|
رسائل في الحب الستيني من خلف الغبار ورغم ما يعلق في الحلق والأنف كنت أرى الحياة... سواعد عمال وسائقين وفنيين ومهندسين رجال لايتوقفون عن العمل... ويعلنون العزيمة... وتتالت الشهور تنزاح موجة غبار وتعود أخرى... والصابرون الصامدون على إصرارهم ... في الحر... في البرد القارس... تحت المطر... أيام الصقيع وفي الليل والنهار... إنها العزيمة . راقبتهم يوماً بيوم... دخلت معهم في المعركة .. راهنت على جهودهم.. هل ينهون المشروع في موعده ثم كيف ستبدو المنطقة يوم تثمر العزيمة. أصبح المشروع هاجسي... وعندما بدأ يرتسم وعلق لوحة كتب عليها »عقدة الشام الجديدة« احتفظت بصوره... وكنت أتصور وأشرح وأراهن فأربح وأخسر... إلا رهاني على تلك العزيمة فقد كسبته. في غمرة الأحداث إليكم هذا الحدث: عقدة الشام الجديدة , بوابات من قاسيون إلى مواقع شتى.. عقدة هندسية طرقية فنية لافتة... تحل عقد المرور هناك وقد حلت لي عقدة نفسية... من زمان... وأنا شاب... يعني في رسائل الحب المبكرة... كم بشرت بولادة العقل الفني السوري... كم تابعت نشاط شركات الإنشاء في بلدنا , وتجرأت فدعوت إلى الاستغناء بها عن الشركات الاجنبية... وكم جوبهنا في ذلك?! لكن... كسبنا الرهان... أو كي أكون دقيقاً , بدا الأمر كذلك .. .فقد نفذت هذه الشركات خطط التنمية الطموحة في النصف الثاني من السبعينات والثمانينات, واستمرت وقدمت صوراً فنية هندسية متميزة في مواقع شتى.. لكن.. هل كسبنا الرهان..?! ما من شك إن إرباكات كثيرة دخلت على العمل الإنشائي السوري... ارباكات ذاتية موضوعية وإرباكات إدارية وإرباكات وصائية?... وفي زمن كبوته تنامت شركات خاصة » أنا لست ضدها أبداً «.. وتنامى عمل وكلاء... وكاد يتحول عمل المقاولات في سورية إلى عمل من لاعمل له... وتراجع مستوى الاداء الإنشائي بشكل واضح... طرقات...جسور.. أبنية ..الخ اليوم تستعيد مؤسسة الإسكان العسكرية منطق المبادرة .... يعني .... هذا المشروع المنفذ على بوابة الشام الجديدة ....والذي هو بالفعل قطعة جمال هندسي تكاد تشعر أنه ولد هكذا ولم تصعنه يد الإنسان ....يقول هذا المشروع : نحن هنا ....نحن المهندسين السوريين .... نحن هنا.... ذوقاً ....وفناً .... وهندسة .... ومقدرة .... وقدرة على التعامل مع الزمن. فإذا كانت مؤسسة الإسكان العسكرية قادرة على توليد هذا الفعل الإبداعي اللافت والذي يجمع على رؤية الإبداع فيه كل من يراه .... فإن إعادة الاعتبار للعمل الإنشائي وللقطاع العام أيضاً وبشكل خاص لمؤسسة الإسكان العسكرية ممكنة جداً . والممكن أكثر .... الإضافة الجديدة التي يحققها هذا المشروع لأعمال تنظيم وعمران وتجميل المدن ... وإ نه لسؤال يحز بالنفس, كيف يتعثر في ساحة الامويين والعباسيين من يبني عقدة الشام الجديدة الجميلة .... أنا أعلم أنه في الدنيا كلها أعمال فنية يبدو بعضها أجمل من بعض....لكن الفرق بين عقدة الشام الجديدة وكل المشاريع الأخرى تقريباً فرق بعيد .... في زمن التنفيذ .... في شكل التنفيذ .... في المنتج النهائي .... المشروع قيد التشطيبات النهائية أدعوكم للمرور مروراً وللاستمتاع بجماله.... أدعوكم لتهنئة كل الذين عملوا فيه مديراً ومهندسين وفنيين وعمالاً من كل الانواع بعبارة تقول: أنتم أبناء هذا الوطن وهذا توقيعكم على حب الوطن. |
|