بليخانوف
ملحق ثقافي 25/3/2008م عقبة زيدان مع بداية شبابه كان من أنصار مادية تشيرنيشيفسكي، ومن ثم تحول إلى الجناح الثوري في الحركة النارودية (الشعبوية) مع طغيان سلطتها على الساحة الأيديولوجية الروسية.
وأثناء وجوده خارج البلاد مرغماً، اطلع على مؤلفات كارل ماركس وفريدريك إنجلس، فانتقل إلى الماركسية، وقام بترجمة (البيان الشيوعي). ولد جيورجي بليخانوف سنة 1856 في أسرة أحد صغار الملاكين. جرفته السياسة صغيراً، وعمل بنشاط وثقة بالنفس، حتى إنه أصبح رائد الحركة الماركسية في روسيا، وهو في السابعة والعشرين من عمره. أسس مجموعة (تحرير العمل) التي أعلنت قطيعتها مع النارودية، وتعمل على ترجمة وإصدار مكتبة الاشتراكية العلمية، مثل: العمل المأجور والرأسمال، بؤس الفلسفة، لودفيغ فويرباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية. كتب بليخانوف (الاشتراكية والنضال السياسي) عام 1883، و(خلافاتنا) عام 1885، وقدم في هذين المؤلفين نقداً قاسياً للنارودية ولبرامج الناروديين الطوباوية، مبرهناً على أن الحياة قد دحضت التصورات النارودية عن تعظيم دور المثقفين وازدرائهم لنشاط الجماهير والطبقة العاملة. وشرع بليخانوف بتطبيق مبادئ المادية الديالكتيكية والتاريخية في دراسة الحياة الاجتماعية الروسية، ليبرهن فيما بعد على أن الماركسية هي الوريث الشرعي للمذاهب التقدمية والاشتراكية في الغرب وفي روسيا، وأنها النظرية الوحيدة التي تقدم الحل العلمي لمسائل الفكر الاجتماعي التقدمي. نشط بليخانوف في نشر الفكر المادي العلمي في أوساط الحركة الثورية الروسية وفي الأوساط العالمية، وبرز منظراً للأممية الثانية، ومؤلفاً لعدد من الكتب النظرية التي تربى عليها جيل كامل من الماركسيين الروس. وفي عام 1903 انتقل إلى مواقع المنشفية، واعتبر رجعياً. وأدين فيما بعد بأنه لم يرتفع بالماركسية إلى مستوى أعلى يتلاءم مع متطلبات الحركة العمالية الثورية، وأن مؤلفات في المرحلة المنشفية انطوت على أخطاء جدية وتراجعات هامة عن الماركسية. توفي بليخانوف عام 1921، وقد اعتبر لينين أن كل ما كتبه بليخانوف في الفلسفة أفضل ما في الأدبيات الماركسية العالمية.
|