تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يوم في حياة سمايل!!

فضائيات
الأحد 24/8/2008
آنا خضر

لو رافقنا شاشة سمايل تي في يوم كامل,ما الذي سنعيشه خلاله?سنرى كيف تبذل جهدها لتكريس الفن الهابط,من خلال بثها للأغنيات الفاقدة لأبسط قواعد الفن!لاكلمات,لاموسيقا,لا ألحان...انها تبث خواء فكريا يجد طريقه للعبور الى عقول شبابنا.

اغنيات شرقية وأخرى غربية,لكن ما يجمع بينها أن الكل يتحرك بعشوائية بدءا من الكامير والارجل والرؤوس...تطالعك فتيات الفيديو كليب التي ترافق أغنية غربية,تنزع ملابسها وترقص بها,فتضطر المغنية الشرقية المسكينة للاستعانة بايحاءات وحركات تؤهلها للحضور في ساحة المنافسة!!‏

تتضمن أيضا بعض الأغنيات حركات تمثيلية مجانية يعجز أي كان عن فهمها,فإحدى المطربات تلتصق بالحائط لتبدو وكأنها مشردة وعلى ما يبدو حتى تبدو الحالة صادقة فإنها تكشف أغلب جسدها!!وتبدو الاغنية في واد والمغنية في واد آخر.‏

إن المتابع للقناة يتاح له أن يلتقط مفارقات مثل بث ثمان أغاني كلها صورت في الحمام,وفي البانيو تحديدا,حتى بتنا لا نسمع غناء بل سباحة غنائية,ربما ترفقوا بنا وبثوها حتى لانشعر بحرالصيف!!بالطبع ترافق تلك الاغاني حركات اباحية واثارة مبتذلة.‏

بعض الأغنيات تظهر قسوة في التعامل مع الاطفال والشيوخ,كما في أغنية المطربة رانيا كردي القادمة من عالم الإعلام حيث نراها تضرب الاطفال على أنها نوع من الشقاوة,وتمسك بربطة عنق احد المسنين آخذة اياها لتتركه معلق في المصعد...‏

لاتكتفي القناة ببث الاغنيات بل كل ما يتعلق بأصحابها,كالاستقبال الذي عاشه مساري في الكويت,حيث صورت جنون الجموع الراغبة باقتناص لمحة قصيرة منه,وكانهم بذلك حققوا أغلى أمانيهم,إنه الهدف الذي تروج له تلك القنوات تاركة الناس غارقين في أوهام, تبعدهم عن كل ما هو حقيقي وله معنى في حياتهم!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية