|
تحقيقات وتسهم اسهاما كبيرا في حماية التلاميذ والطلاب من الكثير من الأمراض الى جانب معالجتها للعديد من هذه الأمراض لمختلف أنواعها, ومن هنا كان لانتشار مستوصفات الصحة المدرسية في كافة المدن والبلدات على امتداد جميع المحافظات السورية أثر ودور كبيران في سياسة التعليم والصحة التي تحرص الدولة وتدعمها بكل السبل والإمكانيات.
هذه المستوصفات بحاجة فعلية الى أن يكون دورها فاعلا وتؤدي عملها والأهداف التي وجدت من أجلها, وفي هذا المجال لا تدخر وزارة التربية جهدا في دعمها وتقديم كافة المستلزمات الضرورية لها, ورفدها بالكوادر والعناصر المختصة, كما أن مديريات التربية في المحافظات بدورها وباعتبارها المعني المباشر بهذه المراكز الصحية وعلى تماس مباشر بآلية عملها وأوضاعها وظروفها تقدم احتياجاتها من اللقاح والأدوية والمواد الاسعافية وغيرها, وتولي عمل هذه المستوصفات الأهمية والعناية والاهتمام ضمن الامكانيات المتاحة والمتوفرة.وانطلاقا من ذلك كله نسأل: هل تؤدي هذه المستوصفات مهمتها وتقوم بواجباتها?.. وكيف تسير آلية العمل وماالمعوقات التي تعترضها?!.. والأهم من كل ذلك كيف تعمل كوادرها وعناصرها في ظل بعض الادارات النفعية والمصالح الشخصية كما سمعنا, شكاوى وملاحظات?!.. اضافة الى أسئلة عديدة نترك الاجابة عليها لهذا التحقيق. جولة ميدانية..ووقائع قمنا بجولة ميدانية الى عدة مستوصفات للصحة المدرسية في مدينة دمشق وريفها, دخلنا كمراجعين للوقوف على حقيقة بعض الأمور والقضايا التي ذكرناها آنفا في بداية حديثنا وشاهدنا على أرض الواقع آلية العمل وكيفية الادارة ومعالجة الأمور وكذلك الاجراءات والأساليب المتبعة.. وبالمختصر قابلنا ادارة متفهمة ومتجاوبة وكوادر وظيفية تعمل بحس ومسؤولية وارتياح في آلية العمل بدت أكثر على وجوه المراجعين وكذلك الموظفين داخل المستوصفات, من هذه المستوصفات على سبيل المثال في مدينة دمشق, المزة العيادات التخصصية بالعدوي, باب مصلى, أم هاشم القرشية..الخ في ريف دمشق التل, داريا, قطنا, الكسوة, جرمانا..الخ. وأخرى كانت الصورة معكوسة تماما وبالمختصر سوء في الادارة وابتزاز وعدم شعور بالمسؤولية وأمور أخرى, ومنها على سبيل المثال في دمشق مستوصف مساكن برزة, مي زيادة, عبد القادر الخرسا..الخ, في ريف دمشق قدسيا, الزبداني, دوما, ببيلا..الخ معظم من التقيناهم خاصة من مستوصفات الصحة المدرسية التابعة لمديرية تربية ريف دمشق خاصة تلك التي تخدم عدة قرى وبلدات وتغطي مساحات جغرافية وبشرية كبيرة كمستوصف قدسيا على سبيل المثال أكدوا أن معاناتهم كبيرة حسب جغرافية المنطقة من عدم تأمين المواصلات كي تصل كوادر المستوصفات الى عملها والى المدارس المخصصة, كما أن تحديد الاجازة الصحية من قبل مديرية الصحة المدرسية تبعا للبعد الجغرافي, حيث يعامل نفس المرضى مثلا في الزبداني أو الكسوة أو النبك, فالاستراحة حددت في حرستا بيوم واحد, وقطنا بيومين, ويبرود أو دير عطية ثلاثة أيام, والسؤال هنا: لماذا هذه التقسيمات غير العادلة?!.. وخلال لقائنا ببعض المساعدات الصحيات أكدن أن هذه المراكز الصحية بحاجة فعلية الى إعادة نظر لتفعيل دورها وكي تكون أكثر فاعلية خاصة لجهة آلية العمل والأساليب المتبعة والمنهجية القائمة, وأجمعن على ضرورة وأهمية اختيار الكوادر المختصة في ادارة هذه المراكز وانتقاء العناصر ذات الخبرة والتجربة والكفاءة بعيدا عن المحسوبيات.. ولم تخف بعضهن حالة الاهمال والتسيب التي تعاني منها بعض أو لنقل معظم هذه المستوصفات سواء في آلية العمل أو الالتزام في الدوام والطرق المتبعة في اعتماد آليات العمل وأمور أخرى.
مراكز صحية انشئت خصيصا للعملية التعليمية والتدريسية وتلقى رعاية واهتماما وتخصص لها ميزانيات مالية وكوادر وعناصر ومستلزامات من أبنية وأماكن أخرى, وأدوية ومواد اسعافية أولية وآليات وسيارات و..و..و.. فهل هذا يوضع في محله ويكون حافزا للقيام بالمسؤولية والواجب..?!سؤال نترك جوابه للمعنيين سواء في وزارة التربية أو مديريات التربية أو القائمين على ادارة الصحة المدرسية... إحصائيات وبيانات دائرة الصحة المدرسية في ريف دمشق أكدت بدورها بعد أن عرضنا عليها مجمل الملاحظات والآراء التي خلصنا إليها على أن أي مشكلة تحصل تقوم بمعالجتها وفق الأنظمة والقوانين النافذة, وهي تقوم بمتابعة أخبار وفعاليات المستوصفات الصحية المدرسية التابعة لها بشكل دوري, وترصد آلية عملها ونشاطاتها.. وفي احصائية لها توضح عدد المراجعين للعديد من هذه المستوصفات من طلاب وتلاميذ وموظفين ومعلمين ومعلمات خلال العام الدراسي 2003-2004: انظر ( جدول رقم 1) ولدى سؤالنا عن تأمين هذه المستوصفات من احتياجاتها الأساسية من الأدوية وغيرها أوضحت دائرة الصحة المدرسية على لسان مديرها الدكتور عبد الرحيم المعضماني: إن دائرة الصحة المدرسية تلقى كل الرعاية من مديرية التربية حيث تقوم بتأمين احتياجات المستوصفات من أدوية ومسكنات وأدوية التهاب وغيرها حسب الحاجة وحالة كل مستوصف , اضافة الى ذلك توجه بضرورة اعتماد المعالجة الوقائية أولا وقبل أي شيء آخر من خلال النظافة العامة على المدارس والتلاميذ والطلبة, والتأكد من صلاحية مياه الشرب ومياه خزانات المدارس وما الى ذلك ..وفي حال حدوث أي طارىء أو حالة مفاجئة تفوق امكانية المستوصف فإنه يتم إحالتها ونقلها فورا الى احدى المشافي الحكومية لمعالجتها والوقوف على حالتها ووضعها ومتابعتها...ونحن في دائرة الصحة المدرسية يتابع الدكتور المعضماني على استعداد لتلقي أي شكوى أو ايضاح أي أمر فيما يتعلق بعملنا ونسعى جميعا ليكون عملنا في أحسن حالاته وتلافي أي أخطاء وثغرات قد تقع.. قراءة..وتوضيحات وفي قراءة سريعة للبيانات والاحصائيات التي حصلنا عليها من دائرة الصحة المدرسية بشأن أعداد المراجعين من الطلاب والموظفين يتضح لنا أن عددا من هذه المراكز الصحية لم تستقبل مراجعا واحدا خلال عام دراسي كامل ( المعضمية-كفر بطنا-الضمير) وهذا يترك أكثر من اشارة استفهام ويستدعي لفت الانتباه, فيما عدد آخر يستقبل أعدادا كبيرة من المراجعين والموظفين والطلاب ( حرستا, التل, جرمانا, دير عطية). ولو عدنا الى هذه الأرقام لتأكد لنا أن انخفاض نسبة المراجعين أو زيادتها تعود للطبيعة الجغرافية لمكان وجود المستوصف وأعداد المدارس التي تتبع له, ما يدعو الى تقسيم هذه المراكز وتوزيعها بشكل متواز ومنصف... والصحة المدرسية في مدينة دمشق أيضا لاتخلو من بعض المنغصات, وبعد زيارتنا لبعض مستوصفات الصحة المدرسية التابعة لها, قمنا بزيارة الصحة المدرسية والتقينا الدكتورة مها قلطقجي مديرة دائرة الصحة المدرسية التي أوضحت أن الصحة المدرسية نشأت لتواكب نشوء المدارس ولتحقق هدفا نبيلا ساميا يتمثل في تأمين الرعاية الصحية لتلاميذ المدارس من هنا تقوم الصحة المدرسية بأعمال مراقبة البيئة الصحية المدرسية المناسبة من حيث نظافة الصفوف وباحات المدارس والمرافق العامة ومراقبة المقاصف والأغذية المباعة وخزانات المياه لتأمين مياه نظيفة معقمة. كما تقوم الصحة المدرسية بإعطاء اللقاحات الداعمة لتلاميذ المدارس حسب برنامج الرعاية الصحية السنوي لوزارة الصحة, واجراء الفحص الدوري للتلاميذ المستجدين في المدارس ولأسنان التلاميذ , حيث تقوم بعملية التثقيف الصحي بهدف إيصال المفاهيم الصحية السليمة إلى التلاميذ للوصول إلى السلوك الصحي السليم, كما نقوم في الصحة المدرسية بمعالجة التلاميذ المرضى ومنحهم الدواء اللازم والإجازة الصحية المناسبة. وفي دمشق رأينا أنه من الحاجة والضرورة تشييد ثلاثة مستوصفات جديدة إحداها في منطقة القابون والثاني في المخيم والأخير في الدويلعة نظراً لكثرة المدارس الموجودة في المنطقة وبعدها عن المستوطف الموجود فيها حالياً. وفي إحصائية لعدد الإجازات الصحية للعاملين في تربية دمشق للعام الدراسي /2003-2004/ كما يلي: الإجازات القصيرة حتى ثلاثة أيام -7751 الإجازات الطويلة من ثلاثة حتى تسعة -4430 المصدقة أكثر من تسعة أيام -1648 انظر ( جدول رقم 2) يتضح أن الإجازات التي تعطى للجهاز التعليمي تتفاوت كثيراً من قصيرة وطويلة إلى مصدقة لأكثر من تسعة أيام وبدرجة ملحوظة, وهذا يعود إلى أن المديرية حصرت ذلك في مكان واحد فقط كي تمنع حدوث ذلك على نطاق واسع...! ومن المنغصات التي تعاني منها الصحة المدرسية في مدينة دمشق هذه الحالة الآنفة الذكر فمثلاً كل ما يتعلق بالاستراحات والحالات المرضية والمعالجات الخاصة بالمعلمين والمعلمات والموظفين محصورة في مركز واحد هو مركز المزرعة (قرب جامع الإيمان), وجميع القضايا والاستراحات الصحية والإحالات تتم في هذا المركز ما يجعله يشهد ضغطاً كبيراً, ونظراً لامتداد مدينة دمشق الواسع وانتشار المدارس فيها تؤثر الكثير من المعلمات عدم مراجعة هذا المركز لأنه يحتاج منهم إلى أكثر من يوم لتوقيع إحالة أو معاملة مشابهة. فهل تفكر مديرية الصحة المدرسية في مدينة دمشق بإحداث مجموعة مراكز حسب المناطق لتؤدي الغرض كما هو الحال في تربية ريف دمشق?!.. أخيراً نقول: إن هذه المستوصفات والمراكز الصحية المدرسية المنتشرة في مدن وقرى دمشق وريفها بحاجة ماسة إلى تفعيل دورها أكثر.. وهذه الصورة التي نقلناها مابين حسنة أو غير ذلك لاتعني بأي حال من الأحوال أن هذه المراكز كلها في مستوى واحد, فهناك مراكز على درجة كبيرة من الأهمية والحاجة, والاختلاف في آلية العمل يعود إلى عدة أمور وقضايا واضحة..من هنا نسأل: هل تؤدي مستوصفات الصحة المدرسية عملها كما يجب أن يكون..? أم أنها مجرد مراكز موجودة بالاسم فقط..?! ثم لماذا لا نفعل دور هذه المستوصفات?!. |
|