تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


على هامش الدورة التدريبية للموجهين الأولين....التقويم والقياس في أسئلة مشروعة

مجتمع
الأربعاء 23/2/2005م
براءة سعيد الأحمد

بات التعليم اليوم مشكلة كبيرة للمجتمع بأسره بجميع فئاته وقطاعاته وما يزيده تعقيدا الطرائق التعقيدية المتبعة في التعامل مع طلاب اليوم ونقل المعلومة اليهم.

فالطرائق التقليدية في التعليم لا تقوم الطالب او المتعلم بشكل متكامل يشمل جوانب المعرفة التي يمتلكها .‏‏

والمعلم التقليدي لا يمكن أن يحقق وجوده بين طلابه بل فتكثر المشكلات وتتسع الهوة بينهما.‏‏

من هنا بات التحضير والاطلاع على نظريات جديدة في نقل المعلومة ضرورة ملحة تتوخى السرعة والتوجهات الحديثة في التعليم والتدريس وتقويم الطالب وأدائه وتؤكد هذه النظريات على ضرورة الانتقال من التعليم إلى التعلم والتعرف على نظريات الدماغ وإعادة النظر بالقضايا والنماذج التربوية النمطية وتطوير أدوات التقويم والقياس وتقويم الأداء الوظيفي للمعلم بدلا من لائحة التوجيه السائدة.‏‏

‏‏

وعلى هامش الدورة التدريبية للموجهين الأولين كانت اللقاءات التالية مع المشاركين الذين تعرفنا من خلالهم على أهم النظريات الجديدة وكيف سيتم تفعيلها في أسلوبنا التعليمي والتقويمي ووجهنا لهم أسئلة عدة منها: تسعى الوزارة للاستفادة من هذه الدورة وتعميمها فما هي الآلية لتطبيق ذلك في واقعنا التعليمي وما التوجهات نحو تقويم الأداء الوظيفي للمعلم?‏‏

التعلم من خلال الواقع وحل المشكلات‏‏

الاستاذة بثينة الخير موجهة باللغة العربية قالت:لابد من توسيع نطاق الورشة والانتقال بها من مديرية المناهج في الوزارة إلى المحافظات وبأسرع ما يمكن لنقل هذه المفاهيم إلى المعلمين والقياديين التربويين وتدريبهم على المعطيات الحديثة و النظريات الجديدة لمواكبة المستجدات. وللنهوض بعملية التعليم لابد من تطبيق ذلك في واقعنا المدرسي الذي ما زال يعتمد على التعليم التقليدي الذي يكون فيه الطالب متلقيا فقط وآلة تسجيل ومن خلال هذا الواقع لابد من البدء من المعلم بإقامة دورات تدريبية له يتم فيها الاطلاع على النظريات الجديدة التي تركز على الدماغ والتعليم من خلال الواقع وحل المشكلات.‏‏

ضبط التقويم والقياس‏‏

‏‏

أ. منى قديد موجهة أولى باللغة الفرنسية تقول: تقوم الوزارة حاليا بخطى كبيرة في التطوير وهذه الدورة تناولت أساليب التقويم والقياس والجودة في التعلم وتأثير أساليب التعليم والتعلم في رفع مستوى الأداء عند الطلاب مع وضع معايير بهذا التقويم كما بدأت الوزارة بوضع منهاج مادة الاجتماعيات وفق المعايير وسيتابع هذا التحديث في بقية المواد ما سيؤدي مستقبلا إلى الجودة في التعلم وضبط التقويم والقياس بشكل يصبح فيه أكثر صدقا وذا دلالة.‏‏

نظريات جديدة‏‏

وعن النظريات الجديدة التي تطرح كبديل للمنهج التعليمي القائم على أساس (التلقين والحفظ) تقول أ. ليلى محمد موجهة أولى باللغة العربية: ان الدورة حققت فائدة كبيرة في مجال التقويم والقياس وفي كيفية وضع الأسئلة بحيث تكون مدروسة و تقيس النتاجات التعليمية بدءا من التذكر والفهم والاستيعاب مرورا بالتطبيق ثم بالتحليل والتركيب وصولا إلى التقويم بحيث تكون شاملة لمحتوى الكتاب المدرسي اعتمادا على جدول مواصفات يوضع لكل كتاب إلا أن هذه الافكار تحتاج إلى تطبيقها في الميدان اولا وجعلها جزءا من خبرة المدرس والطالب ليصار فيما بعد إلى تطوير نماذج الأسئلة وفقا لما تم تطبيقه وهذا ربما يكون اعتبارا من العام القادم.‏‏

الاعتماد على المهارات العقلية‏‏

‏‏

الدكتور عمر أبو عون موجه أول لمادة العلوم يقول: التربية هي عملية مخططة ومقصودة ومنهجية وتهدف إلى إحداث تغيرات ايجابية في سلوك المتعلم وفكره ووجدانه ونحن في الوزارة نعتمد في أسئلتنا على المهارات العقلية الدنيا والعليا وفي اثناء وضع الأسئلة نلجأ إلى عملية الربط بين تلك المهارات ونحاول الا نعتمد فقط على عملية الحفظ والتلقين اللذين يعتبران أدنى مستويات المعرفة.‏‏

أهمية موقع السؤال الاستنتاجي‏‏

وردا على سؤالنا عن موقع السؤال الاستنتاجي من مناهجنا ونماذج أسئلتنا ودوره في تقويم الطالب العالي المستوى والتحصيل قالت أ .ليلى محمد: السؤال الاستنتاجي واحد من النماذج التي يتم بوساطتها قياس مستوى تحصيل الطالب ( كالأسئلة الموضوعية والمقالية والأسئلة ذات الاجابات القصيرة.. الخ) وطبيعة السؤال تختلف بحسب طبيعة المادة العلمية التي يوضع فيها السؤال لقياس مستوى تحصيل الطالب منها.‏‏

اما الدكتور عمر أبو عون أجاب: إن مناهجنا تتماشى مع النظرة الحديثة في بناء المناهج والتي تجعل الطالب يلاحظ ويتأمل ويتساءل ويفكر ويجرب ويبحث ويتقصى ويكتشف بدلا من تلقي المعلومات وحفظها ( هذا في مادة العلوم) وبذلك نحقق الغاية الاساسية في تعليم المواد الدراسية وفي تعليم الطلاب كيف يفكرون لا كيف يحفظون دون فهم أو توظيف لما يتعلمون وقد اختلفت مناهجنا الحديثة عن القديمة من حيث إغناء كل وحدة من وحدات الكتاب بالقدر الكافي من الصور والرسومات والاشكال التوضيحية والجداول التي تعكس الواقع العلمي والعملي لمفردات الكتاب وقد طبق ذلك على كتاب ( علم الأحياء) للصف التاسع وقد زود بأسئلة تقيس المهارات العقلية العليا وتعتمد على العصف الدماغي ( الذهني) بالاضافة إلى الاشكال والصور الملونة وهذه أول مرة تنتج فيها كتب ملونة تتضمن أشكالا توضيحية ومواضيع للبحث تعتمد على الجداول والرسوم البيانية.‏‏

الأسئلة المتوقعة والمسح الشامل‏‏

حول سؤالنا أن بعض الاساتذة يركزون على أسئلة معينة يتوقعونها وهل يستطيع المدرس ان يتوقع الأسئلة قالت أ.منى قديد: لا يستطيع المدرس ان يتوقع الأسئلة التي يمكن ان ترد بسبب اتخاذ الإدارة المركزية منهجا يعتمد على المسح الشامل للمعارف والمهارات الموجودة في المنهاج فينظمه في بنك للأسئلة يحتوي على عدة نماذج لا يمكن ان يتوقعها الأستاذ.أما ماهية المحتوى وطريقة ورود الأسئلة فيدرب عليها الطلاب خلال العام الدراسي في المدارس بشكل يأخذ فيه كل طالب (وفق مستواه) حقه في الامتحان إذ إن الأسئلة متدرجة من مستوى الحفظ والتذكر إلى أعلى مستوى ( التحليل والتركيب) ويرد عادة سؤال في أكثر المواد يميز المتفوق ويتعامل مع مستوى الطالب الجيد او فوق الوسط.‏‏

كما أجابت أ. بثينة الخير: إن التقويم والقياس الحديث ينمي الذهن عند الطالب وينمي النشاط التكويني والتحصيلي والمهارات العقلية والمعرفية والاجتماعية وعلاقته بالمحيط والوسط الذي يعيش فيه فتتحول الاختبارات من مجموع درجات وكم درجة ينال الطالب إلى مقدار ما تعلمه وحصل عليه من قدرات في جوانب متنوعة.‏‏

هذا النوع من الاختبارات التكوينية والتحصيلية يقضي على الأسئلة المتوقعة وما كان يعتمد في الأسئلة سابقا من الحظ.‏‏

مقارنة لابد منها‏‏

اما عن نقاط التلاقي والخلاف بمناهجنا ومناهج الغرب تقول أ. ليلى محمد: بالمقارنة بين مناهجنا ومناهج الغرب وفي حدود معرفتي فإن مناهج الغرب مبنية على أحدث النظريات التربوية خاصة منها نظرية (تعدد الذكاءات) والتي تخاطب المتعلم وفقا لميوله واتجاهاته مراعية الجانب الذي يمكن ان يبدع فيه ومستندة إلى الوسائل والأساليب الحديثة التي تساعد المتعلم سواء ( كانت سمعية أو بصرية أو لمسية أوحركية). أما مناهجنا فإنها تركز على الجانب المعرفي على حساب الجوانب الأخرى ما يرهق الطالب ويجعله يشعر بالتعب والملل إضافة إلى أننا نحتاج إلى تطوير في طرائق تدريسنا والوسائل التعليمية المعتمدة لدى مدرسينا.‏‏

كما أضاف د. أبو عون القول: تعتمد مناهجنا على المراجع الأجنبية والعربية والمؤلفات الحديثة ونقوم بترجمة بعض الكتب الأجنبية بما يتلاءم مع البيئة المحلية ونحن بحاجة إلى تطبيقات عملية واعتماد اسلوب المشروعات وطريقة حل المشكلات حتى نجاري الدول المتقدمة.‏‏

الدعم النفسي‏‏

أخيرا وحول سؤالنا عن انعكاس عمليات التقويم والقياس الجديدة على الطلاب ونفسياتهم. تقول أ. بثينة الخير: ان الاعتماد على النظريات التي تهتم بمهارات الطالب المتنوعة يعززها وبالتالي يكتشف ميولهم واهتماماتهم ويزرع الأمل في نفوسهم ويخفف من عمليات الإحباط واللوم والتقريع المدرسي والأهلي من خلال (التقصير الذي قد يصاب به في مادة من المواد فكل طالب لديه مهارة مميزة تبرزه بين رفاقه وتدعمه نفسيا.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية