|
حـــدث و تعــليـق إن جلوس الفلسطينيين على طاولة واحدة للتوصل إلى نتائج عملية ومرضية تنهي حالة الانقسام والتشرذم التي عاشوها طيلة الفترة الماضية، و التي جعل منها الكيان الصهيوني فرصة لمواصلة عدوانه والتنصل من التزاماته تجاه عملية السلام وإنهاء الاحتلال لن يحقق الغاية المرجوة منه إذا لم تتوفر الإرادة الصلبة والنية الحازمة للأطراف المتحاورة لتجاوز كل ما من شأنه أن يعكر صفو هذه الفرصة. وبالتالي عليهم أن ينظروا إلى الملفات المطروحة من زاوية واحدة باعتبار أن هذه الملفات مترابطة ولا يمكن لأي طرف منهم أن يبحث عمّا يريد على حساب المصلحة العامة للشعب الفلسطيني بأكمله ، لقطع الطريق على الفيتو الاميركي والدولي الذي كان موضوعاً أمام الحوار ،ولاسيما أن الخلافات القائمة لاتضرّ بالفلسطينيين وحدهم ،بل بالواقع العربي على امتداد ساحته،حيث باتت القضية الفلسطينية تمثل عنواناً للفرقة والتمييز بين أخوة النضال. وانطلاقاً مما تقدَّم فإن اللجان التي شكّلتها الفصائل والقوى الفلسطينية في اجتماع القاهرة الأول لتثبيت المصالحة والاتفاق على مبادئ العمل الوطني وتشكيل حكومة الوحدة وإعادة بناء منظمة التحرير لن تحقق أي تقدم في عملها إذا لم تستفد من نتائج الحرب العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة الذي أغرقته سلطات صهيون بالحصار والدم، والاعتداءات اليومية والاقتحامات والاغتيالات في مختلف المناطق الفلسطينية ولم تميز بين هذا الفصيل أو ذاك، والتي من المفترض أنت تكون شكّلت عنصراً ضاغطاً لإنهاء الانقسام والبدء بإعادة إعمار ما دمَّره العدوان . فالجميع يدرك مدى تأثير الخلافات الفلسطينية على الوضع الداخلي بشكلٍ خاص و الواقع العربي بشكلٍ عام ،لذا لابد للفلسطينيين من الوقوف مع ذواتهم والنظر إلى المواقف بأكثر واقعية وتحقيق المصالحة المنشودة التي أصبحت ضرورة عربية بامتياز، ومطلباً مهماً أمام شعبهم المحاصر بالجوع والمرض والحرمان، وعلى القادة العرب دعم هذه المصالحة بجميع ما يتوفر لديهم من إمكانات وتجاوز الخلافات فيما بينهم وعدم انتظار الحلول من جهات بعيدة لأن الأمل لن يتحقق إلا بالوفاق. |
|