يلعن أبو الخمسميي ويلعن أبو المصاري. والله دمعتك أغلى عندي من الدنيا كلياتها, تمتمت الزوجة بكلام غير مفهوم, لكنها كانت تريد أن تقول ما فحواه: إن الدمعة هي الراحة الوحيدة التي تحصل عليها بالمجان..ثم فاضت عينا كل منهما بالدموع. |
|