تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وزير الري يتحدث عن الواقع المائي ...التحول إلى الري الحديث ضرورة حتمية يمليها التطور

تحقيقات
الأربعاء 23/2/ 2005 م
أجرت اللقاء : أمل سليمان معروف

إن المصادر المائية في سورية محدودة بالمقارنة مع الحجم المطلوب للتنمية الزراعية والصناعية والسكانية .

‏‏

إذ يبلغ الوارد المائي السنوي حوالي 16 مليار متر مكعب في حين أن حجم الاستهلاك وهو متزايد يصل إلى حوالي 19 مليار متر مكعب وبالتالي هناك عجز يقدر ب 3 مليارات متر مكعب. هذا العجز يتفاقم في سنوات الجفاف . هذا ما أكده المهندس نادر البني وزير الري في حديث خاص بالثورة تحدث فيه عن ضرورة الحفاظ على المصادر المائية و عن واقع المشاريع المائية و الخطوات المستقبلية التي تهدف للحفاظ على هذه الثروة .‏‏

‏‏

في قراءة مبسطة لإحصائيات الري قال السيد الوزير : في سورية سبعة أحواض مائية أهمها حوض الفرات يليه حوض دجلة والخابور وهذين الحوضين هما حجر الأساس في ارواء المحاصيل الاستراتيجية الرئيسية القمح والقطن أما في الأحواض الأخرى مثل بردى و الأعوج فتظهر العجوزات المائية بشكل أوضح وخصوصا في سنوات الجفاف‏‏

وحسب تقديرات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي يستهلك القطاع الزراعي المروي حوالي88- 92% من استخدام المياه الكلي في القطر وخصوصا في المناطق ذات الزراعة التكثيفية . وعلى النقيض يوجد لدينا نقاط قوة في أحواض الفرات و الساحل .‏‏

لدينا في سورية 167 سدا و يصل حجم الطاقة التخزينية الإجمالية فيها إلى حوالي 19 مليار م3 أي في سنوات الخير لدينا قدرة مائية مساوية لاحتياج القطر ولكن هذه السدود موزعة على الأحواض السبعة و ضمن المحافظات الاربع عشرة وبحسب موقعها الجغرافي فإنها لا تحقق الاكتفاء المائي في المناطق الجافة .‏‏

في عام 2005 وصلت درجة امتلاء السدود الى حوالي 70-75 % و نحن لا نزال في موسم الأمطار . حتى الآن هذه المعطيات إيجابية على الرغم من أن معدل الأمطار في بعض المحافظات أقل من معدل السنوات الماضية .‏‏

ما هي خطط الوزارة لإعادة تأهيل السدود?‏‏

وضعت الوزارة حاليا خطة تتضمن الأمور التالية :‏‏

1- تقييم الوضع الراهن لجميع السدود (الفحص المباشر ) من خلال الفنيين الموجودين في وزارة الري و من خلال عقود تبرم مع الوحدات الهندسية و الجهات الأجنبية ذات الخبرة لتقييم هذه السدود .‏‏

2- بعد التقييم تجري إعادة التأهيل للسدود و ذلك بإبرام عقود مع الشركات المنفذة . و من جانب آخر , وضعنا خطة لنظام استثمار السدود و مراقبتها و تأهيل الكادر الذي يعمل عليها .‏‏

3- تدقيق كل مشاريع السدود قبل البدء بتنفيذها و هذه الخطوات مستمرة و تحتاج الى زمن.‏‏

وقد بدأنا بتنفيذ هذه الخطة و من ضمنها شكلنا فريق عمل وطني مهمته الدراسة المستمرة و الدائمة لواقع السدود في سورية .‏‏

ما هي الاحتياجات المائية لعام 2005?‏‏

بما أن المستثمر الأكبر هو وزارة الزراعة فقد وضعنا خطة للتنسيق فيما بيننا لإرواء مساحة مقدارها مليون و أربعمئة و أربعون ألف هكتار : 810 آلاف هكتار منها من مياه الآبار و 197 آلاف هكتار من الينابيع و الأنهار و 431 ألف هكتار من مشاريع الري الحكومية .‏‏

و توقعاتنا بخصوص الاحتياجات المائية للعام الحالي بأنها ستكون مساوية للاحتياجات المائية لعام 2004 . و أود أن أتحدث قليلا عن نسبة تنفيذ المشاريع التي تقوم بها وزارة الري لعام 2004 و التي وصلت الى 96 % أي مبلغ مقداره حوالي 16.3 مليار ليرة سورية . و طبعا فإن اهم المشاريع المستمرة موجود في سهول حلب يليها المشاريع الموجودة في دير الزور (الفرات الأدنى) و الاستمرار بتنفيذ ما تبقى من أعمال في مشروع البليخ في محافظة الرقة إضافة الى بناء سد في محافظة اللاذقية على النهر الكبير الشمالي و استكمال مجموعة من المشاريع في الغاب في محافظة حماة و الحسكة و درعا و حمص ..‏‏

ولا بد لي الا وأن أذكر انه خلال عام 2004 وبفضل زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الى موقع سد زيتا في محافظة حمص , تم إعادة العمل فيه لاستكماله لتخزين حوالي 80 مليون م3 لأغراض الشرب و الأعمال تسير بشكل جيد جدا هذا المشروع كان متوقفا لأكثر من ثلاث سنوات . وقد باشرنا بعملية التخزين التجريبي . إضافة الى ذلك , يجري تدشين مجموعة مشاريع ووضع حجر الأساس فيها و أهمها قناة الجر 4 م3 الى نهر قويق بحلب و المدينة الصناعية بالشيخ نجار . و أيضا وضع حجر الأساس للبدء بإنشاء النفق و مدخل و مخرج قناة الري باستطاعة 50 م3/ثا لإرواء سهول حلب. كما تم تدشين تشرين الكهربائي على نهر الفرات و سد 17 نيسان في محافظة حلب الذي يروي حوالي 21 ألف هكتار (في سهول حلب /عفرين) و تدشين محطات الضخ في محافظة الحسكة من سد الشهيد باسل . ووضع حجر الأساس في محافظة دير الزور لاستصلاح حوالي 11 ألف هكتار في القطاع السادس . ما ذكرنا هو بعض من المشاريع يضاف اليها الاستمرار في المشاريع المباشر بها .‏‏

‏‏

ما هي خطط وزارة الري لإدارة الموارد المائية في سورية?‏‏

من خلال عرضي السابق , يتبين لنا أن الطلب على المياه يزداد يوما بعد يوم و مواردنا المائية في سورية محدودة الكمية أي لها سقف و علينا ان نضع خطة تتوافق مع الطلب على هذه الموارد .‏‏

و الإجراءات المتخذة هي :‏‏

1- معرفة مواردنا المائية بدقة و من أجل ذلك لا بد من إقامة شبكة رصد مائي و معلومات مائية على مستوى سورية وقد بدأنا بهذا و خلال الأيام القادمة سندشن المشروع في كل من محافظة دمشق و ريف دمشق و اللاذقية و طرطوس بالتعاون مع مؤسسة جايكا حيث تم إقامة حوالي 90 محطة رصد لتغطية المحافظات المذكورة . في ضوء ذلك , يمكن أنن نقول ان احتياجاتنا تغطي وارداتنا أو نحتاج لكميات كبيرة فمثلا حوض بردى و الأعوج فيها الاحتياجات أكبر من الواردات فهناك أكثر من سيناريو لذلك :‏‏

أ) نقل المياه الفائضة من حوض الفرات إلى دمشق أو من الساحل .‏‏

ب) تنمية المنطقة الوسطى لتخفيف الضغط على دمشق و ريفها .‏‏

إضافة الى كل من هذين السيناريوهين , هناك ترشيد الاستهلاك و استخدام أساليب الري المتطور الحديث .‏‏

و فيما يخص المياه الجوفية حيث نحتاج منها سنويا لتغطية الخطة الزراعية بين 7-9 مليار م3 . إن وارداتنا السنوية بالمتوسط حوالي 2-4 مليار م3 يؤخذ من المخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية مما يؤدي الى انخفاض مناسيب المياه و جفاف بعض الآبار .‏‏

عندما نقوم بالتحويل الى الري الحديث , ماذا نستفيد? يتم تقنين المياه بحدود 40-50 % مما يسبب التوازن المطلوب .‏‏

و تهدف الخطة لمعرفة المساحات , مستلزمات التحول الى الري الحديث , العقبات أمام الفلاحين لتذليلها و تيسير القروض و بالتالي تنفيذ الخطة . لدينا حاليا 800 ألف هكتار تروى من الآبار‏‏

و عند حسابها وجدنا انها تحتاج الى 44 مليار ليرة سورية لتأمين مستلزمات الري الحديث للفلاحين. نعطيها للفلاحين مثلا على عشر سنوات أي 4.4 مليار سنويا و لكي يقتنع الفلاح سيعطى قرضا ميسرا بفوائد قليلة طويلة الأمد . و إضافة الى هذه الخطة , لدينا مشاريع ري حكومية بحاجة لإعادة تأهيل لكي تصبح كفاءتها جيدة مساحتها 160 ألف هكتار وتكلفتها 20 مليار ليرة سورية تقسم على أربع أو عشر سنوات .‏‏

ان خطة الوزارة الاستراتيجية إضافة لما ذكر قائمة على التوازي ضمن الخطة الاستشرافية لعام 2015 سنستمر ببناء سدود لتجميع المياه و سنستمر في تأهيل الكادر الوطني و سنستمر في ترشيد استهلاك المياه . خطتنا طموحة و نسعى في الخطة الاستشرافية العاشرة ( 2006) و الحادية عشر (2015) أن ندخل مجموعة من السدود و نستصلح حوالي 200 ألف هكتار إضافة الى محاولة استصلاح 150 ألف هكتار في محافظة الحسكة من مياه دجلة و أشدد على كلمة محاولة .‏‏

و في محافظة الرقة فإن أهم المشاريع هو مشروع استصلاح 20 ألف هكتار من محطة كديران لزمنا بعض المشاريع في محافظة الرقة 4000 هكتار و في القسم الخامس بليخ و 3500 هكتار مرحلة أولى أيضا من البليخ و 1680 هكتاراً الجزء الثاني من القسم الثالث غرب البليخ و 724 هكتاراً القسم الاول بليخ و 3762 هكتاراً المرحلة الثانية بليخ إضافة الى إعادة تأهيل المشروع الرائد في محافظة الرقة و أيضا إنشاء محطة ضخ البليخ .‏‏

هل يوجد تخطيط لمعالجة التلوث المائي في بحيرة قطينة ?‏‏

إن وزارة الري قيمة على المياه كما و نوعا . هذا ما جاء في قانون إحداثها .من ناحية الكم نحاول أن تتم السيطرة على الوضع و من ناحية النوع فالأمر خارج عن إرادتنا سوى أنني أقوم بمراقبات دورية لمياهنا العامة و أعلم الوزارات ذات العلاقة من أجل اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتخفيض التلوث. هناك قانون التشريع المائي حاليا الذي يدرس في مجلس الشعب و ربما يصدر خلال الدورة التشريعية الحالي لمجلس الشعب . هذا التشريع يجيز لنا اتخاذ بعض الاجراءات‏‏

و العقوبات و الروادع الى كل من يسيء الى المياه العامة . إضافة الى القانون 50 لحماية البيئة‏‏

و ربما يكون تطبيق هذين القانونين خطوة لمنع تلوث المياه العامة .‏‏

ما دور وزارة الري في تطوير الري الحديث?‏‏

أدخل على خطة الوزارة مسألة تطوير الري الحديث في المشاريع الحكومية التابعة لوزارة الري (160 ألف هكتار كلفتها 20 مليار ليرة) ووضعنا خطة التنفيذ في الخطة الخمسية العاشرة.‏‏

خارج هذا الاطار يصبح الأمر على كاهل وزارة الزراعة وبالتعاون مع وزارة الري . وأنوه أن التنسيق جيد بين الوزارتين و أنا مرتاح تماما حيال ذلك و خاصة مع زميلي الدكتور عادل سفر وزير الزراعة . و أود أن أقول في هذه المسألة أن بعض الصحفيين أحيانا ربما نتيجة حماس و غيرة على الوطن يكتبون دون تمييز بين دوري الوزارتين . و أنا من أنصار أن توضح الأمور من خلال تكثيف لقاءاتهم مع الوزراء أو مع المدرين العامين في الأحواض و لا يوجد أي حواجز و لكن من المفيد لفت الانتباه متى أضع الحاجز أمام الصحفيين (عندما لا يدخلون من الأبواب العريضة) لتقليل التشكيك ووضع الصحف في الصورة الحقيقية . دقة المعلومة و مصداقيتها هامة جدا . لذلك أحيانا بعض الأخوة الصحفيين يعتبروني متشددا و أضع حواجز , أقول عبر هذا الحديث لم و لن أضع أي حاجز بيني و بين الأخوة الصحفيين و بابي مفتوح فليدخلوا الأبواب العريضة و هذا ما أكد عليه السيد الرئيس في لقائنا معه بأن نستقبل الصحفيين ونسهل عملهم.‏‏

ختاماً‏‏

ان المصادر المائية المحدودة في سورية تحتاج الى تعاون من كل من وزارتي الري و الزراعة مع الاعلام لإقناع المزارعين باللجوء الى اساليب الري الحديث إضافة الى خطوات تتخذ من الجهات المعنية بالتعاون مع جهات دولية مثل هولندا و إيطاليا و اليابان لتشجيع المزارعين لسلوك هذا الاتجاه . كما ان اعادة توزيع المصادر المائية في سورية من الضرورات التي يجدر الاسراع في معالجتها انطلاقا من النظرية القائلة بأن المياه هي الحياة و أينما وجدت المياه وجدت التنمية .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية