|
مجتمع بمناسبة مهرجان «فن من العالم العربي-أرابيسك» الذي استضافته واشنطن ما بين 21-15 شباط، فقدموا صورة ناصعة لجو من التفاهم والإخاء الديني الذي يشع نوره من سورية إلى الأرض قاطبة . ولإلقاء الضوء على هذه المشاركة السورية المميزة «» التقت الأب الياس زحلاوي مؤسس فرقة «جوقة الفرح» ليحدثنا عن هذه التجربة وعن ردود الفعل تجاه ماقدموه من أمسيات غنائية.
جسر روحي تحدث الأب زحلاوي بداية عن نشأة الجوقة، قائلا : أسست الفرقة عام 1977 بخمس وخمسين طفلا، ثم نمت شيئا فشيئا في البداية كان الهدف منها إحياء الطقوس الكنيسة، ولكن طموحاتي كانت أبعد من ذلك وهو أن تكون الجوقة جسرا روحيا بين أبناء سورية والوطن العربي وما هو أبعد من ذلك فخرجنا من جدران الكنسية، واستطعنا أن نقدم نمطا جديدا من الألحان العربية التي تتوجه إلى الله، فبدأنا بحفلات ننشد فيها ترانيم دينية ويعود الفضل في ذلك للفنان وديع الصافي، ثم توسعت الجوقة عددا وعملا وانطلقنا إلى فرنسا وألمانيا عام 95 بمئة وخمسين منشدا وفي عام 96 انطلقنا مع مجموعة ثانية وعددها 136 شابا وشابة إلى فرنسا وبلجيكا وفي عام 2004 مضينا إلى استراليا حيث اجتمعت حولنا الجاليات العربية بما فيها الجالية اللبنانية خاصة بعد أن عرفوا أننا نغني التراث اللبناني الجميل كالرحابنة وزكي ناصيف ووديع الصافي وكان لقاء الجوقة بفرقة الشيخ المرحوم حمزة شكور نقطة تحول، حيث بدأنا بإحياء أمسيات دينية مشتركة وسوف نحيي يوم الخميس القادم أمسية مشتركة في دار الأسد للثقافة والفنون بمناسبة المولد النبوي الشريف. ترانيم مسيحية -إسلامية وتابع الأب زحلاوي حديثه عن رحلة الجوقة إلى أمريكا بقوله: تمت المشاركة بناء على طلب من مدير مركز «جون كيندي» والذي زارني قبل ثلاث سنوات ونصف برفقة الملحق الثقافي الأمريكي وقال إنهم ينظمون لمهرجان العالم العربي ويريد لجوقة الفرح أن تشارك فيه فقلت له: إن كان هذا المهرجان يتقاطع مع سياسة بوش فنحن حتما نرفض المشاركة ولكنه أكد أنه يرمي من وراء هذه المشاركة أن يتم تعريف العالم الغربي بالعالم العربي ومد جسور من التفاهم والاحترام المتبادل. وعندها تم الاتفاق مع نائب مدير المركز ومنظم المهرجان على شروط الاشتراك وتمت المشاركة بـ 118 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10-15 سنة ويرافق هؤلاء الأطفال موسيقيون ومرافقون مسؤولون عن الجوقة وتكفلوا بالنفقات الكاملة ذهابا وإيابا لفترة اشتراكنا من 21-26 شباط وتكفل بباقي النفقات التي تشمل توسيع الجولة بعض الشخصيات في الجالية السورية فلم نكتف بواشنطن حيث قدمنا فيها ثلاث أمسيات بل زرنا دترويت وقدمنا فيها أمسية واحدة وفي جاكسون فيل أمسية أيضا وترافق ذلك باحتفالات دينية أيضا . وعن طبيعة الأغاني التي قدمتها الجوقة في المهرجان قال الأب زحلاوي : اخترنا نمطا من أغاني التراث السوري واللبناني الاسلامي والمسيحي وكانت الأمسية التي قدمت في معهد جون كيندي بعنوان «ياسمين دمشق» شملت ترنيمة سريانية وترنيمة اسلامية «طلع البدر علينا» وترنيمة مسيحية وترنيمة شامية وذلك لنذكر الناس بأن سورية تحتضن الديانات كلها بتآلف ومحبة وقد غرفنا من التراث السوري القديم كالأغاني الشعبية مثل «لولو،لولالي، الله محي شوارعك يا بلادنا المنصورة» بتوزيع جديد وأداء رائع وكذلك الأغاني التراثية التي تغنى بالأعراس الشامية ثم اخترنا من التراث اللبناني أغاني لفيروز وزكي ناصيف وكانت الأمسيات الغنائية بقيادة المايسترو«كلوديا توما نخلة» . عدوى الفرح وعن ردود الفعل حول الأمسيات الغنائية التي قدمتها الجوقة تابع الأب زحلاوي قائلا: كان النمط المقدم مفعما بالفرح والبهجة وانتقلت عدوى الفرح للجمهور فحرك الحنين للوطن لدى العرب وانتزع اعجاب الأجانب فمثلا في مدينة ديزني لاند قدمنا عرضا غنائيا في الظهيرة في الحديقة الفضية بساوثفيلد فجاءنا مدير المسرح وقال: «سمعت فرقا كثيرة في هذا المكان أما مثل هذه الفرقة فلم أسمع ولم أر » . براعم من الجوقة لقاءات سريعة جمعتنا مع براعم من الجوقة تقول مها قسطنطين : سعدت بهذه التجربة فهي رائعة بكل المقاييس وقد كان لي شرف اعطاء صورة مشرقة عن سورية وحضارتها فغنينا أغاني جميلة من التراث السوري مثل: «هاالأسمراللون» «يامال الشام» «لما بدا يتثنى» والكثير من الأغاني والترانيم. كارول مقدسي : كانت ردود الفعل مشجعة جدا والناس تفاعلوا معنا رغم أننا كنا نغني بالعربية ولكن الموسيقا والألحان أطربتهم فرقصوا وفرحوا معنا وكانت الرحلة تجربة لن تمحى من ذاكرتي وأنا فخورة لمشاركتي فيها... |
|