|
صفحة ساخرة وفي مشكلاتي وفي الحلول المقترحة لها، وإذ بجرس الباب يدق. من هو هذا الوافد الذي سيفسد علي متعة الوحدة والتأمل؟ وقمت لأفتح الباب، وعندما فتحته وجدت سيدة منقبة محجبة، تضع على عينيها نظارتين سوداوين، قالت: مرحباً ياأخانا.. - أهلاً وسهلاً، مري ياسيدتي؟ - جئت أزور السيدة حرمك أم..وتلعثمت فأعنتها! - أم راشد.. - نعم أم راشد أليست موجودة؟ - كلا ذهبت والأولاد منذ عصر اليوم، أنا وحدي! ورأيتها تعدل عن الزيارة، وتقول لي بلهجة لم تعجبني: أدخل إذا إلى جارتها السيدة..وتلعثمت فقلت لها: أساعدها على تذكر اسم الجارة: - جارتها السيدة سميحة. وهذا هو بيتها. فهزت رأسها أن نعم وذكرت أنها تعرفت على الجارة السيدة سميحة عندما كانت في زيارة زوجتي أم راشد قبل أسبوع، وهنا قلت لها كمن شعر بأنها تحتاج إلى الدخول لقضاء حاجة أو لأمر ما: - إذا أحببتِ تفضلي؟ فهزت رأسها بالرفض وقالت: لايمكن أن يجتمع ذكر وأنثى منفردين تحت سقف واحد، ألا تعرف هذا؟ تضايقت من صراحتها وسماجة ردها فهززت كتفي وقلت لها في لا مبالاة فجة: شأنك ياسيدتي.. وأغلقت الباب وأنا أشيعها بالقول «مع السلامة» وسمعت أنها رنت جرس بيت جارتنا السيدة سميحة، لكنني عدت إلى وحدتي وأردت أن أنسى أمرها، فللنساء أمور عجيبة منها المجيء للزيارة دون موعد! على الرغم مني فكرت في هذه المرأة التي تريد زيارة زوجتي دون أن أعرف عنها شيئاً، حتى أنني، بصراحة، ارتبت في أمرها. لقد كان صوتها قريباً من صوت الرجال، ولو أنني سمعته دون أن أشاهدها لجزمت أنه صوت ذكر لاصوت أنثى! وتوجست واستعذت بالله. في المساء كانت زوجتي وأولادي قد عادوا إلى البيت، سمعت جلبة صادرة من بيت جارتنا السيدة سميحة. عجباً ماالذي يجري؟ وهرعت نحو الباب لأجد جارتنا وبناتها وزوجها يتحدثون جميعاً إلى رجل شرطة، جاء إلى بنايتنا مع نفر من رجال الشرطة، وعلى الرغم من أن الجميع كانوا يتحدثون في وقت واحد فقد عرفت أن زائراً متنكراً بزي امرأة، قد دخل المنزل واستولى على مبلغ من المال كان زوج السيدة سميحة قد جاء به من الكويت، حيث يعمل، وتدخلت، سألتها: أهي امرأة؟، فأجابت جارتنا: كنت أظنها امرأة لكنني أشك الآن في ذلك، إن تصرفها تصرف لص خبير، ثم إن صوتها هو صوت رجل لاصوت امرأة، وهنا تدخل ضابط الشرطة فسألها: ولماذا سمحت لها بالدخول؟ قالت: كنت مغفلة. أعجب كيف استولت على المبلغ في لحظة إعداد فنجان قهوة لها.. يبدو أنها مدت يدها إلى الخزانة حيث كنا نجلس وسرقت المبلغ. ضحكت في سري وشكرت الله على وحدتي في المنزل ساعة جاءت، فهذه الوحدة أنقذتني من أن أوصف بأنني المجنون الذي يحكي.. هذه المرة! |
|