تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إبراهيم الكوني بدأ من الصحافة وانتهى إلى الأدب

ملحق ثقافي
25/3/2008م
نظم نادي دبي للصحافة حفلاً لتوقيع رواية الكاتب الليبي إبراهيم الكوني" نداء ما كان بعيداً"، الصادرة عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عام 2006 وتقع في 450 صفحة.

وتحدث الكوني في بداية حفل التوقيع عن مسيرته الأدبية التي قال إنها بدأت من عالم الصحافة وانتهت إلى احتراف الأدب، مضيفاً أنه يعتبر نفسه إنسان أسئلة لأن مهمة المبدع هي طرح الأسئلة لا عرض الأجوبة. ونقل عن الكوني قوله إن مهمة المبدع الأساسية هي أن يخلق أسطورته الخاصة من خلال الواقع الذي يعيشه، بحيث ينتهي إلى أمثولته وبصمته. وأنا عندما أتعامل مع الصحراء لا أكتب عنها، بل أكتب رؤيتي لها، فالصحراء ليست مكاناً طبيعياً، هي استعارة لمكان مفقود، حيث إن للمكان شروطاً أساسية أهمها الإقامة، أما الصحراء فهي ظل مكان، أو مكان نبحث عنه، هي ميتافيزيقا المكان، فالصحراء مكان بلا زمان، مكان يفر من نفسه. وهنا تظهر أهمية تقنيات الكاتب من الأسلوب واللغة للتعامل مع الصحراء، فهي تحتاج إلى لغة غير عادية، لغة أسطورية فوق اللغات المألوفة، وهي لغة بين هذه اللغة المألوفة وبين اللغة الصوفية ذات البعد الروحي. وعن الواقع يقول: ما من واقع محدد، الواقع وهْم يفر منه الإنسان نحو أفعال روحية، فنحن حين نقرأ كتاباً ما نفر من الواقع إلى روحانيات هذا الكتاب، وكل ما نقوم به هو فرار من الواقع الذي يحيل إلى الألم، بل إن الوجود كله ألم نهرب منه بوسائل وتقنيات مختلفة. وبالنسبة إلى واقع الصحراء فهو ساحر ينطوي على قدر من الوجد والرغبة في التحرر من الواقع. وفي ما يتعلق بالتعامل مع أسطورة الصحراء هناك وسيلتان لهذا التعامل، فثمة إمكانية للانطلاق من الأسطورة وصولاً إلى الواقع كما هو الحال في أعمال توماس مان، وثمة وسيلة ثانية تقوم على الانطلاق من الواقع وصولاً إلى الأسطورة كما هو الحال عند كافكا، وكما قلت فالإبداع أسطورة، ودور الخيال كبير في خلق هذه الأسطورة، حيث يجب على الإنسان إعادة خلق ذاته واكتشافها عبر ولادة ثانية بعد ولادته الطبيعية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية