تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لمن السلاح..?!

الافتتاحية
الأحد 24/8/2008
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

ذاك هو السؤال الذي تطرحه القوى العالمية, وفي طليعتها الولايات المتحدة في مواجهة أي قطعة سلاح إلى منطقتنا..?!

سؤال منطقي لولا النيات الفاسدة...‏

السؤال يطرح بشكل تحذيري ويجاب عليه كالتالي:‏

السلاح ممكن إلا عندما يكون هناك أي احتمال لأن تواجه به إسرائيل..!‏

وهذا »الممكن« يوزع حسب الدول .. يعني:‏

ممكن لإسرائيل دون حدود, بالكمية وبالنوعية.. حتى ولو كانت أسلحة الدمار الشامل.. ومنها السلاح النووي.‏

ممكن للدول الأخرى في المنطقة أسلحة يخف حملها ويرتفع ثمنها.. ومستعدون أن يطلوها بالذهب عيار 24 كرمى لعيون »الأحباب«.. ولا ضريبة على الفساد في صفقاتها.. ومن الأخبار ماتجاوز إمكانية »الضبضبة«.‏

السلاح سلعة.. وتجارة.. ومردوده يفوق أي تسويق لمنتج صناعي.. ويشكل تصنيع السلاح وبيعه في العالم أحد أهم العناصر الأساسية في الاقتصاد الإسرائيلي واقتصاد دول أخرى.. بقي أن إسرائيل ليست فقط منتجاً للسلاح,ومشترياً له,بل هي مصدرة أيضاً,وتوزعه حيث يعود استخدامه بالمردود المالي.. وبالمردود المعنوي كما في جورجيا.‏

في المنطقة واقع ساخن متفجر.. وسبب ذلك كله الاحتلال.. وعامله وأداته الرئيسة إسرائيل.. وهي مخزن أسلحة تستخدمه بشكل يومي لذبح العرب وتهديدهم به, ليكونوا دائماً في موقع الإذلال..‏

ولا تنجو أي دولة عربية من نظرة الاستصغار والتعالي الغربية, حتى لو استطاعت عقد بعض صفقات الأسلحة »الحديثة« تدفع ثمنها مليارات.‏

ولن يكون لها ذلك رغم المليارات إن كان هناك أي احتمال لتوجيه السلاح لمواجهة الاحتلال والغطرسة والاعتداء اليومي ورفض السلام..‏

إذاً.. لمن السلاح..?!‏

هل هو فقط لمهمات قادمة.. وقائمة في مواقع شتى.. دارفور مثلاً.. أم لحصار غزة..?!‏

ولماذا اهتزت الدوائر الأميركية والإسرائيلية من خبر أن سورية تسعى للحصول على سلاح روسي..?!.‏

سورية دولة مسالمة تمد يديها على مرأى العالم وسمعه للسلام, ولها أرض محتلة... وبالتالي من المنطقي والطبيعي وفق كل قواعد المجتمع الدولي أن تحصل إما على السلام واستعادة أرضها, وإما على السلاح.. ولا سيما أن عدوها مسلح ويسلح غيره..‏

تهديدات إسرائيل لا جديد فيها.. ولن نكتشف اليوم عدوانيتها واستعدادها الدائم للحرب والتدمير.. أما ردة الفعل الأميركية »راعية السلام«,العاجزة عن السلام فهي ليست بسبب خوفها من السلاح في سورية.. بل بسبب خوفها على موقعها كسيدة العالم التي تأمر فتطاع..‏

وعليهما كلاهما أي إسرائيل وأميركا أن يتأكدا من الحقائق التالية:‏

1- لا يمكن للعالم أن يدار بقطب واحد إلى الأبد.‏

2- عبر التاريخ ليس من أمة استمرت قوية, ولا من أمة استمرت ضعيفة.‏

3- إن سورية دولة قادرة وفاعلة وناجحة في انتشار سياسي إقليمي ودولي رداً على محاولة حصارها.‏

4- بسلاح أو دون سلاح.. أرضنا لنا والخيار الآخر هو السلام.. إنه الخيار الذي يبطل عمل الأسلحة.. فليكفوا عن التهديد وليجنحوا إلى السلم.‏

a-abboud@scs-net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية